يواصل المخرج السوري سامر البرقاوي تصوير حلقات مسلسل «شبابيك»، من إنتاج شركة «سما الفن»، وتأليف مجموعة من الكتاب الشبّاب، بإشراف بشّار عبّاس على نصوص عمل اجتماعي منفصل متصل، ومؤلف من ثلاثين حلقة، لكل واحدة منها أبطالها من الشخصيات والممثلين وقصتها المختلفين. وتُفتح الـ«شبابيك» في كل حلقة، لتكشف جوانب أساسية وأشكالاً مختلفة من العلاقة بين زوجين، ضمن عالمهما الداخلي أو مواجهتهما العوامل الخارجية وانعكاسها عليهما، في ظروف واقعية وحياتية غير بعيدة من المشاهد، بخاصة السوري. وتضع الحبكة «الرابطة بين الثنائي على المحك، وأمام تحدّ بإعادة النّظر حول جوهر الصّلة واحتمالات الاستمرار بالعلاقة» وفق تعريف الشركة المنتجة للعمل.
وتدور عدسة البرقاوي في دمشق حالياً، لتصوير حلقة «الكاتبة» من بطولة نجاح سفكوني وسمر سامي، بعدما كانت البداية مع حلقة «هجرة» من بطولة كندا حنا وأيمن عبدالسلام.
تقول الفنّانة الشابة ، أن «اللوحة تدور حول امرأة تشجع زوجها على الهجرة خارج سورية، بسبب ظروف الأزمة وصعوبات الوضع المعيشي من مختلف النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية». وتتحدث عن بطولتها لحلقة أخرى بعنوان «الانفجار» مع أحمد الأحمد، قائلةً أن «القصة تروي معاناة عائلة من خلال مأساة زوجين يتشردان بفعل الحرب، من حارة الى حارة، ومن منطقة الى منطقة».
وتوضح حنّا أن مشاركتها في حلقتين تنغمسان في تأثيرات الصراع الحالي مجرد مصادفة، مع تأكيدها مشاركتها في حلقتين مقبلتين لا تزالان قيد الكتابة، وإشارتها الى ضرورة الشرط الواقعي ضمن القصة والسيناريو».
وتشمل «شبابيك» حلقات «زواج سفر» من بطولة معتصم النهار وروزينا لاذقاني، و«الطريق» من بطولة سلافة معمار وعبدالمنعم عمايري، و«اللحاف» من بطولة كاريس بشار ومحمد حداقي، و«الزائرة» من بطولة بسّام كوسا وكاريس بشّار وسلافة معمار، والتي تدور حول دخول امرأة ثانية في حياة زوجين، إثر حلولها ضيفة في منزلهما لأيام، لكنها تقلب حياتهما رأساً على عقب، كمنعطف جديدٍ في حياة راكدة ومحفز لما هو غائب أو مفقود أو جديد.
ومن أبرز اللوحات التي صوّرت أيضاً، «وجهة نظر» من بطولة بسّام كوسا ومنى واصف، وتعالج قصة رجل يفقد بصره إثر حادث يغير حياته وكل من يحيط به، إلى جانب حلقة «سوء تقدير» من بطولة ميلاد يوسف وديمة قندلفت، في قصة تغلب عليها الغيرة والشك.
تشير قندلفت في اتصال لـ«الحياة»، إلى أنها تؤدي شخصية «ميّ» المرأة الغيورة جداً لأسباب خاصة، ما يدفعها الى سلسلة من الأفعال غير المنطقية أحياناً، لكنها تطرح سؤالاً منطقياً حول من يستحق الثقة، وصولاً الى خاتمة تظهر أنه من الأجدر وضع الثقة كحجر أساس في المراحل الأولى من أي علاقة، قبل الانطلاق الى المراحل اللاحقة، وأن محاولة كسبها أو تحقيقها لاحقاً لن تجدي في بناء، جذره متصدع».
ويتحدث يوسف في اتصال لـ»الحياة» عن دوره قائلاً: «زوجتي في السيناريو، تشك فيّ لدرجة كبيرة جداً، وتحاول دائماً أن تضعني في مواقف وامتحانات لترى مدى إخلاصي لها أو عدمه، ويبدو للوهلة الأولى أني اجتزت بنجاح كل الامتحانات، لكن الصدمة الكبيرة تحدث في آخر الحلقة فتكون النهاية مأسوية».
ويضم المسلسل السوري حلقات أخرى كـ»«تركة عاطفية» و«الزهايمر» و«ربطة عنق» و«التابع»، إلى جانب لوحات قيد التحضير، مع ممثلين آخرين مثل حسام تحسين بك وبسّام لطفي
ومرح جبر وفادي صبيح وجفرا يونس وريم نصر الدين ورنا جمّول وقمر مرتضى وسواهم.
ويقدّم «شبابيك» في الشكل خياراً مختلفاً للمشاهد بعدم متابعة مسلسل من ثلاثين حلقة متصلة أو أكثر، ببنية غالباً ما تكون عرضة للمماطلة والهبوط في التشويق، وذلك ضمن إطار يشمل أنواعاً درامية عدّة، كوميدية ورومنسية وغيرهما، تحت سقف اجتماعي أوسع، في سبيل «مخاطبة كل شرائح المجتمع» وفق صنّاع العمل، بخاصةٍ أن اقتصار كل قصة على حلقة واحدة سيفرض إيقاعاً سريعاً للأحداث وحبكة أكثر تركيزاً. وتكمن الميزة الأبرز للعمل، والتي حقّقها قبل العرض، في إتاحة الفرص أوّلاً للأقلام الشابة في مجال الكتابة التلفزيونية، وثانياً عبر فتح «شبابيك» البطولة الأولى للمرّة الأولى لعدد من الأسماء الشابة مثل روزينا لاذقاني.
وطن اف ام / الحياة