تمتلئ مدينة طرطوس على الساحل السوري؛ بأكوام النفايات التي تغطي شوارعها السياحية وأحياءها السكنية، حيث ذهب بعض السكان إلى القول بأنها أصبحت تنافس العاصمة اللبنانية في كميات النفايات الهائلة التي تتكدس فيها، فيما تذرع نظام الأسد بقلة الإمكانيات وعجزه عن ضم عمال جدد بسبب قلة السيولة المالية في خزائنه.
وتعتبر طرطوس إحدى المناطق الأكثر ولاء لنظام الأسد ، وتشكل أحد أهم الخزانات البشرية لقواته العسكرية.
وعبّر موالون للنظام عن غضبهم عبر صفحاتهم على “الفيسبوك” بسبب النفايات الضخمة التي غصت بها أرجاء المدينة، فجبال الأوساخ تنتشر في كل مكان، والروائح الكريهة وانتشار الحشرات باتت معالم طبيعة تلامس الحياة اليومية للمدينة.
واتهم هؤلاء بلدية مدينة طرطوس بالفساد وكذلك حكومة الأسد المُشكلة مؤخرا، واصفين طرطوس بـ “بيروت سوريا”، نسبة إلى أزمة الأوساخ والنفايات الكبيرة التي شهدتها مؤخرا العاصمة اللبنانية بيروت.
ولم تسلم شواطئ البحر المتوسط في طرطوس بدورها من النفايات، فقد أكدت صفحات إعلامية موالية للنظام غرقها هي الأخرى بالنفايات، بل إن حالها الخدمي أسوأ بكثير من أحوال الأحياء الشعبية والأسواق العامة في المدينة، رغم أن نظام الأسد قام بتسليم البحر وشواطئه كاملة في طرطوس لشركات خاصة.
فقد سلم نظام الأسد في وقت سابق غالبية المشاريع السياحية في طرطوس لشركة “انترادوس”، وهي مجموعة تتبع لـ”وحود غروب”، التي تعتبر بدورها صاحبة أضخم مشروع سياحي “تشاركي” في مدينة طرطوس، يُعرف باسم بـ”بورتو طرطوس”، مع شركة عامر للتطوير العقاري والسياحي المصرية.
إلا أن الإعلام الموالي له ، تحدث عن تقاعس ومماطلة من قبل بلدية طرطوس في تحصيل الحقوق المالية من شركة “انترادوس”، مشيرة إلى أن مئات ملايين الليرات السورية ما زالت في ذمة الشركة المذكورة، دون أن تستطع بلدية طرطوس تحصيل أي مبلغ يحسن من ظروف المحافظة الخدمية. واتهم الإعلام الموالي المسؤولين الحكوميين بالتورط بأعمال اختلاس ورشاوى مع الجهة المذكورة، دون الاكتراث بالأوضاع التي آلت إليها المدينة.
ووصف موالون للنظام الأجواء في طرطوس بالقاتلة، بسبب انتشار أكوام القمامة في كل الأماكن، منوهين إلى أن بعض الأحياء الشعبية في طرطوس لم يتم نقل القمامة المتراكمة فيها منذ ما يقارب الشهر والنصف، ما أدى إلى انتشار الذباب والعديد من الحشرات بكثرة في الأحياء السكنية.
كما نُقل عن أحد عمال النظافة في طرطوس قوله إن “البلدية لا تعطينا إلا جزمة بلاستيكية في الصيف، بينما نحتاجها في الشتاء، وأما القفازات فقد بطل زمن (موضتها) عندهم، ووجبة الحليب والبيض فقد تقلصت حتى وصلت إلى ثلاثين بيضة كل ثلاثة أشهر”.
بدوره، قال محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى، أمام جمهور من الموالين قبل أيام، إن حكومة الأسد قدمت 250 مليون ليرة سورية للمدينة ومجلسها المحلي، بغية التخفيف من أزمة النفايات التي غرقت فيها المدينة، مؤكدا أن الدعم المالي المقدم لم ينجح في تخفيف حدة أزمة النفايات، وفشلت عملية معالجة النظافة فيها.
أما مدير النظافة التابعة للبلدية في طرطوس، سعد الضابط، فتستر وراء ما أسماه “العجز” في الآليات المخصصة لنقل النفايات وترحيلها، قائلا في مؤتمر صحفي عقد قبل أيام: “حاليا لا يوجد سوى 14 آلية في كامل مدينة طرطوس صالحة للاستخدام من أصل 46 آلية كانت فيما مضى”.
كما تحدث الضابط عن عجز كبير في اليد العاملة بمجال النظافة في طرطوس، معللا ذلك بتوجه 54 عاملا في مؤسسة النظافة إلى الخدمة في قوات الأسد، وإحالة عدد آخر للتقاعد بسبب التقدم في السن.
المصدر : عربي 21