فيلم «سوري» من بطولة الممثل السوري الواعد وسيم عبد المجيد، الذي وقع عليه الاختيار من طرف المخرج الفرنسي المعروف كريستوف سويتزر لتجسيد شخصية لاجئ سوري في فرنسا يعاني من الغربة والعنصرية بعدما غادر بلاده هربا من الحرب المستعرة فيها.
ويروي الفيلم في قالب درامي قصة شاب يحاول الوصول إلى مدينة افينيون عند أحد أقربائه، لكن سينتهي به الأمر في ليلة ظلماء في قرية ريفية فرنسية في منطقة الفوكليز، بحيث سيلتقي بطل الفيلم وسيم بمزارع فرنسي يدعى «بوب» سيكون فظا معه في البداية لكن سينسجان علاقة صداقة معا مع مرور الوقت، خصوصا أن المزارع يتحدث اللغة العربية وبالتالي سيتخلى عن هدفه بالذهاب إلى أفنيون.
الفيلم يناقش أحد أكثر المواضيع حساسية في فرنسا في الوقت الرهن وهي أزمة اللاجئين وتداعياتها وما نتج عنها من نزعة عنصرية رافضة لكل ما هو أجنبي وفي المقابل تعالت أصوات أخرى باسم للدفاع عن ما يعانيه هؤلاء من مآسي.
كما أكد وسيم عبد المجيد أن السيناريو أعجبه كثيرا منذ البداية لأنه «يحكي قصة بسيطة ومعقدة في الوقت نفسه تعكس الواقع المرير والمعاناة التي يعيشها آلاف السوريين كل يوم» ويضـيف وسيم أن «الشاب اللاجئ ترك زوجته وابنه في سوريا ليجد نفسـه في أرض غـير أرضـه وبـلد غير بلده وأناس غير أناسه ولغة غير لغته وهذا ما يزيد من مرارة اللـجوء».
ويؤكد الممثل الشاب أن رسالة الفيلم للمشاهد الفرنسي على وجه الخصوص يمكن اختزالها في أن اللاجئ السوري «ينحدر من مجتمع متحضر ومثقف ويتوق للحرية والسلام وله أحلام مثله مثل باقي البشر، ولكن ويلات الحرب هي التي دفعته للهجرة». فبطل الفيلم كان يعمل مهندسا في سوريا وبالتالي لا يريد شفقة بل فقط مساعدة آنية حتى يتمكن من بناء حياته من جديد».
ولفت أن خاصية الفيلم تتجلى في كونه فيلما فرنسيا وبنظرة فرنسية مئة بالمئة لأزمة اللاجئين ولكن بلسان عربي.
كما أعجب وسيم بالتصوير السينمائي على الطريقة الفرنسية التي تعتمد على «الهدوء والايجابية في العمل وكيفية تحضير الأجواء الملائمة للممثل لتأدية دوره في أحسن الظروف».
ويضيف الممثل الشاب أن أبرز التحديات التي واجهها خلال تصوير الفيلم تتمثل «في مشكل اللغة والتواصل مع المخرج وباقي فريق العمل بسبب عدم إتقاني للغة الفرنسية وبسبب ضعف اللغة الانكليزية لدى المخرج».
وأكد بطل الفيلم أنه من أجل إنتاج عمل درامي في المستوى تمت إعادة المشاهد مرات عديدة كما كان هناك نقاش طويل مع المخرج حول النص، خصوصا العديد من التعابير باللغة الفرنسية وكيفية ترجمتها للغة العربية كي تؤدي المعنى المراد منها.
كما شارك الممثل الفرنسي إيف مورار في بطولة الفيلم وأعجب الفنان وسيم عبد المجيد بأدائه و«شخصيته القوية» وهو ممثل هاو ويعمل فلاحا وتم تصوير مشاهد الفيلم في مزرعته الخاصة لإنتاج النبيذ. مورار يتحدث اللغة العربية، خصوصا اللهجة اللبنانية لأنه عاش في لبنان لمدة 25 سنة وعاد إلى بلاده في عام 2001 لزراعة أراضي والده.
كما أشاد وسيم بفريق العمل وخصوصا «العمل الجبار» الذي قام به مونتير الفيلم الفنان علاء حمصي طيلة ثلاثة أسابيع، والذي تمثل في ترتيب وتسلسل المشاهد وكذلك تنويع لقطات الفيلم مع الموسيقى لإعطاء النص روحا درامية. جدير بالذكر أن الفنان باسم قضماني هو من أنتج الموسيقى التصويرية.
ومن المقرر أن يتم ترجمة الفيلم إلى خمس لغات والمشاركة في مهرجانات دولية وعالمية عدة. وسيعرض الفيلم في سينما «لينكولين» في الشانزليزيه وسط العاصمة الفرنسية باريس، في السادس والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري.
وأقر بطل الفيلم أنه بصدد دراسة عدد من العروض لتأدية أدوار في السينما والمسرح. كما تم ترشيحه لفيلم من بطولة الممثلة فدوى سليمان. وقام الممثل وسيم أيضا بتجربة أداء لفيلم فرنسي ناطق باللغة الإنكليزية يحكي قصة صحافية فرنسية عاشت في إحدى مناطق الحرب في سوريا وتعرفت خلالها على شاب سوري ستتوطد العلاقة بينهما وسيعيشان قصة حب رغم ظروف الحرب الصعبة. كما قدم الممثل الشاب العرض المسرحي الفرنسي «الطاعون» للكاتب الفرنسي الكبير ألبير كامو، إضافة إلى إخراجه للعرض المسرحي الشعري «الحدود».
عاش وسيم في دبي لأربع سنوات، وشارك خلالها في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية صقلت موهبته منها مشاركته في المسلسل العربي «فرصة ثانية»، الذي تم تصويره في دبي، وفيلم «حب في زمن الفيزا» من إنتاج الجامعة الامريكية في دبي، والفيلم الأجنبي القصير «أدريفت»، إضافة إلى مشاركته في تأليف وكتابة فيلم «الرجل الذي باع ظهره» مع الكاتبة والمخرجة التونسية كوثر بن هنية.
وهو ينتمي لجيل من الفنانيين السوريين الشباب الموهوبين وهو وحاصل على شواهد علمية مرموقة في التمثيل السينمائي والتلفزيوني وعضو في نقابة الفنانين في سوريا منذ العام 2007 بصفة ممثل. تلقى دروس التمثيل تحت إشراف أساتذة كبار من عرب وأجانب وفي كبرى المعاهد الدولية في السينما والمسرح.
المصدر : القدس العربي