شتاء جديد على الأبواب و تحضيرات لا بد أن تتخذ اتقاءً لما يحمله الفصل البارد في أيامه القادمة من أزمات وفيضانات لا زالت نتائجها في العام الماضي حاضرة، وخاصة في مخيمات الشمال التي دخلها في الأشهر الأخيرة أكثر من مليون نزيل جديد.
لفقرة (شو في بالبلد) تحدث مراسل وطن اف ام مصطفى أبو عرب عن أوضاع مخيمات الشمال وقاطنيها وقال إنها تضم أكثر من مليون نازح يتمركزون في عدة مناطق حدودية تعتبر آمنة مثل باب الهوى، سلقين ، حارم ودركوش.
ويعيش النازحون أحوالاً صعبة جدا نتيجة عدم توفر فرص العمل وخسارتهم أرزاقهم المتمثلة بالمحاصيل الزراعي التي تركوها خوفا من القصف وسيطرة نظام الأسد عليها، ويزيد من متاعبهم النفسية استمرار الحملة العسكرية رغم التهدئة التي أعلنتها روسيا، ما يعني استبعاد العودة القريبة إلى الديار.
وأضاف أبو عرب أن بعض النازحين قاموا ببناء غرف لتقيهم من شدة الأمطار وانجراف خيامهم، وكذلك حاول البعض منهم نقل خيامهم لمناطق عالية بعيدا عن الأودية خشية تجمع الماء حولهم.
وأشار أبو عرب إلى أن غالبية النازحين القاطنين تحت الزيتون قد تم تأمين خيام لهم، كما اتجه قسم منهم للإقامة في كهوف قديمة منتشرة في ريف إدلب والبعض استطاع الاستئجار في بيوت مستقلة، لكن كل هذه العوامل لا تنفي سوء أحوال هؤلاء الناس.
وأكد مراسلنا أن الكثير من النازحين يلجؤون لشراء الحطب والفحم والبيرين والمازوت استعدادا للشتاء، وبالنسبة للحالات التي تعاني من أمراض صدرية ولا تستطيع تحمل روائح الحطب أو البيرين فهم بحاجة للمازوت لكن سعر الليتر الواحد 315 ليرة أي أنه غالي الثمن ولا يمكن للأهالي شراؤه.
أما بالنسبة لشراء الحطب فيبلغ ثمن الطن الواحد 65 ألف ليرة سورية ومع أجور النقل يصبح ثمنه 85 ألف ليرة، بينما يعتبر الفحم أرخص مادة للتدفئة لكن أضراره كبيرة جدا من الأدخنة المنبعثة منه على صحة الأشخاص والبيئة مع، وبسبب ارتفاع الأسعار لجأ بعض الأهالي للتحطيب بمفردهم من المناطق الجبلية في الشمال لكن تم منعهم من قبل القوات المسيطرة على المكان.
وتحدث أبو عرب عن المساعدات الإنسانية القليلة من قبل المنظمات المحلية وذلك نسبة للعدد الكبير من النازحين، وما يقدمونه من مساعدات يتراوح بين 20 – 50 ليتر مازوت في الشهر الواحد.