منوعات

اقتل أخطر 6 حوارات داخلية قبل أن تقتلك

هل سبق وأن صارعت حوارًا داخليًا متكررًا لا يتوقف كأغنية قديمة لا تعرف أين سمعتها، ولا تعرف كيف تسكتها وكأنّ شخصًا آخر يسكن جوفك ويتحدث معك. يُشَبّه المؤلف “مايكل سينغر” صاحب كتاب “Untethered Soul” هذه الثرثرة الداخلية وهذا الشخص بـ “رفيق الأعماق”.

نحن نستخدم بشكل لا واعي حواراتنا الداخلية لحل مشاكلنا الشخصية في بعض الأحيان، أو لقضاء جزء من وقتنا. ليس هذا فقط ففي الحقيقة أنّنا نملك عوالم صاخبة في أعماقنا لو خرجت لملأت عنان السماء ضجيجًا حتى أنّها تدور وتتحرك بدون إدراكنا أحيانًا مكونةً مزيجًا من أحلام يقظة، مشاحنات داخلية، سلام نفسي وأحيانًا حوارات طويلة مع النفس، أو شعارات مدموغة في الأعماق طُبعت مع الزمن.

“رفيق الأعماق” هو الصوت المنبعث من الجزء الخلفي في رأسك، والذي يروي حياتك بالنسبة لك. هذا الصوت قد يقدم لك تأكيدات إيجابية مثل: “أنا قوي وقادر” أو “أستطيع التعامل مع التغيير”، ويمكن أن يولد عبارات على النقيض تمامًا مثل: “أنا لست جيدًا بما فيه الكفاية”، أو “أنا لا أقدر”، أو “لا أستطيع”. هذه المحادثات مع أنفسنا كثيرًا من الوقت لا ندرك أنّها تحدث أصلًا ولكنها تترك أثرًا قويًا.

* كيف يمكن أن تترك هذه الحوارات الصامتة أثرًا على عقولنا؟

إنّ المحادثات الصامتة التي نجريها مع أنفسنا يمكن أن يكون لها تأثير عميق على كيفية رؤيتنا لهذا العالم. ما نقوله لأنفسنا يمكن أن يخفف عنا ما اختبرناه، أو من الممكن أن يزيده ثقلًا على كواهلنا.

عندما يبدأ صوتنا الداخلي بالتحدث إلينا، يتم تنشيط العديد من المناطق الموجودة في الدماغ المستخدمة لسماع الكلام ليعالج الدماغ (بفصيه الصدغي والجداري) الكلام الذي نسمعه. تبدو العملية معقدة؛ لأنّ أدمغتنا لا تحدد فقط ما هي الأصوات التي يتم معالجتها، ولكن أيضًا ما يعنيه هذا الخليط من الأصوات معًا.

كلماتنا هي أكثر من مجرد ثرثرة فارغة. قوة الأفكار المنتقلة عن طريق اللغة والكلمات تكون معززةً ومثبتةً أكثر من قبل الاستجابات الفسيولوجية التي لدينا لهذه الكلمات، سواءً كنا نتكلم بصوت عال أو نستمع إليها من خلال “رفيق الأعماق”.

فالكلمات السلبية – مثلًا – تزيد من معدل هرمون “الكورتيزول”، وهو هرمون التوتر الذي يمكن أن يعيث فسادًا على جسدك، ويكون لها تأثير على كيفية معالجتك للمواقف الصعبة.

* ما تسمعه أكثر هو ما تصدقه أكثر

على الرغم من أنّ صوتنا الداخلي يقول لنا ذات الأشياء الموجودة مسبقًا في أذهاننا، إلّا أنّ أدمغتنا تتعامل مع الكلام الداخلي مثل الكلمات المنطوقة بصوت عال تمامًا، حيث أنّ منطقة الفص الجبهي المسؤولة عن معالجة الكلام نشطة في كلتا الحالتين.

