منوعات

الموت والغربة .. يغيبان الناقد السينمائي الفلسطيني السوري بشار إبراهيم

غيب الموت اليوم الخميس، الناقد السينمائي السوري الفلسطيني بشار إبراهيم بعد صراع طويل مع مرض السرطان في دولة الإمارات المتحدة والتي أقام فيها منذ فترة، والذي توفي عن عمر 54 عاماً.

يعتبر إبراهيم من أبرز النقاد والموثقين العرب الذين ساهموا لحد كبير في أرشفة نتاجات السينما العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص، وكان للعناوين التي أصدرها الكاتب وقعاً واهتماماً من قبل السينمائيين العرب لأهميتها وموضوعيتها.

كان إبراهيم الفلسطيني الأصل والسوري المولد ناقدا وكاتباً ذو أثر في مجاله حيث ولد في 3 آب / أغسطس عام 1962 في مخيم دنون، أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بريف دمشق.

 وكان من أهم أعماله ومؤلفاته “السينما الفلسطينية في القرن العشرين” (سلسلة الفن السابع -وزارة الثقافة، دمشق، 2001)، ثلاث علامات في السينما الفلسطينية الجديدة (ميشيل خليفى، رشيد مشهراوى، إيليا سليمان) (دار المدى للثقافة، دمشق، 2004) و”فلسطين في السينما العربية” (سلسلة الفن السابع -وزارة الثقافة، دمشق، 2005). بشار إبراهيم كان باحثا في العديد من المؤسسات الثقافية الفلسطينية والعربية، وله دراسات أدبية وإصدارات قصصية وشعرية كذلك، وهو رئيس تحرير النشرة اليومية التي تصدر خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي.

ونعى منتدى الفن الفلسطيني، الخميس، الناقد السينمائي بشار إبراهيم وقال المنتدى، وهو مركز ثقافي فني يسعى لتفعيل وتطوير الحركة الثقافية والفنية الفلسطينية، بصفحته الرسمية على فيسبوك: “منتدى الفن الفلسطيني ممثلا برئيسه الأستاذ سعد اكريم ومجلس الإدارة وكافة الفنانين الفلسطينيين ينعي لأبناء أمتنا العربية والإسلامية عامة ولشعبنا الفلسطيني خاصة الناقد السينمائي الفلسطيني الكبير بشار إبراهيم.”

كما نعته عدة مؤسسات ثقافية وفنية ومهرجانات سينمائية، من بينها جمعية نقاد السينما المصريين ومركز السينما العربية ومهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بالجزائر.

وبدأ مشواره الفني مع كتابة القصة القصيرة قبل أن ينتقل إلى النقد السينمائي في 1995 ثم تفرغ للكتابة السينمائية وأصدر عدة دراسات ومؤلفات.

كما أصدر مؤلفات عن السينما السورية من بينها “سينما القطاع الخاص في سورية” و”رؤى ومواقف في السينما السورية” و”ألوان السينما السورية”. تولى رئاسة تحرير النشرة اليومية لمهرجان دبي السينمائي الدولي كما أشرف على إنتاج الأفلام والبرامج والدراما في قناة الشروق بمدينة دبي للإعلام من 2007 إلى 2012. وساهم في تأسيس مجلة سينماتوغراف المتخصصة في الثقافة السينمائية بدولة الإمارات وعمل محررا تنفيذيا في صحيفة الحياة اللندنية. كما شارك في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية دولية في سوريا ومصر والجزائر وسلطنة عمان والإمارات.

وقال إبراهيم في إحدى مقابلاته مع موقع ” صوت الترا” عن غياب الناقد السينمائي العربي عن الساحة “الناقد السينمائي العربي موجود. والكتابة العربية في الشأن السينمائي تشكو من سيولة، أجزم أنها لا تتوازى وتتناسب مع المنتوج السينمائي العربي، كله. هناك كثير من النقاد السينمائيين العرب يفضّلون الكتابة عن السينما غير العربية؛ يفضّلون الكتابة عن أعلام السينما العالمية، وروّداها، وعن أهمّ أفلامها، وأبرز محطاتها، عن مهرجاناتها، وجوائزها… أكثر مما يكتبون عن السينما العربية وصنّاعها”.

وأضاف الراحل إبراهيم ” قد يكون لهؤلاء العُذر، تارةً بالانتباه إلى الفارق الكبير، على صعيد المستوى الفني والإبداعي والتقني، ما بين السينما العالمية في عطاءاتها المتميزة (ومنها سينما دول جوار، ودول عالم ثالث)، والسينما العربية التي تبدو مقصرة تمامًا في هذا السباق، وتارة أخرى كفاية شرّ النقد وتبعاته في مناخ عربي لا يتقبّل النقد، ولا يرضاه، ولا يستقبله بصدر رحب”.

وفي آخر مقالاته النقدية، كتب الراحل إبراهيم تحت عنوان “الكتابة بالفيديو”: “دائماً، بدت القراءة والكتابة مهمتين على مقدار من الصعوبة في العالم العربي، الذي مازال يحقّق أرقاماً متدنية جداً في مجالهما. وتتوزاى الأمية على مستوى القراءة والكتابة، وتتكاتف مع النفور من القراءة حتى من جانب النُخب المتعلمة والمثقفة، والإحساس المتعاظم لدى الكتّاب بلا جدوى الكتابة مادياً ومعنوياً، إلى درجة أنها تكفّ عن كونها مهنة قادرة على تأمين سبل العيش في حدوده الدنيا لدى الكثيرين، ما يمكن أن يشيع الظنّ بأن الكتابة بالفيديو ستساهم في توفير حلّ عملي لهذه الإشكالية، يؤدي في واحدة من تجلياته إلى تعزيز ثقافة التواصل بالصورة والصوت، وإنتاج المحتوى المُراد”.

وأكمل الراحل “لم تنتشر مقالة الفيديو حتى الآن في البيئة الثقافية العربية، ونادراً ما نجد تداولاً لهذا النوع من التواصل، بل إن المحاولات التي جرت على هذه الصعيد لا تزال محدودة جداً، إن لم نقل نادرة، ولم تُعتمد بوصفها مقالة فيديو، بل يذهب كثيرون، إلى الخلط بين مقالة الفيديو، والفيديو آرت، والفيلم القصير، ربما بسبب نقص تداول هذه الأجناس السمع – بصرية في عالمنا العربي، أو لجهالة ونقص معرفة في تحديد التخوم ما بين نوع وآخر.

وطن اف ام – ناصر القادري 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى