انتشرت الشائعات وسكب الكثير من الحبر حول صفقة مانشستر يونايتد الإنجليزي لضم الفرنسي بول بوجبا.
لأشهر كانت الأرقام تتفاوت بين 100 إلى 160 مليون يورو كقيمة محتملة للصفقة. أما الآن فقد أصبح الأمر رسميا، ليس فيما يخص عودة بوجبا إلى بيته الأول مانشستر الإنجليزي فحسب، وإنما كتأكيد على أنها الصفقة الأعلى في تاريخ انتقالات لاعبي كرة القدم في العالم. فقد استقرت القيمة النهائية للصفقة عند 120 مليون يورو، حسب مينو رايولا مدير أعمال الدولي الفرنسي، الذي نابه منها 20 مليون كاملة.
وهكذا سيبلغ الدخل الأسبوعي لبوجبا (23 عامًا) 230 ألف يورو، في تحول نوعي جديد تعيشه كرة القدم، يبعث على درجة أكبر من الذهول، فما تفسير ذلك؟! أو لم تمتد الأمور في عالم الساحرة المستديرة إلى ما وراء الخيال، بعد أن اعتقد كثيرون أن صفقة الدون كريستيانو رونالدو (80 مليون يورو إلى ريال مدريد) وزميله جاريث بيل (106 ملايين يورو) الحد الأقصى الذي يستحيل تجاوزه؟!
هل سيتحق بوجبا كل هذا المبلغ؟
السؤال الذي قد يطرحه البعض حول ما إذا كان بوجبا كرويا يستحق كل هذا المبلغ؟ وهناك من يشير إلى إمكانيات اللاعب لشرعنة الصفقة.
ومن أبرز هؤلاء المدرب المثير للجدل جوزيه مورينيو، الذي كان أول من أكد عودة بوجبا ابن مانشستر يونايتد الضائع بوصفها بـ”المذهلة”، ليتابع “أخيرا حصلنا عليه!”. وذلك قبل حتى أن يؤكد نادي “الشياطين الحمر” الأمر إلى حين إجراء الفحص الطبي الروتيني.
في المقابل، هناك إجماع بين الجيل السابق من اللاعبين بعدم وجود أي لاعب على الأرض يستحق كلّ هذه المبالغ، مهما كان اسمه وتعددت قدراته وإمكانياته الفنية. ويقول هؤلاء إن رأيهم هذا ليس من باب التقليل من شأن اللاعبين بل بسبب حجم المبالغ الفلكية التي بدأت تفرض نفسها على سوق الانتقالات، والتي كان حتى نصفها ضربا من ضروب الخيال قبل عقدين من الزمن.
ولكن، في الوقت الراهن تمضي الأندية الكروية الكبرى بإصرار في هذا الاتجاه ولا مؤشر على نية في التراجع مستقبلا. والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى المداخيل الهائلة التي تجنيها الأندية من المستثمرين والرعاة ومن النقل التلفزيوني والإعلانات، والدوري الإنجليزي الممتاز في المقدمة.
الكرة الأوروبية من أكبر المستفيدين
إلى جانب كل هذا، تبدو الكرة الأوروبية من أكبر المستفيدين من العولمة. ويكفي أن الطلب يزداد يوما بعد يوم في الأسواق الآسيوية والإفريقية، على قمصان رونالدو وبوجبا وزلاتان إبراهيموفيتش وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
ومقارنة بأرباح نادٍ عريق مثل مانشستر يونايتد، التي بلغت في موسم 2015، 518 مليون يورو دون احتساب صفقات اللاعبين، فإن صفقة بوغبا لن تنهكه بل ولن تدفع به إلى الإخلال بقانون المنافسة المالية العادلة وفق قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم/ يويفا.
وفي عام 2014 خرج مدير النادي إلى الصحفيين قائلا: “ماليا، نحن أقوياء جدا، وهذا ما يسمح لنا بالقيام بأشياء على مستوى سوق الانتقالات يصعب للآخرين القيام بها”.
رغم ذلك، كان بإمكان مانشستر يونايتد ادخار كل هذه المبالغ، لأن بوجبا لعب في فريق الناشئين بمانشستر يونايتد بين عامي 2009 و2012. لكنه قرر الانتقال إلى اليوفي، والسبب كان أليكس فيرجسون، المدرب الذي حقق أكبر النتائج في تاريخ النادي الانجليزي لأنه لم يمنحه ثقته، ليظهر بعد سنوات أن قرار فيرجسون كلّف “الشياطين الحمر” 120 مليون يورو بالتمام والكمال.
المصدر : وكالات