تتجه أنظار متابعي كرة القدم العالمية مساء غدٍ الأحد، صوب ملعب “دو فرانس” بالعاصمة باريس لمتابعة نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم بين المنتخبين الفرنسي والبرتغالي.
ويسعى لاعبو الفريقين لانتزاع اللقب القاري، فالمنتخب الفرنسي يسعى للتتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخه، ومن ثم معادلة الرقم القياسي للمنتخبين الألماني، والإسباني في عدد مرات التتويج باللقب القاري.
يأتي ذلك في الوقت الذي يحاول فيه المنتخب البرتغالي رسم البسمة على وجوه جماهيره، وانتزاع اللقب للمرة الأولى في تاريخه، وتعويض خسارته في النهائي الوحيد الذي خاضه في المسابقة أمام المنتخب اليوناني في نسخة البطولة التي أقيمت على ملعبه 2004.
ويسعى منتخب “الديوك” الفرنسية لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لصالحه، بالإضافة إلى حالة التفاؤل التي انتابت جماهير فرنسا، حيث لم يخسر فريقها الكروي في ملعب “دو فرانس” منذ أكثر من 10 سنوات.
ويرى ديدييه ديشامب المدير الفني للمنتخب الفرنسي، أن الفرصة باتت مواتية أمام فريقه لملامسة الكأس بعد غياب دام 16 عامًا، لاسيما أن المباراة تقام على ملعبه، وأمام جماهيره المتعطشة للتتويج باللقب الثالث على التوالي للبطولات التي تقام على الملاعب الفرنسية، بعدما فاز منتخب الديوك بنسخة البطولة 1984، وكذلك ببطولة كأس العالم 1998.
ومن المتوقع ألا يجري ديشامب، أي تعديلات على التشكيلة الأساسية لفريقه، التي خاض بها لقاء ألمانيا في المربع الذهبي، وانتهت بفوزه بهدفين نظيفين الخميس الماضي، حيث سيدفع بقائد الفريق هوجو لوريس بحراسة المرمى، وأمامه الرباعي عادل رامي، ولوران كوتشيلني، وباتريس إيفرا، وباكاري سانيا في خط الدفاع.
ويعتمد على بليس ماتويدي، وموسى سيسوكو، وبول بوغبا في خط الوسط، فيما يشكل الثلاثي ديميتري باييه، وأنطوان غريزمان، وأوليفيه جيرو القوة الهجومية للفريق.
وسيكون غريزمان محط أنظار الجميع في المباراة، خاصة بعد الأداء اللافت الذي قدمه خلال مسيرته في البطولة، والتي كان آخرها تسجيله هدفي المنتخب الفرنسي في مرمى نظيره الألماني، ليرفع رصيده التهديفي في المسابقة إلى 6 أهداف، متربعا على صدارة هدافي البطولة بفارق 3 أهداف أمام أقرب ملاحقيه.
وبات غريزمان اللاعب الأول الذي يتجاوز حاجز 5 أهداف في البطولة منذ مواطنه ميشيل بلاتيني أسطورة الكرة الفرنسي الذي سجل 9 أهداف في نسخة البطولة 1984.
على الجانب الآخر، يبدو منتخب البرتغال مستعدًا لخوض المباراة في ظل جاهزية جميع لاعبيه، لاسيما المدافع المخضرم بيبي، الذي تعافى من إصابته التي غيبته عن فوز الفريق بهدفين نظيفين على نظيره الويلزي بالدور قبل النهائي الأربعاء الماضي.
ويعول سانتوس على روي باتريشيو في مركز حراسة المرمى، وأمامه سيدريك سواريز، وبيبي، وجوزيه فونتي، ورافاييل جوريرو في خط الدفاع، وجواو ماريو، ودانييلو بيريرا، وريناتو سانشيز، وأدريين سيلفا في خط الوسط، ولويس ناني، وكريستيانو رونالدو في خط الهجوم.
وحقق رونالدو العديد من الأرقام القياسية خلال تلك البطولة، فبعدما بات اللاعب الأكثر مشاركة في مباريات اليورو بخوضه 19 لقاء قبل مباراة الغد، فقد عادل الرقم القياسي في عدد الأهداف التي سجلها في البطولة مع الفرنسي ميشيل بلاتيني، برصيد 9 أهداف، لتصبح الفرصة مهيأة أمامه للانفراد بلقب الهداف التاريخي للبطولة حال تسجيله هدفًا بالنهائي.
وبات رونالدو، الذي سجل 3 أهداف في النسخة الحالية للبطولة، أول لاعب ينجح في هز الشباك خلال 4 دورات للمسابقة، كما أصبح أول من يحرز أهدافًا في 7 مباريات مختلفة بنهائيات البطولة، كما أنه اللاعب الأول في أوروبا الذي شارك بالدور قبل النهائي في 3 مناسبات.
ويعد هذا هو النهائي الثاني الذي يجمع بين رونالدو وغريزمان هذا العام، بعدما قاد النجم البرتغالي فريقه ريال مدريد الإسباني للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الحادية عشر في تاريخه، عقب فوزه على جاره اللدود فريق أتلتيكو مدريد، الذي يضم في صفوفه المهاجم الفرنسي، بركلات الترجيح في المباراة النهائية للبطولة التي أقيمت بمدينة ميلانو الإيطالية، مايو/أيار الماضي.
وتاريخيًا، يمتلك منتخب فرنسا أفضلية واضحة في تاريخ مواجهاته السابقة مع المنتخب البرتغالي، حيث التقى الفريقان 24 مرة سابقة، فازت فرنسا في 18 مواجهة، وخسر 5 مباريات فقط كان آخرها في 1975، فيما انتهت مباراة واحدة بالتعادل.
ولم يذق المنتخب البرتغال الفوز على فرنسا في آخر 10 مباريات بل خسرها جميعها، وكان آخر فوز في 1975 بمباراة ودية.
وعلى صعيد المواجهات الرسمية في البطولات الكبرى، فازت فرنسا في المواجهات الثلاث التي أقيمت في يورو 1984، ويورو 2000، ومونديال 2006.
وسيقوم اللاعب الدولي الإسباني السابق تشافي هيرنانديز، بتسليم كأس الأمم الأوروبية قبل انطلاق المباراة النهائية لمسؤولي اللجنة المنظمة بملعب المباراة، باعتبار أن الكأس كان في أحضان الإسبان بعد تتويجهم باللقب عام 2012.
وسيتولى إدارة النهائي الحكم الإنجليزى مارك كلاتنبرج (41 عاماً)، الذي أدار قبلها 3 مباريات بالبطولة، بين إيطاليا وبلجيكا، والتشيك وكرواتيا، ضمن منافسات الدور الأول، وسويسرا وبولندا، ضمن منافسات دور الـ 16.
وفيما يلي قائمة المنتخبات الفائزة باللقب منذ عام 1960: 1960: الاتحاد السوفيتي. 1964: إسبانيا. 1968:إيطاليا. 1972: ألمانيا. 1976: تشيكوسلوفاكيا. 1980: ألمانيا. 1984: فرنسا. 1988: هولندا. 1992: الدنمارك. 1996: ألمانيا. 2000: فرنسا. 2004:اليونان. 2008: إسبانيا. 2012: إسبانيا. 2016: الفائز من لقاء فرنسا والبرتغال.
المصدر : وكالات