سماع نفسك وأنت تقول شيئًا ما في عقلك يحمل نفس القدر والقوة عند سماع نفسك وأنت تقول ذات الشيء بصوت عال، وكلما كررته فإنّ عقلك الباطن سيحمله بقوة أكبر ويتعامل معه كـ حقيقة ثابتة، وهذا هو السبب في أن تصبح على ما يرام بعد أن تقول لنفسك مرارًا وتكرارًا أنّ الأمور جميعها بخير. هل تتذكر عبارة عامر خان الشهيرة “ِAll Is Well” في فيلمه “الثلاثة البلهاء” هذا بالضبط ما قصدته؛ لأنّ دماغك لديه استجابة فسيولوجية وهرمونية لهذه التعويذة. ولسوء الحظ فإنّ الأشياء المحبطة التي نخبرها لأنفسنا يمكن أن تثير أيضًا استجابات الضغط والقلق.

* هل أنت ضحية لإحدى هذه الحوارات الداخلية التخريبية؟

أحيانًا تتردد حوارات بعينها في أعماقنا بلا توقف، وبرغم أثرها السلبي المنعكس على راحتنا النفسية وانفعالاتنا، إلّا أنّها تسير في فلكها بدون جهد منا لـ إيقافها، في هذا المقال جمعنا لكم أشهر 6 عبارات داخلية ذات صدى قاتل. اقتلها قبل أن تقتلك.

حسنًا … لا مانع لدي

أن تقول هذا وأنت تعنيها حقًا فليس في الأمر لبس المشكلة تكمن حين تقولها عندما يسألك شخص ما عن رأيك في شيء ما، ويكون ردك فقط لاسترضاء الشخص الآخر.

تخيل أنّ زميلك في العمل قد طلب منك أن تغطي عنه ساعات عمله في عطلة الأسبوع الخاصة بك؛ لأنّ أصدقائه البعدين حضروا إلى المدينة لزيارته، وعلى الرغم من أنّك قد حجزت تذاكر سينمائية في هذا اليوم أنت وشريكك، إلّا أنّك وافقت على القيام بذلك؛ لأنّك لا تريد أي موجات توتر في العمل.

عندما تقول لنفسك حسنًا … لا مانع لدي وتضحي بوقتك الخاص وتقبل بهذا ستبدأ دوامة عقلك الباطن بحوارات داخليه غير منتهية، ربما كان يجب عليّ أن أعتذر بطريقة لبقة، وأغني نفسي عن الحرج وأكسب وقتي الخاص وراحتي.

أنّه سهل للغاية

أن تنظر إلى مهمة ما أنّها صعبة فلن يساعدك الأمر إلّا بجلب المزيد من الرهبة والخوف، ولكن أن تراها سهلةً أيضًا يعني أنّك تملك المهارات المطلوبة والمعرفة الكافية لمعالجة المشكلة. إذا كنت لا تملك هذه الأمور ثم عنونت الأمر أنّه سهل للغاية فأنت لآن في ورطة حقيقة؛ لأنّك تبنيت وجهه نظر غير واقعيه

عندما تقنع نفسك أنّ هذا الأمر سهل تمامًا، فأنت تقنع عقلك أن يتوقف عن البحث عن أي حلول بديلة أو عن طرق أفضل، هذه هي التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن تحدد الخط الفاصل بين النجاح أو الفشل.

هكذا تبدو الأمور دائمًا

أن يكون الشيء تقليديًا ربما سيوحي ببعض الدفء والألفة، ولكن ليس دائمًا يجب أن تنظر إلى الأمور بنفس النظرة ذاتها، وتبحث عن ذات الحلول كما كانت في سابقتها التاريخية؛ لأنّ هذا سيمنعك من النظر إلى القضايا من وجهات نظر مختلفة، وسيحول بينك وبين التقدم وتعلم أشياء جديدة وستبقى عالقًا بكل ما هو قديم.

إذا لم يحاول الجنس البشري ابتكار حلول للهاتف وللاتصال بدون الخطوط الأرضية والأسلاك لما وصل إلى الهواتف الذكية الحالية المزودة بالكاميرات وذواكر التخزين وخلافه. لم يكن ليحدث كل هذا إذا لم يوجد شخص ما قرر أنّنا بحاجة إلى محاولة تجريب أشياء جديدة وابتكار حلول مختلفة.

