حث الممثل الأميركي ويل سميث صناع السينما في الشرق الأوسط وفي العالم، على المشاركة في نقل صورة الواقع العربي على حقيقته من خلال الأعمال السينمائية في ظل الهجمات الشرسة التي يتعرض لها العرب والمسلمون في العالم عن طريق حملات عدائية مغالطة تماما للواقع في البلدان العربية.
وخلال مؤتمر صحافي عقده سميث في “فوكس” سينما بمول الإمارات في دبي بمناسبة إطلاق فيلمه الجديد “الفرقة الانتحارية”، تطرق الممثل الأميركي إلى ظاهرة الرهاب من الإسلام أو “الإسلاموفوبيا”، مشيرا إلى أنها أصبحت متواجدة بشكل كبير في المجتمع الأميركي.
وقال النجم البالغ من العمر 47 عاما، إن “هذه الظاهرة تتعلق برؤية الصورة الواقعية عن البلدان العربية، لذا أتعمد عرض صوري في دبي لأُبرز الصورة الحقيقية عن الشرق الأوسط”، مضيفا أن “الانتخابات آتية في أميركا، ولا بد من أنها ستعمل على التنظيف”.
وعن موقفه من المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، قال ويل إن أفكار هذا الأخير المتطرفة تسبب له إحراجا كمواطن أميركي، وأكد أن “وجوده في دبي هو وجه من مقاومة المعاداة للإسلام المصاحبة لسباق الرئاسة في أميركا”.
وهي ليست المرة الأولى التي يعبر فيها سميث عن استيائه من تصريحات ترامب المعادية للمسلمين، حيث سبق وأن أبدى موقفا حاسما تجاهه أثناء الترويج لفيلمه “ارتجاج” أواخر العام الماضي، قائلا “إذا استمر الناس في ترديد هذه الأشياء المجنونة في الأخبار، والتي تتعلق ببناء الجدران والمسلمين، فهم سيدفعونني للدخول إلى الساحة السياسية”.
وعبر سميث عن إيمانه بأن “الحوار هو بداية إنهاء الإسلاموفوبيا، حيث يتحدث كل طرف عن نفسه للوصول إلى المرحلة الثانية وهي التفهم”.
وطلب الممثل من صناع الفن السابع في البلدان العربية عدم ترك الساحة الفنية فارغة أمام المتعصبين والعمل على محاولة إيجاد طرق جديدة لنقل ما يحدث في الشرق الأوسط، قائلا “لا ينبغي للشرق الأوسط أن يسمح لشبكة قنوات ‘فوكس” الأميركية اليمينية أن تكون المسيطرة على نقل صورة ما يحدث”، مضيفا أَن السينما ناقل ضخم يستطيع نقل الحقيقة عن الواقع للجمهور في كل العالم.
كما أوضح أنه تحدث مع منتجين سينمائيين لصناعة وإنتاج أفلام في المحيط العربي حتى تصل إلى العالمية، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط تفيض بالقصص الملهمة التي يمكن تقديمها في السينما، وقال “أتطلع إلى أن أكون جزءا من هذه القصص التي أشعر أنها غير مستغلة”.
وقال ويل خلال المؤتمر الصحافي الخاص بالعرض الأول لفيلم “الفرقة الانتحارية” في دبي إن الطريقة الأفضل بالنسبة إليه للمساعدة في القضاء على الإسلاموفوبيا هي ترك المعنيين بالأمر يعبرون عن أنفسهم من خلال نشر صور بلدانهم على وسائل الإعلام الاجتماعي بدلا عن إخبار الناس بما يجب أن يعتقدوه.
وشدد على أن السينما هي الطريق الأقوى والصحيح من أجل إيصال الحقيقة إلى العالم الآخر، ضاربا المثل بأميركا التي نجحت في رسم واقعها في أحسن صورة منذ عام 1940 من خلال سينما “هوليوود”.
وتدفقت الجماهير في دبي لالتقاط الصور التذكارية مع النجم الأميركي منذ وصوله لمشاهدة العرض الأول لفيلمه في صالة “فوكس”، حيث حضر العرض أكثر من 550 شخصا.
ونشرت إذاعة “فيرجن” عبر حسابها الرسمي مقطع فيديو لسميث وهو يرقص على أنغام اليولة الإماراتية. وعبر سميث عن انبهاره بثقافة وجمال الدول العربية، وعن زيارته لدبي قال “أشعر أن كل العالم موجود فيها، فهي مدينة تعبر عن الأحلام”.
ولا تعد زيارة سميث الحائز على جوائز غرامي 4 مرات، إلى دبي الأولى، فقد سبق له زيارتها مرات عدة مع عائلته، حيث يحرص في كل زيارة على مشاركة محبيه صوره فيها، مثل تلك التي توثق زياراته للصحراء وصورته بالزي الإماراتي وأمام برج خليفة.
يذكر أن فيلم “الفرقة الانتحارية” الذي تصدر شباك التذاكر في صالات السينما الأميركية هذا الأسبوع، قد بلغت تكلفة إنتاجه 175 مليون دولار ويؤدي أدوار البطولة فيه إلى جانب ويل سميث جاريد ليتو ومارغوت روبي.
المصدر : العرب