منوعات

في موسكو تنافس بين الشاورما التركية والفلافل التي سرقتها اسرائيل !

غاب القط «التركي» فخلت الساحة للفأر «الإسرائيلي»! والحديث ليس عن السياسة، بل عن الوجبات ولوائح الأصناف التي تقدّمها المطاعم، وواجهات محال بيع المواد الغذائية في موسكو، على رغم أن السياسة العليا تصنع في غالبية الأحيان كما يقول عارفون، في «المطابخ».

اختفت الشاورما «التركية» التي كانت محال بيعها تنتشر في كل زاوية بموسكو، بعدما وضعت الرقابة الصحّية لدى الجهات المختصة الروسية قيوداً على بيعها، بالطريقة التي اعتادها الروس خلال العقدين الماضيين.

إذ لم يعد يكفي أن تجد «كشكاً» لا تتجاوز مساحته مترين مربعين لتقيم فيه «بزنس» صغيراً يدرّ على صاحبه مبلغاً «محترماً» من المال كل شهر، وباتت القوانين تفرض أن تكون أماكن الوجبات السريعة مراعية لمعايير صحية كافية، ما «حشر» «سيخ الشاورما» في زوايا المطاعم المجهّزة، ونزع عنه صفة «الاستقلالية».

والتطوّر جزء من إصلاحات واسعة رمت إلى تحسين المدينة، نفّذها عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، وهدفها ليس محصوراً بطبيعة الحال في محاربة «الشاورما» التي منحها الروس «هوية تركية» لسبب أو آخر، منذ انتشارها في شوارع العاصمة وساحاتها مع نهاية الحقبة السوفياتية، حتى اعتقد بعضهم بأن «الحرب على الشاورما» جزء من تجليات الأزمة مع تركيا بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية.

المهم أن غياب الشاورما، أتاح فرصة لكي تبرز وجبة الفلافل التي كانت نادرة في موسكو، فبدأت بالانتشار على نطاق واسع خلال العامين الماضيين، وإن كانت حلّت في روسيا بهوية «إسرائيلية»، على رغم أن العرب سبقوا الضيف الإسرائيلي الثقيل في تقديم هذه الوجبة الشهيرة، عبر سلسلة مطاعم حصرت اهتمامها بأماكن تجمُّع الطلاب والجاليات العربية.

الفلافل وجبة «قومية» إسرائيلية، وفق تصنيف شبكات البحث الإلكتروني في روسيا، والتي يجد زائرها لوائح بعشرات المطاعم الكبيرة والصغيرة المخصّصة للوجبات السريعة، والتي فتحت أبوابها أخيراً، في موسكو، ولائحة أصنافها تشمل كذلك الحمّص والتبولة والمتبلات وكلها طبعاً «إسرائيلية».

يعتبر بعض خبراء «المطابخ» السياسية، أن التقارب الكبير بين موسكو وتل أبيب خلال الفترة الأخيرة، شجّع قطاع الأعمال على ضخ استثمارات وبدء مشروعات صغيرة ومتوسطة، بينها ما برز في قطاع المطاعم. لكن آخرين يعزون الأمر إلى سبب مختلف، إذ زاد نشاط «الهجرة المعاكسة» أخيراً، لأن كثيرين يعتقدون بأن روسيا أكثر أمناً من إسرائيل، وهؤلاء جلبوا معهم رؤوس أموال وافتتحوا مشاريع، بينها قطاع المطاعم الذي سقطت ضحيته وجبة الفلافل.

هذا يؤكد أن الأمر ليس سياسياً. على رغم بروز بعض المؤشرات أحياناً في ذلك الاتجاه. مثلاً، حذف مطعم فاخر في وسط العاصمة صنفاً من قائمة الوجبات بعد اندلاع الأزمة مع تركيا، فاختفى «الكباب الإسطنبولي» وزاد الطلب على «الكباب الحلبي».

وبعيداً من المطاعم وضجيج الأواني، لم تكتفِ إسرائيل بسرقة الفلافل والتبّولة والحمّص، بل نقلتها أيضاً إلى واجهات متاجر فاخرة، بات بإمكان المتسوّق فيها أن يأخذ معه وجبة حمص، عليها الاسم التجاري «شامير». كما يتزود هناك بالسَلَطَة والمقبّلات التي لا يمكن المتسوّق الروسي أن يظن يوماً أنها مأكولات شامية.

وفي أقسام الخضار، ينتشر الفجل والخس والفلفل والبندورة وعشرات الأصناف التي تحمل رمز المنشأ، إسرائيل، من دون أي إشارة توضح ما إذا كانت زُرِعت في المستوطنات، خلافاً لقوانين أوروبية واضحة.

المصدر : الحياة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى