لم يتمكن الشاب السوري “ع ر” من دخول الأراضي التركية للالتحاق بعمله، رغم محاولاته المتكررة الخروج من قريته العربية “مريمين” الواقعة في الحدود الإدارية لمدينة عفرين، شمال شرق سوريا، وذلك بعد قدومه لقضاء إجازة العيد بين عائلته.
قبل أن يغادر الأراضي التركية، كان “ع ر” مطمئنا إلى أنه يستطيع العودة، مستندا في ذلك إلى تعهد الوحدات التي تسيطر على مدينة عفرين بتسهيل عبور وعودة الزوار، لكنه الآن لا يستطيع إخفاء ما يخالجه من خوف وحسرة.
يقول: “لو كنت على علم بأنهم سيمنعون عني العودة، لما دخلت الأراضي السورية أساسا”، وبنبرة خافتة يضيف: “لكن شوقي لرؤية والدتي التي لم أراها منذ ثلاثة أعوام دفعتني لذلك”.
لا يعرف “ع ر” ما إذا كان سيستطيع مغادرة عفرين مجددا، وأكثر ما يخفيه أن يساق إلى الخدمة الإلزامية التي تفرضها الوحدات على سائر سكان المدينة من الأكراد والعرب.
وبحجة الوضع الأمني المتدهور والخوف على المدنيين من الاعتقال، تواصل وحدات حماية الشعب الكردية منع المدنيين الراغبين بمغادرة مدينة عفرين، من التوجه إلى تركيا، بعد قدومهم إلى زيارة عائلاتهم خلال عطلة العيد.
ونجم عن ذلك تضرر المئات من الوافدين إلى المدينة، بعدما حولهم القرار الصادر عن رئاسة هيئة الداخلية التابعة للوحدات، إلى محتجزين داخل عفرين.
وقال الإعلامي شيرو علو من مدينة عفرين، إن الوحدات استدرجت المدنيين عندما رحبت بهم وتوعدت بتسهيل عودتهم، لكنها أخلت بوعودها فيما بعد، وذلك بعد أن منعتهم من مغادرة المدينة، إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل الثوار.
وأضاف علو، أن قرار منع مغادرة عفرين، مسؤول عن تقطيع أوصال عائلات بأكملها، وكذلك عن فقدان المئات من الشباب لأعمالهم في الأراضي التركية.
وأشار كذلك إلى ما وصفه بـ”الوضع الكارثي” لبعض الطلاب السوريين الذين يدرسون في الجامعات التركية، مبينا أن “قسما كبيرا ممن قصدوا عفرين هم من فئة الطلاب، وهؤلاء لن يتمكنوا من متابعة دراستهم الجامعية”.
وحول أهداف القرار الصادر عن الوحدات الكردية، أكد علو أن القرار يهدف إلى الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من الشباب؛ تمهيدا لتجنديهم في المعارك التي تخوضها الوحدات في محيط مدين عفرين، وكذلك لإثارة البلبلة بين السكان.
في حين ربط محمد توفيق المقاتل في “الجبهة الشامية”، بين منع الوحدات الكردية المدنيين من مغادرة عفرين، وقرب الإعلان عن عملية عسكرية تحضر لها فصائل الثوار بدعم تركي لاستئصال الوحدات من مدينة عفرين.
وقال في هذا السياق، إن الوحدات تحاول تجميع أكبر عدد ممكن من المدنيين في عفرين، وذلك بهدف عرقلة أي عمل عسكري على المدينة، وهي تحاول أن تتخذ من المدنيين دروعا بشرية”.
هذا وتتحكم الوحدات الكردية بالمعبرين الوحيدين اللذين يربطان عفرين بمناطق سيطرة الثوار، في ريف حلب الشمالي وفي مدينة إدلب.
وطن اف ام /عربي 21