طالب أكثر من 120 برلمانياً بريطانياً، ضمنهم الوزيران المحافظان السابقان مايكل جوف وأندرو ميتشل، تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا بالإنزال الجوي الفوري للمؤن الغذائية والطبية لتخفيف معاناة البالغين والأطفال العالقين في المناطق المحاصرة في سوريا.
في رسالة إلى رئيسة الوزراء البريطانية، قالت الجماعة العابرة للأحزاب إن “وقت الأعذار انتهى”، وأنه من غير المقبول أن “يواجه قرابة 100 ألف طفل الموت الأبطأ، والأقسى لأننا لا نستطيع إيصال الإمدادات الغذائية والطبية إليهم” بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.
في أوائل الصيف، قبل أن تتولى تيريزا ماي رئاسة الوزراء، قالت الحكومة إن “التحضيرات لعمليات الإنزال الجوي ستبدأ الآن وتمضي قدماً بسرعة لأنّه لا وقت لنضيعه”.
ويقول البرلمانيون -ومن ضمنهم أيضاً السير نيكولاس سومس، أحد كبار المحافظين، وكلايف لويس، المتحدث السابق باسم حزب العمال البريطاني، وإيميلي ثورنبيري، وزيرة الخارجية في حكومة الظل- إنّه بعد قرابة 200 يوم من هذا التصريح ما زال الآلاف من السوريين ينتظرون. “وأكثرهم انتظاراً هم المدنيون البالغ عددهم 275 ألفاً والعالقين في حلب الشرقية المحاصرة”.
وكتبوا في رسالتهم، “هذه هي بؤرة الأزمة الآن. يتحرك نظاما الأسد وبوتين لإبادة كل الذين لم يُقتلوا بعد نتيجةً لحملات القصف العشوائية”.
“في الأيام العشرة الأخيرة، كل المستشفيات بما فيها آخر مستشفى للأطفال تعرضت للقصف وخرجت من الخدمة. كذلك مراكز الأبطال من متطوعي الخوذات البيضاء (الدفاع المدني السوري) دُمّرت أيضاً. آخر شحنة إغاثية كانت قبل ثلاثة أشهر، ويقدّر العاملون بالمجال الطبي أنّ أمامهم أقل من أسبوعين قبل أن ينفذ الطعام كله”.
وقال النواب “مع وجود الطيران الجوي الملكي بالفعل في سماء سوريا يُباشر عملياته بالفعل، فإننا نطالب بالتصريح العاجل بإنزال جويٍ للمساعدات إلى المدنيين المحاصرين. ليس من المقبول ببساطة، في خلال أكبر عملية إغاثية في تاريخ الأمم المتحدة، وفي ضوء الإعلام العالمي المسلّط، أن يواجه قرابة 100 ألف طفل الموت الأبطأ، والأقسى لأننا لا نستطيع إيصال الإمدادات الغذائية والطبية إليهم”.
واعتبر النواب أن الإنزال الجوي للمساعدات يُعد ملاذاً أخيراً، مشيرين إلى أن الحكومة السورية ترفض كل المحاولات للسماح لوكالات الأمم المتحدة الإغاثية بالدخول، بينما في الوقت ذاته تقصف الشعوب المدنية بغاز الكلور.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في ردٍ على الرسالة، “أولويتنا هي حماية المدنيين في سوريا، الذين يواجهون موقفاً إنسانياً مروعاً. نطالب نظام الأسد وداعميه الروسيين بإنهاء هذه الأزمة المريعة فوراً. وسنستمر في النظر في كافة الخيارات مع شركائنا الدوليين لتخفيف معاناة ملايين السوريين”.
ويواجه داعمو الإنزال الجوي تحدياً إذ أن القرى والمدن السورية المحاصرة ليست في مناطق واقعة تحت سيطرة تنظيم داعش حيثُ تُباشر القوات الجوية البريطانية وقوات الحلفاء عملها. بدلاً من ذلك ستتجه القوات إلى مناطق تحرسها الطائرات النفاثة السورية والروسية من أجل كسر الحصار الذي تفرضه قواتها وتحميه أنظمة معقدة من الصواريخ المضادة للطائرات، وعلى أيّ شخص سيأمر بالإنزال الجوي إلى هذه المقاطعات أن يزن احتمالات تعرض القوات الجوية الملكية للهجوم.
ومع أن روسيا و نظام الأسد يزعمان استعدادهما للسماح بدخول الإمدادات إلى المناطق المحاصرة وفقاً للشروط الصحيحة، فإنهما استخدما الحصار بشكلٍ متكرر لإجبار المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار على الاستسلام.
وقُصفت قافلة إغاثية تابعة للأمم المتّحدة في طريقها إلى حلب في سبتمبر/أيلول، وقال مسؤولون غربيون إنّهم يعتقدون أن طائرات روسية نفذّت الهجوم الجوي.
ويقول البرلمانيون إن الولايات المتحدة لديها حلفاء يمكن الاعتماد عليهم في حلب، من ضمنهم مجموعة الخوذات البيضاء الإغاثية، والمستعدة لتنسيق تجميع وتوزيع المساعدات “إن استجمعنا شجاعة تنفيذها”.
وقالت النائبة البرلمانية التابعة لحزب العمال أليسون ماكغفرن، والتي نسّقت الرسالة مع زميلها جون وودكوك، إن تيريزا ماي يجب أن تأتي إلى مجلس العموم بلا تأخير لتُعلن عن استراتيجية لبدء عمليات الإنزال الجوي. “الموقف في حلب تخطى مرحلة اليأس. من قالوا إن هذا لن يحدث أبداً مرة أخرى بعد رواندا، وبعد سربرينيتشا، ربّما عنوا ما قالوا. لكننا فشلنا. وأقل ما يمكن للمملكة المتحدة فعله هو الاعتراف بأن هذه فرصتنا الأخيرة لإنقاذ الأرواح في حلب”.
“لذا يجب أن نستمع إلى نداء الخوذات البيضاء، ونبدأ إنزال المساعدات. إن هذا بعيدٌ عن الحل المثال -المسار من على الأرض كان أفضل- لكن نظام الأسد لم يقدّم لنا مثل هذا المسار”.
“كل الخيارات يجب أن يُنظر فيها بهدف إنقاذ الأرباح. ورئيسة الوزراء ووزير الخارجية يجب أن يحضرا إلى مجلس العموم بلا تأخير لتقديم استراتيجية تحمي المدنيين”.
وأضاف وودكوك، “قوة واتساع مدى الدعم البرلماني لعمليات الإنزال يشير بوضوح إلى أن الحكومة ستجد دعماً في مجلس العموم تجاه تحرّك أكثر جرأة لإيصال الطعام والإمدادات إلى العائلات السورية الجائعة. سنجعل العالم مكاناً أظلم وأخطر إن تركنا الحصار المدعوم من روسيا يستمر بينما القوات الجوية الملكية لديها قدرة واضحة على توفير الدعم الإنساني من الجو”.
“هذه لحظة الحقيقة بالنسبة للأغلبية في المجتمع الدولي والتي تمقت جرائم الحرب هذه: هل نستعيد المبادرة لإنقاذ الأرواح أو نشاهد عاجزين مثلما فعلنا في رواندا؟”.
هاف بوست عربي