تحدثت الحلقة من برنامج “شباب سوريا” هذا الأسبوع عن مفهوم المساعدة لدى الشباب السوري في ظل الثورة السورية والحديث عن الرضا الذاتي الذي يحققه الشخص من خلال تقديمه المساعدة لمن يحتاجها.
فبالرغم من المساعدة مرتبطة بأي شيء يقدمه الشخص للطرف المحتاج دون انتظار أي مقابل إجمالاً إلاّ أنه بتحقيقه هذا الرضى الذاتي للفرد وشعوره بأهمية وجوده وقدرته على إحداث تغيير ما يكون بذلك قد أخذ مقابلاً معنوياً كان بالنسبة للكثير أسمى من المقابل المادي.
فالذاتية تُعتبر دافعاً من دوافع المساعدة التي لا يمكن نكرانها، وهي أن يقدم المساعدة لإرضاء حاجة ذاتية داخله كالشعور بالرضى والثقة بالنفس، إلى جانب ذلك تعتبر “الشخصية” أيضاً إحدى دوافع المساعدة والتي يقوم من خلالها الفرد بتقديم المساعدة نتيجة حادثة شخصية أو موقف شخصي حدث معه، بالإضافة إلى ذلك هنالك الكثير من الأمور التي تدفع الفرد إلى تقديم المساعدة منها الدوافع الإجتماعية والدوافع الدينية، لكن رغم اختلاف الدافع تبقى المساعدة سمة إنسانية لا بدّ من ترسيخها بين الشباب السوري أكثر.
وعلى الرغم وجود الكثير من العقبات أمام الشباب السوري في تطبيق مفهوم المساعدة ونشره بين الناس إلا أنه استطاع ترسيخه واقعاً حتى وإن كان ذلك من خلال بعض النشاطات الفردية دون المؤسساتية.
فالوضع السوري الحالي والحاجة المستعجلة لمد يد العون للمحتاجين كانت دون قدرة بعض الجمعيات والمنظمات التي تعنى بالإغاثة والمساعدة وهذا بدوره ساهم في انتشار تلك المبادرات الفردية ليكون الأفراد بذلك جنباً إلى جنب مع المؤسسات في رأب الصدع بين حاجة الناس وقدرة المنظمات على العطاء.
هذا ولا ننكر أن الكثير من المبادرات الفردية استطاعت تحقيق فائدة مباشرة للأهالي لم تستطع الجمعيات تحقيقها وخاصة في دول اللجوء.
فالتجمعات الشبابية والخبرات التي اكتسبها الشباب في رحلة اللجوء اكسبتهم الخبرة والتجربة التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية، وهذا بدوره أثر عليهم وأبعدهم عن الوقوع في كثير من الأخطاء التي وقع فيها من سبقهم في تلك الرحلة وخاصة الأمور المتعلقة بالأوراق الرسمية والدوائر الحكومية ومعاملات لم الشمل التي تم رفض الكثير منها في دول اللجوء لأخطاء أو أمور بديهية وقع فيها الفرد، فكانت تجربة الشباب في هذا الأمر كفيلة بتخطي تلك الأمور وتسريع الإجراءات وإدخالها في طريقها المناسب.