لا أعرف

تبدو هذه هي أكثر العبارات سوءًا والتي قد يحتفظ بها عقلك الداخلي، عندما نخبر أنفسنا باستمرار أنّنا لا نعرف يعني هذا أنّنا رفعنا رايات الهزيمة ووضعنا أنفسنا عند نقطه النهاية، حيث لا جدوى من البحث عن أي طريقة لعمل أي شي غير التذمر والشكوى، وترديد عبارة لا أعرف.

فكر في كل مرة قلت فيها لا أعرف وكيف أنّك جمدت كل الاحتمالات لتتعلم كيف تعرف، إنّ معرفة أنّك لا تعرف شيئًا يمكن أن تمكّنك من البحث عن إجابات (كما كان مذهب الفيلسوف العظيم سقراط)، ولكن إذا ظل حوارك الداخلي عالقًا “لا أعرف”، فإنّك ستنفق المزيد من الوقت في طلب المساعدة من الآخرين بدلًا من معرفة الأشياء بنفسك. لا يمكنك أن تتطور بهذه الطريقة لأنّك ستنتظر دائمًا الآخرين.

لا أشعر بالراحة حيال هذا الأمر

لابد من وجود سبب معين إذا كنت لا تشعر بالراحة حيال أمر معين، أو أنّك ستبقى عالقًا في حالة نفسية ضبابية لن تجديك نفعًا ولن تتقدم إلى الأمام.

تخيل أنّك قدمت لوظيفة معينة، وبعد أن قطعت شوطًا شاقًا في مراحل التقديم وتم قبولك أحسست أنّك فقدت حماسك، ولم تشعر بالراحة بهذا التوجه الوظيفي في هذه الحالة تحتاج إلى معرفة مكمن الخلل لا أن يظل هذا الحوار النفسي سجين عقلك غير قابل للتحرر.

يجب أن تسأل نفسك هل قيم الشركة هي التي سببت هذا الشعور؟ هل كانت المقابلة غير مريحة؟ أم أنّ الراتب المعروض منخفض ولا يرقى لمستوى طموحك المادي؟

معرفة موطن الخلل سيمكّنك من غربلة بحثك في المرات القادمة، وحفظ وقتك بدلًا من إهداره في إجراء مقابلات أكثر، والتي لا تتقابل من الأساس مع معاييرك الخاصة.

هذا مستحيل

إنّه الحوار النقيض تمامًا ل “أنّه سهل للغاية” ولكن من الزاوية الأخرى.

إذا كنت تستطيع تخيل أمر ما إذًا فهو ممكن، بغض النظر عن كونك تحتاج لأن يقف الحظ بجانبك، أو تحتاج أن تبذل جهدًا جبارًا للوصول إلى ما تريد. لابد أنّ احتمالية تحقيق الأمر وارد على أي حال، أمّا أن تظل تردد أنّ الأمر محال فأنت ببساطة تسمح لقناع أسود مصنوع من خامة سلبية أن يغلف راسك.

عندما تردد فقط “هذا مستحيل” لن يعمل عقلك إلّا في اتجاه واحد، وهو في البحث عن أدلة تدعم ما اعتقدته سلفًا.

حدد التحديات التي تمنعك من الوصول إلى هدفك لتستطيع أن تلتف حول العقبات وتتخطاها. لكن لن تستطيع أن تتجاوز مفهوم الاستحالة في حال وأنّك قد عممته على ما تريد فعله.

* هل حان الوقت لتقف قليلًا وتغير حوارك الداخلي؟

الكثير منا يمتلك حوارًا داخليًا يعمل حتى بدون وعينا؛ لأنّه المتداول في أذهاننا طوال الوقت حتى يتحول وبشكل لاواعي إلى شريط يعيد نفسه، ومن الأهمية بمكان أن نعطل هذه الأنماط الفكرية السلبية، ففي كل مرة تدرك أنّك تردد أنت و “رفيق الأعماق” القابع في غياهب الجب شعارًا سلبيًا فقط اضرب زر الإيقاف الداخلي وبكل قوة لمحاولة إلى الوصول إلى حلول أفضل، فمثلًا بدلًا من أن تقول لا اعرف ردد أنا أبحث عن المعرفة وغيرها الكثير من البدائل التي ستملأ روحك توهجًا.

مواقع – وطن اف ام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى