بعد محاولات لم تكن سهلة نجح الطبيب التونسي “فتحي بيوض”، أخيراً في إقناع ابنه بالتخلي عن الانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، غير أن الأب لم يكن يدري أنه سيكون رقماً جديداً وضحية أخرى تُضاف إلى قوائم جرائم الإرهابيين.
فرحة “بيوض” العميد بالجيش التونسي في انتظار زوجته القادمة في رحلة من تونس لزيارة ابنهم الموقوف لدى الأمن التركي، تلاشت مع التفجيرات التي استهدفت مطار “أتاتورك” الدولي بمدينة اسطنبول، أمس الثلاثاء، وأودت بحياته وحياة عشرات الآخرين.
“بيوض” الذي لقي حتفه في تفجيرات مطار “أتاتورك” حطت رحاله قبل أسابيع في تركيا للبحث عن ابنه الذي التحق بتنظيم “داعش” في سوريا خلال الأشهر الماضية.
قصة إنسانية مؤثرة روتها مصادر مقربة من العائلة التونسية للأناضول مفضلة عدم الكشف عن هويتها، قائلة إن الأب سافر إلى تركيا منذ أسابيع بحثاً عن ابنه الذي التحق بتنظيم “داعش” في سوريا.
القصة بدأت عندما سافر الابن منذ فترة للالتحاق بالدراسة في تركيا قبل أن يشبك التنظيم الإرهابي خيوطه حوله ويستقطبه في الأراضي السورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
غير أن جهود والده نجحت في إقناعه بالعودة إلى تركيا والتخلي عن التنظيم، وهو ما فعل حيث عاد إلى تركيا وهناك تمّ إيقافه من قبل الأمن التركي.
لكن القدر لم يُمهل الأب حتى يلتقي ابنه ويحتضنه عائداً به إلى تونس حيث قتل العميد “بيوض” بالأمس في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار “أتاتورك”.
وأعلنت وزارة الخارجيّة التونسية في بيان لها، اليوم الأربعاء، مقتل طبيب عسكري تونسي يدعى، فتحي بيوض، رئيس قسم طب الأطفال بالمستشفى العسكري جراء الهجوم الإرهابي، فضلا عن إصابة سيدة أخرى بجروح خفيفة، دون أن تقدم مزيدًا من التفاصيل حول هويتها
وارتفع عدد قتلى الاعتداء الإرهابي على المطر، إلى ٤٢ قتيلاً، وعشارت الإصابات.
وفي تصريحات له اليوم، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إنَّ التحقيقات الأولية تشير إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي، يقف خلف الهجوم.
ولقي الاعتداء إدانات دولية واسعة من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية والأهلية التي أكدت في تضامنها مع تركيا في حربها ضد الإرهاب.
وطن إف إم / اسطنبول