توفي الأديب الفلسطيني سلمان ناطور (67 عاماً) أمس، وكان قد نقل إلى مستشفى الكرمل في مدينة حيفا قبل أيام، وخضع لعملية جراحية في القلب، إلا أن حالته تدهورت في الساعات الأخيرة.
ويعدّ ناطور من أهم الأدباء الفلسطينيين المعاصرين، الذين ساهموا في إثراء المشهد الثقافي الفلسطيني، بدءاً من الأعمال الأدبية والدراسات وصولاً إلى الصحافة.
ولد ناطور في دالية الكرمل جنوب حيفا عام 1949. أنهى دراسته الثانوية في بلدته ثم واصل دراسته الجامعية في القدس ثم في حيفا. درس الفلسفة العامة وعمل في الصحافة منذ عام 1968 وحتى 1990، حيث ترأس تحرير الملحق الثقافي في جريدة «الاتحاد» الحيفاوية ومجلة «الجديد» الثقافية.
حاضر في العديد من الندوات الثقافية والفكرية، وحرر مجلة «قضايا إسرائيل» التي تصدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية في رام الله. كما أدار معهد «إميل توما للدراسات الفلسطينية الإسرائيلية» في حيفا، وشارك في تأسيس وإدارة عدد من المؤسسات العربية، بينها: الرئيس الأول لاتحاد الكتاب العرب، وجمعية تطوير الموسيقى العربية، ورئيس مركز إعلام للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل.
وقد نعى الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين، ناطور، مؤكداً في بيان له على التزام الراحل بقضايا فلسطين، مشتغلاً بـ»هموم الثقافة الفلسطينية من أوسع أبوابها وفي شتى مجالاتها، انحيازاً للحق الفلسطيني في استرداد ما سلب منه من آلة بطش الاحتلال»، ومدافعاً عن فكرة «توحيد الثقافة في فلسطين المحتلة عام 1948 لتعود إلى عمقها وبوصلتها الحقّة في مواجهة سياسات التدجين والمحو من سلطات الاحتلال».
وأوضح الاتحاد أن وفاة ناطور تعد خسارة للثقافة الفلسطينية والعربية والإنسانية، فهو «واحد من الأسماء الوازنة والفاعلة في المشهد الثقافي، حيث قدم أكثر من 46 مؤلفاً تنوعت بين الأدب والفكر والترجمة والدراسات والإعداد والمسرحيات والنقد والكتابة للأطفال، كان آخرها رواية «هي أنا والخريف» التي صدرت عن «دار راية» عام 2011. مشيداً بدور الأديب في «الثقافة الفلسطينية»، وفي تأسيس الاتحاد العام للكتّاب العرب الفلسطينيين وربطه بالاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، تأكيداً على وحدة الثقافة الفلسطينية.
الى ذلك، نعت وزارة الثقافة الفلسطينية ناطور، وقال وزير الثقافة إيهاب بسيسو في بيان إن «ناطور أحد أبرز القامات الثقافية والأدبية الفلسطينية على المستويين العربي والدولي». وأضاف البيان «وبرحيله تفقد الحركة الثقافية الفلسطينية علماً من أعلام الفكر والثقافة والأدب، إذ نقش ناطور فعله الإبداعي على صفحات العالم ورسخ الأدب الفلسطيني الذي سجل من خلاله الدور الأبرز في نشر الحكاية الفلسطينية، سواء من خلال أعماله الروائية أو القصصية أو المسرحية».
ووصف رئيس لجنة المتابعة العربية في إسرائيل محمد بركة رحيل ناطور بـ«الخسارة الفادحة للأدب والثقافة المعاصرة، وهو من أبناء الجيل الثالث من المبدعين بعد النكبة، الذي كان له حضور وعطاء غزير». وقال بركة إن «ناطور كاتب روائي تميز العديد من كتاباته بالسخرية وكان نشيطاً في الحياة المسرحية»، مضيفاً أنه «كان كاتباً سياسياً مع قلم حاد وواضح وكان نشيطاً في الحياة الثقافية والسياسة». وأوضح بركة أن «ناطور استجاب نهاية الشهر الماضي لطلبه أن يتولى إدارة المهرجان الذي أقيم في شفا عمرو في اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في الداخل».
وكتب الراحل في أجناس أدبية عديدة، فبرز في النقد المسرحي والتشكيلي والسينمائي، واشتُهر بثلاثيته: «ذاكرة»، «سفر على سفر»، و«انتظار»، مع مؤلفات وترجمات أخرى ناهزت الأربعين كتاباً.
المصدر : القدس العربي