“انتهت الحرب.. سوريا بحاجتك”، هذا ما دعت له الإعلانات الطُرْقية التي انتشرت ببرلين، فأثار هذا الإعلان مخاوف الكثير من اللاجئين السوريين والمتعاطفين مع القضية السورية في ألمانيا.
ولمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع أفادتنا مراسلة وطن إف إم من ألمانيا سمية طه أن الحكومة الألمانية أزالت هذه اللافتات، بعد أن نشرتها شركة تابعة لجهات ألمانية متطرفة، وفتحت الشرطة الألمانية تحقيق خاص يتعلق بهذا الأمر، كما قامت وسائل الاعلام الألمانية بطمأنة السوريين بأن هذه الملصقات لا تعبر عن رأي الشعب الألماني بل عن فئة صغيرة متشددة وعنصرية.
وبحسب السياسيين والأحزاب الألمانية، تعتبر سوريا غير مستقرة أمنياً بالوقت الحالي، وأن الخطر قد يلحق بالسوري إن عاد إلى سوريا الآن، فقد يتعرض للاختطاف أو الاعتقال أو التعذيب أو أمور أخرى خطيرة.
كما أكدت “طه” أن انتشار اللوحات المناهضة لوجود السوريين تزامن مع نشر موقع “شبيغل أونلاين” التابع لمجلة “دير شبيغل” الألمانية، دراسة عن انتشار المواقف السلبية ضد اللاجئين وأن واحد من كل اثنين لديهم تحفظات على موضوع اللجوء واللاجئين، وهذه الدراسة تقوم بها مؤسسة “فريدريش ايبرت” كل عامين وأثبتت زيادة رافضي طالبي اللجوء مقارنة بسنة ٢٠١٦ بالرغم من انخفاض عدد طالبي اللجوء.
أما عن باب العودة الطوعية، فقد أشارت “طه” إلى أن ألمانيا اليوم تتعامل مع السوريين بكل ود، وتحاول ردعهم حتى من العودة الطوعية، لأن السوريين بدؤوا بسد العجز في كثير من القطاعات خاصة الطبية والتعليمية.
وأوردت “طه” بعض الأرقام والإحصائيات، فبحسب الاحصائيات النهائية لسنة ٢٠١٨ فإن ٤٦٦ لاجئاً سورياً عادوا إلى سوريا، و١٩٩ لاجئ عادوا بسنة ٢٠١٧، أما ٢٠١٩ وحتى نهاية شهر آذار عاد فقط ٧٧ لاجئ إلى سوريا، أما من حصل منهم على مبالغ من جمعيات خيرية ألمانية لتسهيل طريق العودة كانوا فقط ١٦٦ لاجئ.
نوهت “طه” إلى أن مكتب الأجانب في ألمانيا يسمح بالعودة الطوعية وإلغاء اللجوء، ويعوض اللاجئ مبلغ ١٥٠٠ يورو ويمنح ورقة عودة مدتها شهر في حال وجد الوضع سيء في سوريا وقرر العودة إلى ألمانيا، أي أن الحكومة تعطي فرصة حتى للراغبين طوعاً بالعودة لأنها على دراية كاملة بالوضع الراهن.