بدأت الناس التي كانت قد نزحت نحو المخيمات التي تقع على الحدود التركية في ادلب خوفاً من القصف بالعودة الى منازلهم من بعد الإعلان عن اتفاق سوتشي حيث ما لبث هؤلاء المظلومين عندما عادوا إلى ديارهم بالبدء بعمليات الصيانة لمنازلهم.
خلال الأيام العشرة الماضية، عاد أكثر من 50 ألف سوري إلى ديارهم بهذه الطريقة. وقال عبد الكريم حمشة أحد القرويين القاطنين في جنوب إدلب ، “لقد كان هناك المزيد من الهجرة مما كان عليه في السنوات الأخيرة بسبب الغارات الجوية الأخيرة. لكن بعد اتفاق بوتين وأردوغان ، عدنا إلى قريتنا بدأنا في إصلاح المنازل المدمرة. أنا أساعد جارتي الآن. نحن ندعو الله من أجل سلامٍ دائم”
وقال شخص اخر من سكان ادلب اسمه محمد محمد “نحن نشكر الحكومة التركية. ليس لدينا مكان نذهب إليه وعندما بدأ القصف ، ذهبنا للجوء الى تحت الأشجار الواقعة حول القرية. الناس تعبوا من الهجرة. كانت هذه الاتفاقية هي أملنا”
وقالت أم محمد الفلسطينية التي كانت ممن ذخب نحو الغابات في ادلب “قد دمرت طائرة الهليكوبتر منزلنا بالكامل بعد استهدافها له والآن عدنا إلى القرية. قمنا بمسح الأنقاض. وضعنا بقية الأشياء التي لدينا جانباً. جيراننا ساعدونا. هذه الأرض لنا. سنبقى هنا حتى نموت أهل القرية يتحدثون أن الاتفاقية إيجابية وواعدة. الهجرة أمر صعب. لا يستطيع الرجل مغادرة منزله بسهولة. إن شاء الله تتوقف الهجمات الجوية”
قال إبراهيم جواهر أحد المدنيون، إنهم رأوا إجماع سوتشي بأنفسهم: أود أن أشكر الشعب التركي والحكومة. أود أن أشكر طيب أردوغان على جهوده. شكرا لك على جلب الثقة والأمن للناس. لقد أحبطنا قادة الحكومات العربية. ندعو الله أن ينقذنا من القاتل والطاغية الذي يسكن في دمشق قريباً”
نظام بشار الأسد وميليشياته الإرهابية الأجنبية المؤيدة له، على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه لحماية وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، لا يزال يطلق النار من مدفعية منخفضة بشكلٍ مكثف.
وعلى الرغم من الاتفاق تواصل قوات الأسد وميليشيات إرهابية أجنبية مدعومة من إيران، تهاجم جبل الأكراد في اللاذقية ومناطق في جنوب إدلب وغرب حلب وشمال حماة
كما قُتل مدني وأصيب ستة مدنيين في هجمات أقل كثافة من فترة ما قبل الاتفاق، وردّت فصائل المعارضة في المنطقة على الهجمات بالمدفعية.
تعتبر إدلب حالياً آخر معقل للفصائل العسكرية المعارضة، ويحيط نظام الأسد المدينة من الشرق والغرب والجنوب، مع ميليشيات إرهابية أجنبية تدعمها إيران.
فحوالي نصف المجموعات المدعومة إيرانياً في سوريا، والبالغ عددها 120 ألف تتمركز حول إدلب، لدى المعارضين المعتدلين في المنطقة أكثر من 70 ألف محارب، في حين أن لدى “هيئة تحرير الشام” 20 ألف شخص.
كما أن هناك أكثر من 4 ملايين مدني في المدينة، معظمهم لجؤوا اليها من أجزاء أخرى من سوريا.