بحثت حلقة اليوم من برنامج “في العمق”، تفاصيل وأبعاد ودلالات، إصدار الادعاء الألماني، مذكرة توقيف، ضد قائد مخابرات النظام الجوية، جميل حسن، بتهم ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، إذ اعتبر حقوقيون سوريون، أن المذكرة، سابقة لكونها الأولى من نوعها في المحاكم الأوروبية.
وبدأت الحلقة بتقرير استعرض السيرة الذاتية لجميل حسن، الذي ولد بريف محافظة حمص الجنوبي الغربي سنة 1952، قبل أن يلتحق بالكلية الحربية التابعة لوزارة الدفاع السورية سنة 1972، ليختص لاحقاً كضابط دفاع جوي، ثم ينتقل الى المخابرات الجوية عقب تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي، ثم تولى قيادة هذه الجهاز الأمني، الذي يُعرف على أنه أكثر أفرع النظام السوري الأمنية وحشية.
ويُعرف جميل حسن في أوساط الحقوقيين والنشطاء السوريين، على أنه شخصية متطرفة طائفياً، كما تُحيط بشخصية هذا الضابط، هالة من الاجرام والوحشية، ويعتبر من أشد شخصيات النظام الصقورية، التي دعت لسحق جميع المعارضين للأسد منذ بداية الثورة السورية في مارس/أذار سنة 2011.
وأجرت “وطن اف ام” استطلاعاً للرأي حول موضوع الحلقة، شارك فيه سوريون وسوريات، حيث لم يبدي المشاركون والمشاركات، تفائلاً كبيراً حيال تحقيق العدالة، بحق أعتى مجرمي الحرب في سورية، وإن كان بعضهم أبدى ارتياحه لمجرد إصدار الادعاء الألماني لمذكرة توقيف قائد مخابرات النظام الجوية جميل حسن، معتبرين الخطوة إيجابية على طريق تحقيق العدالة في سورية.
واستضافت حلقة اليوم، كلا من رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير المحامي السوري مازن درويش، وهو ناشط بمجال حقوق الإنسان، وكذلك الحقوقي السوري غزوان قرنفل.
وقال الحقوقي السوري مازن درويش، إن “القرار (مذكرة الادعاء الألماني بتوقيف جميل حسن) سابقة مهمة جداً، لقبول الدعوى بالقضاء الألماني، وهي أول دعوة بالحالة السورية تُقبل، مقدمة فقط من ضحايا سوريين”، مشيراً إلى أنه “تم سابقاً قبول دعاوى أخرى في بلدان أخرى مثل فرنسا تحديداً، لكن على أساس وجود ضحايا يحملون الجنسية للدولة التي تُرفع فيها الدعوى، وهذه الدعوى(دعوة ضد جميل حسن) تُقبل بناء على الاختصاص العالمي، والضحايا كلهم سوريون.. وهذا يُحسب للقضاء الألماني لاهتمامه وعنايته بجريمة لا يوجد بها ضحايا ألمان، ولكن كافة الضحايا من السوريين”.
وأضاف درويش في حديثه لبرنامج “في العمق”، بأن “هذه أول خطوة عملياتية، تتم اتجاه ملاحقة مجرمي النظام. هذه أول مذكرة توقيف بين كل الدعاوى الموجودة بكل البلدان الأوروبية، ولذلك لها هذا الإمتياز، ونستطيع اعتبار ذلك، خطوة تأسيسية للذهاب باتجاه تطبيق العدالة وليس فقط المطالبة فيها”، مؤكداً بأن “هذه ليست مذكرة التوقيف الوحيدة، ففي نفس الدعوى الحالية تحديداً، سيكون هناك خلال الفترة القادمة، مذكرات توقيف بحق ضباط كبار وقياديين بأجهزة الأمن السورية”.
من جهته، قال الحقوقي السوري غزوان قرنفل، أنه و “بدون شك، وأمام انسداد الأفق في مسألة المحاسبة والمسائلة، عبر محكمة جنايات دولية، فهذه المذكرة تعتبر فتح جديد ومهم، يُمكن التأسيس عليه والانطلاق منه، نحو الاستفادة من كل الدول التي لديها ولاية عالمية للمحاسبة، في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بشكل مُمنهج في سورية”، معتبراً أن “المذكرة علامة فارقة على طي طريق الإفلات من العقاب بالنسبة لما يمارسه النظام السوري بحق السوريين”.
وحول تأثير مذكرة التوقيف الألمانية ضد جميل حسن، قال قرنفل خلال حديثه لـ”في العمق”، بأن “المسألة لها بُعد ردعي، فعندما يكون هناك مذكرة توقيف دولية، مُعممة على الانتربول، هذا بحد ذاته هو إجراء رادع، ورسالة للنظام أن هذه الرموز التي تفننت بارتكاب الجرائم بحق السوريين ليست بمنأى عن المسائلة والمحاسبة”، مشيراً إلى أن إصدار المذكرة “ليست نهاية المطاف، لكنها خطوة تأسيسية، تؤسس لفكرة أنه يجب أن يكون هناك مسائلة ومحاسبة عما يرتكب من جرائم في سورية”.
كما تحدث ضيفي البرنامج اليوم، عن تفاصيل إضافية حول هذه القضية، ودلالاتها، ومؤداها مُستقبلاً، وأثرها في محاسبة مجرمي الحرب في سورية، مشيرين إلى أن دعاوى أخرى، يتم النظر بها حالياً في محاكم أوروبية.
للاستماع إلى الحلقة كاملة، يرجى الضغط على الرابط في الأسفل.