منوعات

” مشفى الحرية ” كتاب بالصور يحكي عن الثورة السورية

يتحدث الفنان السوري حميد سليمان (30 عاما) اللاجئ إلى فرنسا، عن علاج نفسي بالفن في كتابه “مشفى الحرية”، وهو من نوع القصص المصورة، ويروي فيه بشكل مؤثر النزاع السوري الذي هرب منه سليمان في 2011 بعدما سجن بسبب مشاركته في مظاهرات سلمية.

ويتحدر سليمان من دمشق، من والد مهندس ووالدة محامية معارضيْن منذ أمد طويل لعائلة الأسد التي تحكم سوريا. وفي سن الخامسة والعشرين، كان الشاب يتابع دراسة عليا في الهندسة المعمارية عندما بدأ “الربيع العربي” الذي حمل نسمة من الحرية إلى بلده.

لكن الانتفاضة الشعبية التي بدأت آنذاك ضد نظام الرئيس بشار الأسد قُمعت بقوة. وشارك حميد سليمان مع مجموعة في مظاهرات وفي تنشيط شبكة من الإعلاميين الهواة أصبحت في مرمى التهديدات. ويروي بصوت هادئ “سُجنت لمدة أسبوع أدركت بعده أنه لا يمكنني البقاء”.

ويتابع أنه غادر إلى مصر بسرعة “من دون أن يتاح لي الوقت لوداع الأصدقاء”. وتعرض أحد أصدقائه للتعذيب حتى الموت على يد جهاز أمني، بحسب قوله، مشيرا إلى أنه لم يتخيل أن “الأمر سيطول كل هذا الوقت”. ويقول “كل القوى الغربية كانت تؤكد أن بشار الأسد لا يمكن أن يبقى، وكنا نصدقها”.

بعد ستة أشهر في القاهرة غادر إلى برلين، ثم انتقل إلى فرنسا حيث عاش بشكل غير قانوني إلى أن حصل على اللجوء في 2014. تزوج من ممثلة ومخرجة يقول إنها تساعده على تحسين لغته الفرنسية التي كانت لغة مجهولة بالكامل بالنسبة إليه.

ويروي الفنان أنه اختار فرنسا لأنها بالنسبة له بلد القصص المصورة. وعرض حميد سليمان أعماله أخيرا في لندن وبرلين إلى جانب باريس.

خلال سنوات لجوئه الأربع الأولى، وضع حميد سليمان كتابه التصويري “مشفى الحرية” حيث “البطل هو المكان”، والمشفى الذي يتحدث عنه مستشفى غير قانوني ضائع في الفوضى السورية.

ويوضح أنه عرف “الكثير من المشافي الميدانية السرية، التي أقيمت في شقق سكنية أو في مداخل أبنية، حيث كان الأطباء يخاطرون بحياتهم خلال معالجة جرحى أصيبوا في المظاهرات”.

وفي كتابه تقول البطلة ياسمين “عندما نطلق ثورة، كما فعلت أنا، لا يفترض بنا أن نهرب أبدا”.

ويتضمن الكتاب المرسوم بالأبيض والأسود قصصا مؤلمة لكن بأسلوب تربوي يبغي استخلاص العبر والبحث عن علاجات نفسية لحوالي اثني عشر شخصا، بينهم ناشطة سلمية متخصصة في الصيدلة وصحافية فرنسية سورية وعناصر في الجيش الحر وإسلامي.

ويتحدث الكتاب عن تحول ثورة شعبية إلى حرب لا تنتهي، أبرز ضحاياها الأطفال، ويقول سليمان إنه خيال يختلط مع قصص حقيقية ومع كثير من الحوارات.

المصدر : الجزيرة نت 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى