في العمق

الضربة الثلاثية: رسائل سياسية بأدوات عسكرية

تناولت هذه الحلقة من برنامج “في العمق”، أبعاد ونتائج الضربة الثلاثية العسكرية، التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة بريطانيا وفرنسا، لمواقع عسكرية لنظام الأسد في ضواحي دمشق، وريف حمص.

وبدأت الضربة العسكرية الثلاثية فجر السبت الرابع عشر من نيسان/أبريل الجاري، بعد أسبوعٍ على المجزرة التي ارتكبها النظام، في دوما شمال الغوطة الشرقية، والتي وقعت ليل السابع من نيسان/أبريل وراح ضحيتها عشرات المدنيين.

حيث أنه ومنذ الساعة الثالثة وخمسٍ وخمسين دقيقة من فجر السبت الرابع عشر من الشهر الجاري، انهمر أكثر من مئة صاروخ “توماهوك”، على مواقع عسكرية لنظام الأسد في مطاري الضمير والمزة العسكري، وعلى مركز البحوث العلمية التابع لوزارة دفاع النظام في حي برزة شمال العاصمة السورية.

كما استهدفت الضربة الثلاثية، مواقع عسكرية لنظام الأسد بمناطق القلمون الشرقي، إضافة لاستهداف “اللواء 105″، وهو من أهم المواقع العسكرية التابعة للحرس الجمهوري قرب دمشق، كذلك تم قصف قاعدة دفاع جوي لقوات النظام في جبل قاسيون بدمشق، والذي يحوي عدداُ من الثكنات العسكرية التابعة للحرس الجمهوري.

وطالت الضربة العسكرية مواقع أخرى للنظام قرب مدينة الكسوة جنوب دمشق، إضافة لمواقع عسكرية أخرى بريف حمص، اشهرها مطارات الشعيرات العسكري، الذي كان تعرض لهجوم أمريكي مماثل، في السابع من نيسان/أبريل سنة 2017 على خلفية مجزرة خان شيخون الكيميائية.

وناقشت حلقة هذا الاسبوع من برنامج في “العمق” الأبعاد والآثار التي ترتبت على هذه الضربة، مع كل من رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، العميد أحمد بري، والمحلل السياسي السوري، محمد سداد العقاد.
إذ تمحور النقاش حول الاجابة على سؤالين أساسيين:

1- ما هي الرسائل السياسية التي أرادت الدول المُنفذة للهجوم ضد النظام إيصالها .. وتحديداً لروسيا وللنظام ولايران؟

2- وما هي خيارات روسيا للرد على ما اعتبرتهُ بحسب مندوبها في نيويورك إهانة لشخص فلاديمير بوتين؟.

واعتبر المحلل السياسي السوري محمد سداد العقاد خلال الحلقة، أن “الروس لا يملكون شيئاً للرد على الضربة الأمريكية بمشاركة بريطانية وفرنسية، ضد مواقع عسكرية لنظام الأسد، ولو أنهم ادعوا أنهم سيقومون بالرد، لأن موسكو تعلم جيداً ضعف قدراتها للرد، وليس بعيداً عنا واقعة مقتل العشرات من المرتزقة الروس في شرق الفرات قبل اسابيع”، والتي قُتل فيها عشرات المسلحين التابعين لميليشيات روسيا، بقصف أمريكي استهدفهم بريف دير الزور.

وقال العقاد، بأن روسيا التي استخدمت حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن 12 مرة، لحماية نظام الأسد من قرارات دولية، “نجحت في تعطيل مجلس الأمن عدة مرات، والضربة الثلاثية تأتي في هذا السياق”، إذ تحركت كبرى العواصم الغربية، لضرب نظام الأسد خارج إطار هذا المجلس، معتبراً أن “الأمم المتحدة تعاني من ترهل كبير، وتجربتها في الملف السوري خلال السبع سنوات الماضية، (أثبتت أنها) لم تستطع أن تصنع أي تغيير”، أو توقف جرائم نظام الأسد في سورية.

واستطلعت “وطن اف ام” خلال حلقة اليوم من برنامج “في العمق”، آراء عشرات السوريين، داخل البلاد وخارجها، حيث تنوعت وجهات النظر من هذه الضربة الغربية الثلاثية، ضد مواقع عسكرية لقوات الأسد. وبينما اعتبرها البعض “مُخيبة للآمال وأضعف من أن تحدثَ أثراً”، رآى آخرون، أن الضربة نجحت في إيصال رسائل عديدة، لروسيا وايران والنظام، واثبتت أن كبرى القوى العالمية، باتت “تتعامل مع نظام الأسد كمجرم حرب”.

من جهته رأى رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر العميد أحمد بري، أن “الزوبعة والتضخيم الإعلامي قبل الضربة، كان أكبر منها بكثير”، مشيراً إلى أنه وبالعلم العسكري، و”على اعتبار ان الروس تم ابلاغهم سابقاً(بالضربة)، فهذا يعني ان آثرها محدود، فالعتاد (العسكري)كان قد تم تغيير مكانه” من النقاط العسكرية التي تم استهدافها.

وحول نتائج هذه الضربة الثلاثية عسكرياً، رأى بري في حديثه لبرنامج “في العمق”، أنه قد “تم ردع نظام الاسد عن استخدام السلاح الكيماوي مُجدداً..و الغرب حمل روسيا مسؤوليتها عن عدم الايفاء بوعودها، والتزامتها بشأن الكيماوي، واعتبارها قوة مزعزعة لنظام(الأمن والسلم) في العالم، خاصة أن روسيا عام 2013 تعهدت بأن لا يبقى مخزون كيماوي في سورية وأن لا يتم استخدامه مجدداً” بعد مجزرة الغوطة الشرقية، في الواحد والعشرين من آب/أغسطس سنة 2013.

وأكد بري أن “الاماكن التي تم قصفها تم اخلائها بشكل كامل، ولكن النقاط التي استهدفت بحسب الصور التي شاهدناه، تم تدميرها بشكل كامل”، قائلاً إن “الضربة أثبتت فشل روسيا بحماية نظام الأسد من هذه الضربة، وروسيا لم تستطع حماية أجواء النظام وفشلت في التصدي لهذه الصواريخ”.

واعتبر رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، أن دفاعات النظام الجوية، فشلت في التصدي للضربات الصاروخية، معتبراً ان بياني وزارتي الدفاع في دمشق وموسكو “كله كذب. ولو أنه فعلا تم اعتراض الصواريخ قبل أن تسقط على الارض لما سمعنا أصوات انفجاراتها تهز الأرض، ولما تم تدمير النقاط العسكرية التي تعرضت للقصف”.

وختم بري حديثه، معتبراً أن “الضربة سياسية أكثر من أن تكون عسكرية(…) والضربة أظهرت استخفاف (الغرب) بروسيا، وظهرت(الأخيرة) ضعيفة أمام العالم بأنها غير قادرة على الرد، وروسيا امتصت الإهانة والتزمت الصمت”، “وبالنسبة لإيران، الضربة قلمت أظافرها، وقد استهدفت الضربة بعض المواقع الايرانية” في سورية، مشيراً إلى أن “الضربة أكدت أن بشار الاسد مُجرمٌ لم يعد هناك إمكانية لتعويمه”.

وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى