منوعات

سويسرا تقيم فندقاً خاصاً بالمرضى في لوزان

استُلهمت الفكرة من تجارب أنجزت في الخارج. وتُعتبر الإقامة في هذا الفندق الأول من نوعه في سويسرا جزء لا يتجزأ من الإقامة في مُستشفى “CHUV” الذي يوجد على مقرُبة منه. وقد بدأت المؤسسة المُشتملة على 114 غرفة في استقبال أوائل ضيوفها يوم 11 أكتوبر 2016.

ويتكفل التأمين الصحي الأساسي (الإلزامي) بتغطية نفقات الإقامة في الفندق. وفي توضيحات لوسائل الإعلام يوم الخميس 17 نوفمبر الجاري، قال فيليب مولّر، المدير الإداري والمالي لمركز “CHUV”: “لا تُغير الإقامة شيئا بالنسبة للمريض، فهو لا يدفع فرنكا إضافيا، إلا إذا ما استضاف أحد أقربائه للإقامة معه”. وفي مثل هذه الحالة، يجب دفع 95 فرنكا إضافية يوميا في غرفة عادية.

ملابس المُستشفى ممنوعة

الفندق الجديد يستضيف أيضا أشخاصا يتكفلون بنفقاتهم الخاصة، مثل الذين يأتون من بعيد لتلقي علاجات المرضى الخارجيين في مركز “CHUV”، أو المشاركين في مؤتمرات، أو سياح عاديين. وبين جدران الفندق، يُمنع على النزلاء التجول بملابس المُستشفى إذ يُطلب منهم ارتداء ملابس عادية.

يضم المبنى أيضا مطعما ومركزا للعلاج، ويُفترض أن يكون المريض مُستقلا بما فيه الكفاية للذهاب إليهما بمفرده. كما يوجد بالفندق طاقم تمريضي على مدار الساعة. ويحمل جميع المرضى سوارا لإرسال الإنذارات وتحديد الموقع ما يُتيح للطاقم المعالج التدخل بسرعة عند الحاجة.

معايير طبية

يوفر الفندق المزيد من وسائل الراحة للمريض، من خلال الغرف الفردية والأخرى العائلية. كما يسمح له باستقبال أقربائه، وبإدارة وقته بحرية أكبر. لكن عملية النقل من المُستشفى إلى الفندق تتم بناء على معايير طبية.

ويقول فيليب مولّر ضمن هذا السياق: “الشخص الذي خضع لعملية استبدال مفصل الورك مثلا يمكنه قضاء آخر أيام علاجه الإستشفائي في الفندق”. وتتمثل الفكرة في تهيئة المريض أيضا لعودته إلى منزله.

33 مليون فرنك

يُعتبر الفندق ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، بين المركز الإستشفائي الجامعي بكانتون فو، وشركة “ريليفا” (Reliva SA) وشركة التأمينات “Retraites Populaires” التي أنجزت ومولت المبنيين التابعين للفندق بتكلفة 33 مليون فرنك.

في الأثناء، صرح بيير-إيف مايار، عضو مجلس الشيوخ (الغرفة العليا في البرلمان الفدرالي): “‘إنها نتيجة فرصة سانحة، ولقاء بين القطاع الخاص الذي اقترح التصوّر، ومركز “CHUV” الذي كان يُعاني من اكتظاظ الأسِرّة””. ويعتقد مايار، وهو أيضا وزير الصحة والعمل الإجتماعي في الحكومة المحلية لكانتون فو، بأن “الإبتكار ضروري لمواجهة الإحتياجات المُتزايدة”.

ويأمل مركز “CHUV” أن يتمكن في نهاية المطاف من إفراغ حوالي 60 سريرا في المستشفى الجامعي. وشرح مولّر أن تكاليف ليلة واحدة في الفندق الجديد أقل من ليلة مُقضاة في المركز الإستشفائي الرئيسي بنسبة تناهز 40%”.

ومن أصل مجموع الغرف الـ 114 في الفندق، الموزعة على مبنييْن، تُخصص 105 غرفة لمرضى مركز “CHUV”. وفي إطار شراكته مع “ريليفا”، التزم المركز الإستشفائي بشغل 70% من الغرف على الأقل.

توزيع الأرباح

مع ذلك، حذر بيير-إيف مايار قائلا: “لن يتم تخصيص الأرباح وتوزيع الخسائر على الجميع، فنحن وضعنا أسسا لتوازن جيد”. وسيتم توزيع أرباح تشغيل الفندق بين شركة “ريليفا” ومركز “CHUV”. وإذا ما لم تبلغ حجوزات هذا الأخير 70%، فسيتعين عليه المشاركة في تغطية نفقات الفندق.

لكن ويلي أوغيير، الخبير الإقتصادي في مجال الصحة، ليس مُقتنعا بأن التأمين الأساسي سيتكفل بجميع الخدمات الإستشفائية، إذ صرح للقناة الناطقة بالألمانية SRF: “إن فنادق المرضى ليست كمستشفيات وعيادات إعادة التأهيل، فخدماتها ليست قابلة للمقارنة، ومعظم التكاليف الإضافية، إلى جانب تكاليف الأطباء والأدوية، سوف يتحملها المريض أو التأمين الإضافي”.

وطن اف ام / فرانس برس 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى