قالت المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنجلينا جولي، إن أكثر من 75 ألف لاجئ سوري ما بين أطفال ونساء ومصابين، محتجزين على الحدود الأردنية السورية، وإنهم يعيشون ظروفاً سيئة بلا مساعدات إغاثية وغذائية، مؤكدة أن تخيلها لأوضاع أطفال مخيمات اللاجئين السوريين “يحطم قلبها” لأنه من المستحيل أن تتخيل أولادها أن يكونوا كذلك.
وأضافت أنجلينا جولي، خلال مؤتمر صحافي عقدته في مخيم الأزرق للاجئين السوريين شمال شرقي الأردن، أن اللاجئين المحتجزين على الحدود لم يحظوا بأي طعام منذ شهر آب الماضي، وأنه لا توجد آليات لإخلاء المصابين أو الحمايات الأساسية المتاحة التي يوصي بها قانون الأمم المتحدة.
هذا و دعت الممثلة أنجلينا جولي، المبعوثة الخاصة لمنظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المجتمع الدولي إلى وضع حد “للحرب الأهلية ” التي طال أمدها وزيادة الدعم للاجئين في أنحاء المنطقة.
تحدثت جولي في مخيم الأزرق للاجئين السوريين وسط جولة لمشروعات إنسانية في الأردن. وقالت جولي إن العنف يحتدم فيما لا يزال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منقسما حول حل سياسي.
وشجبت نقص التمويل للمنظمات الإغاثية، قائلة إن الأمم المتحدة تعمل بأقل من نصف الميزانية المطلوبة لدعم اللاجئين السوريين.
وقالت إن “الفجوة بين مسؤولياتنا وأفعالنا لم تكن أبدا واسعة بهذا القدر”. في حين فر ما يقرب من 5 ملايين سوري من وطنهم منذ 2011، معظمهم استوطنوا في البلدان المجاورة
وقالت جولي التي حرصت على التحدث لأطفال من المخيم وممازحتهم، إن أكثر من نصف اللاجئين في المملكة دون سن 18 عاما، أي في سن مقاربة لسن أولادها الذين لا تستطيع أن لا تتخيلهم في أوضاع كأوضاع أطفال المخيم، فيما اعتبرت أن هناك بالمقابل ملايين اللاجئين السوريين العالقين داخل سوريا، كما أشارت أيضا إلى اللاجئين السوريين العالقين على الحدود الشمالية للأردن، في منطقة الركبان، المقدر عددهم بنحو 75 ألف لاجئ.
وبينت جولي أن مشكلة اللاجئين العالقين على الحدود ليست مشكلة تسبب بها الأردن، قائلة إن الأردن سبق وحذر من تفاقم هذه المشكلة الوصول إلى نقطة لايمكن بعدها تقديم المزيد .
وانتقدت جولي في تصريحاتها المجتمع الدولي الذي لم يقدم حلولا لأزمة اللاجئين العالقين، وقالت :”العالم يعلم بالوضع على الساتر الترابي منذ شهور ولم يقدم أي حل” و”كل القمم والمؤتمرات والتعهدات التي قطعت خلال الخمس سنوات لم يصل الى مفوضية اللاجئين والمنظمات الاخرى سوى نصف ما تحتاجه”.
واستبقت النجمة العالمية التي ظهرت مرتدية ثوبا أسودا فضفاضا، موعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقده خلال أيام، لتوجه رسالة إلى المجتمع الدولي حيال اللاجئين، وقالت بوضوح ” : رسالتي الى قادة العالم: ما الأسباب الجذرية للصراع في سوريا وماذا يلزم لإنهائه؟ رجاءضعوا ذلك في صلب مباحثاتكم.. اللاجئون يريدون أن يعرفوا متى يمكنهم العودة إلى بيوتهم، لا يريدون تلقي المساعدات.. بل حلا سياسيا”.
وذكّرت جولي أن العالقين على الحدود السورية الأردنية لم يتلقوا مساعدات منذ بداية آب/أغسطس المنصرم، إذ أعلنت السلطات الأردنية المنطقة الشمالية من البلاد منطقة عسكري مغلقة بالكامل، ولم يسمح للمنظمات الإغاثية بتقديم المساعدات للسوريين على الحدود إلّا مرة واحدة ، وذلك في أعقاب عملية تفجير سيارة مفخخة في منطقة الركبان تبناها تنظيم الدولة في حزيران/يونيو المنصرم، وأودت بحياة 6 من مرتبات الجيش الأردني، وإصابة 14 آخرين.
وكان ستيفن اوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قد وصف الجمعة الماضية من العاصمة الأردنية عمان، الأوضاع في منطقة الركبان بالمأساوية جدا، فيما انتقدت فيه منظمة هيومان رايتس ووتش الحكومة الأردنية إغلاقها للمنطق الحدودية أمام اللاجئين السوريين في الركبان.
وجددت الحكومة الأردنية بدورها عبر وزير الدولة للإعلام والاتصال محمد المومني في تصريحات صحفية، أن مشكلة الركبان هي مشكلة دولية وليست أردنية
وخلال زيارتها التقت جولي بعدد من أطفال اللاجئين مشددة على مساندة الأردن في استضافة عدد كبير من اللاجئين، موجهة رسالة إلى قادة العالم الذين سيشاركون في قمة الأمم المتحدة خلال الايام المقبلة بأن يناقشوا الأسباب الجذرية “للأزمة السورية ” وسبل إنهائها.
وتابعت “وبالرغم من سوء الظروف التي يعيشها اللاجئون، فإنهم في الأردن يعتبرون أنفسهم محظوظين، مقارنة بالملايين المحتجزين داخل بلادهم الذين يتعرضون للخطر يوميا.
وأشارت جولي إلى أن مجلس الأمن الدولي منذ 5 سنوات وحتى الآن، لا يزال منفصلا ومتفرقا حول كيفية التوصل إلى حل سياسي في سوريا وإنهاء النزاع هناك.
ووصلت جولي، إلى المملكة للاطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين، حيث تأتي الزيارة قبيل عقد قمة الأمم المتحدة حول اللاجئين والمهاجرين وقمة أوباما للقادة حول الأزمة العالمية للاجئين اللتين ستعقدان في نيويورك خلال هذا الشهر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.