دخلت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة للمرّة الأولى، أمس الأحد، مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة، من جهة الجنوب بعد عبورها نهر الفرات، حسبما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وضيّقت قوات سوريا الديمقراطية الخناق خلال الأشهر الأخيرة على معقل التنظيم في شمال سوريا، ودخلت شرق المدينة وغربها للمرّة الأولى الشهر الفائت.
والخميس، قطعت القوّات المؤلفة من فصائل كردية وعربية، المنفذَ الأخير المتبقّي لتنظيم الدولة من جنوب مدينة الرقة، لتُحاصر بذلك التنظيم بالكامل.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، الأحد: “اليوم، دخلت (قوات سوريا الديمقراطية) جنوب مدينة الرقة لأوّل مرة وسيطرت على سوق الهال”.
وأوضح أنّ “السوق تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بشكل كامل، فيما يشنّ تنظيم الدولة هجمات مضادة” لاستعادة السوق.
وأعلنت قوّات سوريا الديمقراطية بدورها الأحد السيطرة على سوق الهال.
وقال المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إنها نشرت نحو ألف مقاتل إضافيين على خطوط القتال الأمامية مع تنظيم الدولة في الرقة أمس الأحد.
وأرسلت قوات سوريا الديمقراطية القوات الإضافية إلى شرق وغرب المدينة وهي المعقل الرئيسي للتنظيم في البلاد. وبدأت هذه القوات الشهر الماضي هجوما للسيطرة على الرقة بدعم من الولايات المتحدة.
وقال المكتب الإعلامي في بيان نقلا عن قادة قوات سوريات الديمقراطية، قولهم إن “هذه القوات هي القوات التي قد أتمت دوراتها التدريبية في معسكرات قسد (قوات سوريا الديمقراطية) بالتعاون مع قوات التحالف وذلك بهدف مساندة الحملة وإحراز تقدم جديد على أغلب الجبهات”.
وتمكّن مقاتلو القوّات المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضدّ تنظيم الدولة من دخول مدينة الرقّة للمرة الأولى في 6 حزيران/ يونيو الفائت.
ونجحوا منذ ذلك الوقت في طرد التنظيم من مناطق في شرق المدينة وغربها، لكنّهم يواجهون مقاومةً عنيفة من مقاتلي التنظيم الجهادي أثناء توغّلهم إلى وسط المدينة.
واندلعت الأحد معارك بين قوات سوريا الديمقراطية والجهاديين في حي الصناعة في شرق الرقة.
واستعادت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على هذا الحيّ قبل نحو أسبوع بعد دخولها المدينة، لكنّ عناصر التنظيم سيطروا عليه مجددا الجمعة إثر سلسلة اعتداءات.
يكتسب حيّ الصناعة أهمية استراتيجية بالنسبة إلى عناصر التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية على السواء، لوقوعه عند مدخل وسط المدينة حيث التحصينات الرئيسية لعناصر التنظيم.
وذكر المرصد أنّ قوات سوريا الديمقراطية استعادت الأحد نحو سبعين في المائة من الحيّ.
من جهته، قال محمّد خالد شاكر، المتحدّث باسم قوات النخبة السوريّة، إنّ “قواتنا تبعد حاليا مائة متر عن باب بغداد في المدينة القديمة، وتقوم بتمشيط المنطقة لردم الأنفاق ومنع أيّ تسلّل جديد لمسلحي التنظيم (المتطرف) باتجاه مواقعنا”.
وقوّات النخبة السورية فصيل يضمّ مقاتلين عربا تدعمه واشنطن أيضا في وجه الجهاديين، لكنّه لا يُشكّل جزءا من قوات سوريا الديمقراطية.
ويدافع نحو 2500 من مقاتلي تنظيم الدولة عن الرقة، وفق التحالف الدولي.
وفي وقت متأخّر الأحد قُتل 11 مدنيا، بينهم أربع نساء وخمسة أطفال، في ضربات شنّها التحالف على الأطراف الغربية لمدينة الرقة، وفق المرصد.
وبذلك، ترتفع حصيلة القتلى المدنيّين جرّاء غارات التحالف إلى أكثر من 200 منذ دخول قوات سوريا الديمقراطية إلى الرقة في 6 حزيران/ يونيو.
واستنادا إلى المرصد، قُتل “عشرات” من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في الرقة خلال الفترة نفسها، بينهم 36 قُتلوا الأسبوع الماضي.
وسيطر تنظيم الدولة على الرقة عام 2014 وحوّلها إلى “عاصمة للخلافة” التي أعلنها قبل ثلاثة أعوام.
وأبدت الأمم المتحدة قلقها على مصير 100 ألف مدني محاصرين في الرقة.
وطن اف ام