نحن نعلم أن السعادة شعور عابر، لكننا قد نكون أسوأ عدو لهذه المشاعر من خلال بعض الممارسات التي نقوم بها، والتي من شأنها أن تتسبب في اختفاء شعورنا المؤقت بالسعادة والتعجيل بزواله.
وقد أشار الطبيب النفسي والكاتب، رايان نيميك، في مقاله بمجلة “سيكولوجي توداي” إلى أننا نستطيع التحكم في مقدار سعادتنا من خلال تجنب بعض الأمور التي تعكر مزاجنا والتركيز على النشاطات التي ترفع معدلات شعورنا بالسعادة وتعزّزها لحياة نفسية صحية أكثر.
وأضاف نيميك أن هناك العديد من الأمور التي قد تمدنا بالسعادة، من قبيل تلقّي الإشادة بسبب تحقيق النجاح في العمل، أو فوز فريقنا المفضل في إحدى المباريات الفارقة، أو حتى تلقي اتصال من الشخص الذي نريد التحدث إليه طوال الوقت.
من هذا المنطلق، يمكنك إما التركيز على هذه المشاعر الإيجابية كي تجعلها تدوم لوقت أطول، أو إضفاء طابع سلبي عليها والتسبب في زوالها بسرعة من خلال التقليل من شأنها، علما أن هذا الأمر يحدث في عقلك الباطني ليكون بمثابة استجابة تلقائية للأمور المحيطة بك.
في الحقيقة، يمكن لبعض من أفكارك السلبية أن تتسبب في اندثار مشاعرك الإيجابية وسحقها، وهو ما يجعلك أكثر عرضة لتقلبات المزاج. لكن إذا ما رغبت في الشعور على نحو سيئ وتعكير صفو تجربة إيجابية تبعث على الشعور بالسعادة، يمكنك الالتزام بهذه الأفكار المثبطة حسب رأي الباحثين:
1ـ لا أستحق الأمور الإيجابية التي تحدث لي.
2 ـ هذه المشاعر الجيدة لن تدوم.
3 ـ نصيبي من الحظ الجيد سينفد سريعا.
4 ـ هناك الكثير من الأمور التي يمكنها أن تسوء.
5 ـ الأمر أفضل من أن يكون حقيقة.
6 ـ سيظن الناس أنني متفاخر إذا قمت بإضفاء جو إيجابي.
7 – الكثير من الأمور أصبحت سيئة بالنسبة لي في الماضي.
وقد بين كاتب المقال أنه في حال اعتادت هذه الأفكار مراودتك في الكثير من الأحيان، خاصة عندما تشعر ببعض المشاعر الإيجابية، فمن المرجح أنك مصاب بالاكتئاب أو تواجه بعض المشكلات المتعلقة بالصحة العقلية. وكلما واصلت إقناع نفسك بهذه الأفكار السلبية، ستواجه صعوبة أكبر في إيجاد السعادة في تجاربك.
كما أورد رايان نيميك أن التفكير السلبي لدينا يطغى على عقليتنا الإيجابية نظرا لما يتميز به هذا التفكير من خصائص معدية بامتياز. ويستوجب ذلك تمتعنا بالعديد من المهارات التي تمكننا من إعادة موازنة دماغنا لمجابهة المشاعر السلبية، على غرار التركيز على نقاط القوة في شخصياتنا وممارسة التأمل والعمل على تحسين الجانب السلوكي المعرفي.
وينصح الكاتب بالتالي:
1ـ أوقف دماغك عندما يدخل إلى مرحلة التثبيط: يمكنك أن تكون أكثر وعيا بما يدور في ذهنك وأن تنتبه للأفكار السبع المذكورة آنفا، وأن تتعلم كيفية إدارتها والتعامل معها. ويمكنك استغلال فضولك لمنع أفكارك من التوجه نحو المناطق السلبية والمظلمة، فضلا عن التركيز على الجوانب الإيجابية في خضم التجربة التي تخوضها في الوقت الحالي.
2ـ اعمل على تحدي التفكير المثبط: استخدم فكرك النقدي من أجل التحقق من الأفكار السلبية، كي يتسنى لك الاستفادة من هذا التفكير المنطقي للتمعن في مدى صلاحية هذه الفكرة السلبية. كما يمكنك استخدام قوة المثابرة بهدف تحدي هذه الأفكار والتحدث مع نفسك حول مدى صحتها.
3ـ اعمل على قبول وتصحيح واقعك الجديد: استخدم نقاط قوتك، على غرار اللطف والإنصاف الذاتي، لعرض الحقائق الإيجابية والسلبية المتعلقة بهذه الأفكار التي تراودك بشكل عادل، حيث يمكن للطفك أن يمنع إهمالك لذاتك ويقدم لك مقاربة أفضل عن شخصيتك.
المصدر: الجزيرة