في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015، انطلق فيديو قصير بسرعة إلى قمة إحصاءات مشاهدات موقع يوتيوب. ربما تقول إن إحصاءات المشاهدات على يوتيوب لا تشير إلى شيء، لكن أن يصبح الفيديو الأكثر مشاهدة في أول 24 ساعة له مقارنة بأي فيديو آخر في تاريخ الإنترنت فالأمر مختلف.
هذا المقطع كان الفيديو الإعلاني لفيلم “Star Wars: The Force Awakens”.
ومع 112 مليون مشاهدة في أول 24 ساعة على الإنترنت، احتفظ إعلان الفيلم بهذا اللقب.
ثم جاء إعلان فيلم “Fifty Shades Darker” الثلاثاء 13 سبتمبر/أيلول 2016، – الجزء الثاني من فيلم الإغراء “Fifty Shades of Grey”، والمبني على سلسلة الكتب الأكثر مبيعاً – وحصد 114 مليون مشاهدة على الإنترنت في أول 24 ساعة له، وفقاً لموقع deadline.
ليُسجل الفيديو رقماً قياسياً جديداً، وجاءت 39.4 مليون مشاهدة من أميركا الشمالية، و74.6 مليون أخرى من جميع أنحاء العالم.
من المنتظر إطلاق الفيلم يوم عيد الحُب لعام 2017، وهو يُثير الآن سؤالاً كبيراً: هل بإمكانه تخطي فيلم “Star Wars” ليس فقط على الشاشة الصغيرة بل على الشاشة الفضية؟
كان فيلم “Star Wars: The Force Awakens” قد حصد أرباحاً بلغت 937 مليون دولار في أميركا، ثم انتزع 1.1 مليار دولار في بقية أنحاء العالم، وفي المجمل جنى الفيلم 2.1 مليار دولار.
إنه الفيلم الأكثر جنياً للأرباح على المستوى المحلي على مر الزمان، وفيما يتعلق بالأرقام القياسية فقد حمل فيلم “Avatar” الرقم القياسي لشباك التذاكر على مستوى العالم، بعد تحقيقه لمبلغ 2.8 مليار دولار.
ولأجل المقارنة، فقد حصد “50 Shades of Grey” مبلغ 166 مليون دولار على المستوى المحلي، و40 مليوناً أخرى دولياً. وهو ما مجموعه 571 مليون دولار عالمياً، الأمر الذي يجعله أقل بحوالي 1.4 مليار دولار عن فيلم “Star Wars”.
هناك بضعة أمور محل نقاش هنا، في حين أن سلسلتي الأفلام “Star Wars” و”50 Shades” مبنيتين على مواد موجودة مسبقاً وتتمتع بالملكية الفكرية، إلا أنه من السهولة القول إن سلسلة “Star Wars” لديها قبول أوسع.
السبب الأول، أن الأفلام الأولى “Star Wars” التي صدرت عام 1977، أحدثت عاصفة في العالم، ما جعل الإعجاب بالفيلم يتراكم عبر أجيال متعددة.
حتى نسخة الفيلم عام 1999 Star Wars: Episode I — The Phantom Menace” جنت أرباحاً بقيمة ملياري دولار حول العالم، ودارت حبكته الدرامية حول تهرّب ضريبي.
السبب الثاني أن سلسلة أفلام “Star Wars” صُنّفت ضمن فئة (parental guidance suggested) PG-13K، وتعني لا يصلح لمن هم دون سن 13، بينما أفلام “50 Shades” لم تصنف ضمن فئة R )rectrected( أي محظور فحسب، لكنها بشكل أساسي ضمن الأعمال الجنسية، ولن تذهب العديد من العائلات لرؤية تلك الأعمال.
تُعد التصنيفات أموراً ذات أهمية. فمثلاً، الفيلم الأعلى تحقيقاً للأرباح محلياً ويحمل تصنيف R (محظور) هو “Passion of the Christ”، وقد حقق 370 مليون دولار فقط، أما إذا نظرت إلى فئة NC-17 أي لا يصلح لمن دون 17، فستجد أعلى فيلم جنياً للأرباح هو “Showgirls” بحصوله على 20 مليون دولار.
من ناحية أخرى لدى سلسلة أفلام “50 Shades” بعض الأمور التي تقف في صفها:
فكانت سلسلة الكتب هي الأولى التي بيعت لها أكثر من مليون نسخة على جهاز القراءة الإلكتروني Amazon Kindle، وباعت الثلاثية أكثر من 125 مليون نسخة حول العالم، كما ذكرت شبكة CBS.
ومن المرجح أن يقتصر تفوق الفيلم على “Star Wars” على إعلان الفيلم فقط، لكن ذلك ليس بالأمر السيئ جداً بالنسبة لسلسلة بدأت باعتبارها أدب معجبين (fan fiction).