نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على أوضاع اللاجئين السوريين في اليونان، وتحديدا في جزيرة كيوس.
وقالت الصحيفة إن الأطفال والنساء هناك يتعرضون إلى أشد الفظائع، من ضرب واغتصاب.
وتناولت الصحيفة”، قصة الطفلة رشا االتي فُقدت يوم السبت من أمام مخيم اللاجئين في الجزيرة. ويوم الثلاثاء، تلقت صديقتها أميرة، البالغة من العمر 15 سنة، مجموعة من الصور لرشا وهي في وضع مخل مع رجل كان يرتدي قناعا لتغطية معالم وجهه. كما أرفق الرجل الصور برسالة هدد فيها أميرة بأنه سيختطفها هي أيضا.
وذكرت الصحيفة أن هذا حالة أميرة التي جاءت من مدينة القامشلي قبل ستة أشهر، شمال شرق سوريا، لم تكن الأولى من نوعها في جزيرة كيوس، وهو ما يثير الذعر في نفوس هؤلاء الأطفال.
وأميرة كانت من بين الأطفال الذين قدموا إلى كيوس دون رفقة ذويهم. من جانبها، أعلنت المملكة المتحدة أنها ستؤمن ملجأ آمنا في أسرع لقسم من اللاجئين القصّر في أوروبا، الذين يبلغ عددهم حوالي 3000 قاصر، بيد أن الحكومة البريطانيا لم تستقبل إلا 480 طفلا فقط قبل أن تلغي الخطة المعروفة باسم “دَبْس” تماما.
ونوهت الصحيفة إلى أن المحكمة العليا في بريطانيا ستنظر في طعن ضد قرار الحكومة بإلغاء الخطة، الثلاثاء. ومن المقرر أن تعرض خلال جلسات الاستماع التي تمتد لثلاثة؛ أيام قصص العنف التي يتعرض لها الأطفال السوريون في كيوس.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الأطفال تعرضوا للطعن على يد سكان محليين أو للضرب من قبل الشرطة أو للاعتداءات من طرف عناصر اليمين المتطرف.
وتقول الصحيفة إن معظم الأطفال، بمن فيهم أميرة، يتعذر عليهم الذهاب ليلا إلى مراحيض المخيم خوفا من الاعتداءات التي يمكن أن يتعرضوا لها.
وقد تقطعت السبل بنحو أربعة آلاف لاجئ على جزيرة كيوس، أكبر جزيرة في اليونان، حيث لم يتمكنوا من المغادرة، بانتظار انتهاء معالجة تصاريحهم، ومن المرجح أن تزداد أوضاعهم سوءا بمرور الوقت.
وفي غضون أسبوعين، ستسحب الحكومة البريطانية تمويلها لفرق المساعدة المنتشرة في كيوس، ولاحقا ستضطلع الحكومة اليونانية بالأعمال والمهام الإنسانية بدلا من المفوضية الأوروبية، علما بأن عدد اللاجئين في اليونان يبلغ نحو 62 ألف لاجئ.
وتقول جماعات مدافعة عن اللاجئين إن الدول الأوروبية تبدو راضية عن أزمة اللاجئين ولا نية لها لإيجاد حل لها.
وفي هذا الصدد، ذكر أليكس غرين، مدير إحدى المنظمات في الجزيرة، أن “كيوس بلغت نقطة الانهيار، ومع قطع التمويل عن العديد من المنظمات غير الحكومية، يبدو جليا أن أوروبا أدارت ظهرها للجزيرة”.
وسلطت الصحيفة الضوء على قصة إيريز البالغ من العمر 16 سنة، الذي تعرض للطعن بسكين من قبل ثلاثة أشخاص محليين. وعلى الرغم من إصابته الخطيرة، إلا أنه لم يتم نقله للمستشفى، كما رفض أيضا أن يقدم بلاغا للشرطة، حيث قال”إنهم لا يولون أي أهمية لنا، لقد انهالوا علينا ضربا بالعصي”. ونظرا لرداءة الأوضاع، أبدى إيريز رغبته في الانتقال إلى لندن للهرب من الجحيم الذي يعيش فيه.
وتعمد الجماعات اليمينية المتطرفة إلى إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على مخيمات اللاجئين دون تمييز. ويُزعم أن بعض هؤلاء المهاجمين لهم صلة بالحزب الفاشي الجديد في اليونان، “الفجر الذهبي”.
وقالت الصحيفة إن أصحاب المنشآت السياحية يشكون من أن وجود اللاجئين يقوض السياحة في الجزيرة، فيما خرجت احتجاجات ضد وجود اللاجئين.
وذكرت الصحيفة أن كيرا من النساء الموجودات في مخيمات اللاجئين تعرضن لأحد أشكال العنف والمضايقات الجنسية، خاصة وأنه ليس هناك فصل بين مخيم النساء والرجال. وكان آخر حادث تم الإبلاغ عنه في بداية حزيران/ يونيو ، عندما كانت امرأة تقف في طابور الطعام بمخيم سودا، وحاول رجل الاعتداء عليها وهدد باغتصابها. وفي تلك الليلة حاول ستة رجال اقتحام الخيمة التي تنام فيها.
ونوهت الصحيفة إلى أنه كلما زاد اكتظاظ المخيمات كلما ارتفعت حصيلة الاعتداءات على النساء.
ويبلغ عدد اللاجئين في مخيم سودا حوالي 1100 لاجئ، ويقول الطاقم الطبي هناك إن هذا العدد يعادل ثلاث أضعاف الطاقة الاستيعابية للمخيم.
وذكرت الصحيفة أن العديد من الأمراض انتشرت في صفوف اللاجئين، على غرار الجرب والتسمم الغذائي؛ نظرا لأنهم يأكلون أطعمة مخزنة منتهية الصلاحية، فضلا عن ندرة الأدوية. كما ارتفعت حالات الانتحار، حيث وجدت دراسة حديثة أن ثلث اللاجئين في كيوس يعانون من مشاكل نفسية.
وطن اف ام