يتنقل الفنان زيد ديراني بين أزقة مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، عازفاً أنغاماً شرقية وغربية، فيلتفّ الأطفال حول آلة البيانو، مُنصتين إلى ألحان تداعب طفولتهم وتحملهم إلى أماكن يحلمون بالوصول اليها خارج أسوار المخيم الذي يقدم فيه ديراني مقطوعاته الموسيقية، بعدما اختارته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» سفيراً اقليمياً لها، ومسانداً لبرنامج الدعم النفسي للأطفال اللاجئين عبر الموسيقى والفن.
بسرعة اندمج أطفال المخيم مع ألحان الفنان الأردني في أول زيارة ميدانية له لمخيم الزعتري، وكان لآلة البيانو وقع مختلف على نفوس الأطفال الذين لم يروا منذ خمس سنوات هذه الآلة أو يسمعوا أنغامها.
يقول ديراني”أن عزفه في مخيمات اللجوء السورية بات من أقرب المشاريع الإنسانية إلى قلبه، موضحاً أن أجمل اللحظات بالنسبة اليه هي حين يدخل الفنان البسمة والفرحة الى قلوب الأطفال عبر عزف المقطوعات الموسيقية”.
ويرى أن الموسيقى من أسهل الطرق التي تساعد الأطفال على الخروج من كل تبعات اللجوء وآثاره السلبية، موضحاً أن التجول بآلة البيانو بين ثنايا مخيمات اللجوء والتركيز على الأطفال الذين يعتبرون أول ضحايا الحرب، باتا من أهم أولويات برنامجه الأسبوعي الفني.
وعزف ديراني مقطوعة «زينة» التي تحمل سراً في أنغامها، إذ يقـول أنه كتــبها في أقــل من نصف ساعة، لذلك اتسمت بعفوية وانسيابية لا حدود لهما.
وقدّم الموسيقي مقطوعات من ألبومه الأخير Mediterrani الذي يضم 10 مقطوعات متنوعة، منها «نور» و «بطلي». ويُعبّر الجو العام للعمل عن الحب والفرح والانفتاح على الحياة وتحدي الصعاب. وأنجزه ديراني بالتعاون مع موسيقيين من برشلونة ونيويورك وبيروت، ثم سجله في الاستديو الخاص بالموسيقي اللبناني الياس الرحباني الذي يعتبره ديراني من أيقونات الموسيقى العربية، وكان له أثر كبير على مسيرته الفنية، خصوصاً أنه عازف بيانو ماهر.
ويحرص ديراني على تحقيق التواصل بين مختلف الشعوب والثقافات العربية والغربية من خلال فرقته التي تضم العود والقانون والطبلة، ويهتم بتعريف الجمهور الغربي إلى مزايا الموسيقى العربية وجمالياتها.
وعكس ديراني عمق ثقافته الموسيقية من خلال الألبوم، خصوصاً أنه درس الموسيقى في مدينة بوسطن الأميركية، ما أتاح له العزف أمام شخصيات رفيعة المستوى منها ملكة بريطانيا ورئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، إضافة إلى أفراد العائلة الأردنية المالكة.
ويقول أنه عمل على مدى السنوات الماضية مع عدد من الموسيقيين حول العالم لنشر رسالة السلام من خلال إحياء حفلات في دول غربية وعربية، كان موضوعها محاربة الإرهاب ونبذ التطرف في كل مكان. ونال ديراني بعد إصدار ستة ألبومات موسيقية جوائز عالمية ومحلية، علماً أن باكورة أعماله كان ألبوم «زيد» الذي أصدره عام 2002، فيما دخل ألبومه «roads to you» قائمة billboard chart لأفضل الألبومات في الولايات المتحدة. ويستعد الفنان الأردني لإصدار الألبوم السابع الذي سيسجله في إسبانيا.
المصدر : الحياة