يجادل بعض العلماء المتأملين في العقل وما يتعلق بعمله، لاسيما الفيلسوف “كولين ماكجين”، بأن “الوعي” هو لغز غير قابل للحل، ويدعو الفيلسوف “أوين فلاناغان” هؤلاء المتشائمين بـ”الغموضيون” mysterians.
وفي الآونة الأخيرة ظهر الفيزيائي “إدوارد ويتن” كأحد هؤلاء الغموضيين، وينظر له زملاؤه بانبهار حتى أن بعضهم شبّهه بأينشتاين ونيوتن، كما يعتبر مسؤولاً إلى حد بعيد عن شعبية “نظرية الأوتار” على مدى العقود الماضية، وهي نظرية تعتقد بأن جميع قوى الطبيعة تنبع من جسيمات متناهية الصغر تهتز بشكل متعرج في فضاء مكوّن من عدد كبير من الأبعاد يتجاوز الأبعاد الثلاثة المعروفة.
بدا ويتن متفائلاً بشأن قدرة العلم على حل الألغاز، مثل لغز “لم يوجد شيء بدلاً من اللاشيء؟”، وفي حوار له عام 2014 قال: “المساعي والجهود العلمية الحديثة قد بدأت منذ مئات السنين، ونحن اليوم وصلنا لأبعد مما كان يمكن لأسلافنا تصوّره”، كما أكد مجدداً اعتقاده بأن نظرية الأوتار ستَثبُت صحتها.
لكن في مقابلة فيديو رائعة له مع الصحفي ويم كايزر، بدا ويتن متشائماً حول إمكانيات التوصل إلى تفسير علمي للوعي. وتعليقاً على ذلك؛ كتب الكيميائي آش جوغالِكر، الذي يدوّن تحت اسم “التابع الموجي الغامض”، تدوينة وأرسلها للقسم المختص، جاء فيها:
“أعتقد أن الوعي سيظل لغزاً، نعم، أنا أميل للاعتقاد بأن عمل الدماغ الواعي ربما يتم إيضاحه وتفسيره إلى حد كبير، وربما يفهم البيولوجيون والفيزيائيون كيفية عمل الدماغ بشكل أفضل كثيراً، لكن لماذا يتم تضمين ما نسميه “الوعي” ضمن هذه الأعمال، هذا ما سيظل لغزاً. ولدي تصور زمني عن كيفية فهمنا لنظرية الانفجار الكبير مثلاً أسهل كثيراً عن تصوري لكيفية فهمنا للوعي”.
المصدر : هاف بوست عربي