نجح ليوناردو دي كابريو في اقتناص أول جائزة أوسكار في تاريخه يوم الأحد في ليلة تميزت بتعليقات ساخرة عن الجدل الدائر بشأن التنوع العرقي في هوليوود من مقدم الحفل ذي البشرة السمراء كريس روك بينما فاز فيلم (سبوتلايت) بجائزة أوسكار أفضل فيلم.
وفي حفل لم يتمكن فيه فيلم واحد من السيطرة على الجوائز فاز المكسيكي اليخاندرو جي. إيناريتو بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلم (ذا ريفينانت) ليصبح أول مخرج منذ 60 عاما يفوز بالجائزة في عامين متتاليين. وفاز إيناريتو بجائزة أوسكار أفضل مخرج العام الماضي عن فيلم (بيردمان) الذي فاز حينها أيضا بجائزة أفضل فيلم.
وكان الفيلم -الذي يحكي قصة صياد نجا من هجوم دب وشق طريقه في رحلة مضنية خلال شتاء قارس- دخل الحفل مرشحا للفوز باثنتي عشرة جائزة من ضمنها جائزة أفضل فيلم التي كان يُعتقد أنه الأوفر حظا للفوز بها خصوصا بعد فوز الفيلم بجائزتي جولدن جلوب والأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا).
ونجح الفيلم الذي تم تصويره في مواقع تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر في منح بطله ليوناردو دي كابريو -الذي قوبل فوزه بحفاوة بالغة- أول جائزة أوسكار في تاريخه.
وقال دي كابريو في خطاب قبوله الجائزة “لم أكن أعتقد أن الفوز مضمون الليلة” مستغلا الفرصة للحث على اتخاذ خطوات إيجابية في أزمة التغير المناخي.
ورُشح دي كابريو (41 عاما) في أربع مسابقات أوسكار سابقة طوال مشواره الممتد نحو 25 عاما. ولعب دي كابريو دور صياد يعاني وسط البرية والطقس البارد بعد تعرضه لهجوم دب.
وعلى الرغم من ذلك قرر المصوتون في الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما منح (سبوتلايت) جائزة أفضل فيلم بالإضافة إلى جائزة أفضل سيناريو أصلي.
ويحكي الفيلم الذي استغرق أعواما من البحث قصة صحفيين كشفوا في عام 2002 عن تستر مسؤولين في الكنيسة على تقارير تخص تورط قساوسة في انتهاكات جنسية ضد عشرات الأطفال.
وقال منتج الفيلم “أعطى الفيلم صوتا للناجين والفوز بالأوسكار يعطي ذلك الصوت زخما أكبر. نأمل أن يصل صدى رنينه حتى الفاتيكان.”
وفازت النجمة الصاعدة بري لارسون -26 عاما- بلقب أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (روم) -الذي لعبت فيه دور فتاة احتجزت رهينة لسنوات مع طفل صغير- لتضيف الممثلة التي لم تترشح أو تفز بالأوسكار من قبل هذه الجائزة إلى خزانتها الممتلئة بجوائز أخرى.
* جدل في هوليوود
تخلل الحفل العديد من التعليقات عن الجدل الدائر بشأن التنوع العرقي في هوليوود والانتقادات التي نالت من الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما بسبب عدم ترشيح أي ممثلين من أصحاب البشرة السمراء لجوائز للعام الثاني على التوالي.
وافتتح المذيع والممثل الكوميدي ذو البشرة السمراء كريس روك الحفل بقوله “الجائزة التي يختارها البيض”.
وتساؤل روك عن سبب اتخاذ الجدل بخصوص التنوع العرقي منحى حادا في هذا العام بالذات وليس في الخمسينيات أو الستينيات قائلا إن الأمريكيين من أصل أفريقي كانت لديهم “احتجاجات حقيقية وقتها”.
وأضاف روك “لقد كنا منشغلين للغاية بكوننا نغتصب ونعدم وليس بمن فاز بجائزة أفضل تصوير سينمائي” وفي مقطع فيديو مصور مسبقا زار روك حي كومبتون في لوس أنجليس -والذي يعد قلب صناعة موسيقى الهيب هوب- ليسأل السكان عما إذا كانوا قد سمعوا أو شاهدوا أيا من الأفلام المرشحة للأوسكار فجاءت الإجابة “لا لم يشاهدها أحد”.
وقام بعض المرشحين بتحية روك على مناقشته المتوازنة لقضية بتلك الحساسية.
ولم يكن روك الوحيد الذي ألقى الضوء على القضية خلال الليلة الأكبر في هوليوود فالمخرج أليخاندرو إيناريتو أثار القضية أيضا بقوله “أنا محظوظ للغاية لوجودي هنا الليلة لكن عديدين آخرين لم يحالفهم نفس الحظ” معبرا عن أمله في أن يكون لون بشرة الإنسان في المستقبل غير ذي أهمية كطول أو قِصر شعره بالضبط.
ومن ضمن مفاجآت الحفل فاز مارك رايلانس بجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم (بريدج أوف سبايز) متفوقا على سيلفستر ستالون الذي كان مُتوقعا أن يكون المرشح الأقرب للفوز عن دوره في فيلم (كريد).
ووجه الممثل أرنولد شوارزنيجر رسالة لزميله ستالون -في فيديو بثه عبر شبكة الإنترنت- قائلا “سلاي (سيلفستر) بغض النظر عما يقولونه. تذكر أنك الأفضل بالنسبة لي. أنت الفائز.”
ولعب رايلانس (56 عاما) دور عميل سري روسي في الفيلم الذي تدور أحداثه حول الحرب الباردة. والجائزة هي أولى جوائز الأوسكار للممثل والكاتب المسرحي البريطاني الشهير.
وفازت الممثلة السويدية أليشا فيكاندر بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم (ذا دانيش جيرل) الذي يناقش التحول الجنسي بينما فاز فيلم (إيمي) الذي يحكي قصة المغنية البريطانية الراحلة إيمي واينهاوس بجائزة أفضل فيلم وثائقي.
وهذه أول جائزة تحصل عليها فيكاندر (27 عاما) التي شهد العام الماضي انطلاقتها بدوري بطولة في فيلمي (إكس ماشينا) و(تيستامنت أوف يوث).
وفاز الموسيقار إينيو موريكوني بجائزة أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم (ذا هيتفول إيت) بينما فاز المغني البريطاني سام سميث عن أغنيته (رايتنجز أون ذا وول) من فيلم (سبكتر) بجائزة أفضل أغنية أصلية.
وفاز فيلم (إنسايد آوت) بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة. والفيلم من إنتاج بيكسار التابعة لشركة والت ديزني وتدور قصته حول رايلي الفتاة الصغيرة التي تتصارع داخلها مشاعر الفرح والغضب والخوف والحزن بسبب انتقال أسرتها إلى سان فرانسيسكو.
كان فيلم الحركة (ماد ماكس: فيوري رود) من إنتاج شركة وارنر بروس أكبر الفائزين حيث نجح في اقتناص ست جوائز جاءت كلها في الفروع التقنية كأوسكار أفضل أزياء وأفضل ماكياج وأفضل مونتاج.
المصدر : رويترز