رياضة

ملايين الصين.. استثمار رياضي أم مغامرة سياسية؟

مرة أخرى تشد الصين الأنظار إليها عبر صفقة قياسية جديدة في سوق انتقالات اللاعبين، ما زاد من التساؤلات بشأن مبررات سخاء الأندية الصينية في الإنفاق ومحاولتها استقطاب عدد من نجوم الساحرة المستديرة بمبالغ خيالية.

وتمكن شنغهاي شينهوا من الظفر بخدمات المهاجم الأرجنتيني كارولس تيفيز مقابل راتب سنوي يصل إلى 38 مليون يورو ليكون بذلك اللاعب الأعلى أجرا على مستوى العالم.

وسبق تيفيز إلى الصين نجم تشلسي السابق البرازيلي أوسكار الذي انضم لنادي شنغهاي سايبغ مقابل 71 مليون يورو.

واندرجت هذه الصفقات ضمن مسار تصاعدي لحجم الإنفاق الصيني على استقطاب نجوم الكرة، فقد أنفقت الفرق الصينية خلال العام الحالي أكثر من 1.1 مليار يورو في سوق الانتقالات متفوقة بذلك على ما أنفقته فرق الدوري الإنجليزي الممتاز.

ويبدو أن طموح الأندية لم يعد مقتصرا على استقطاب النجوم من الدرجة الثانية أو من هم على مشارف الاعتزال، ولكنها حاولت استقطاب أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو عبر إغرائه براتب سنوي خيالي يصل إلى مئة مليون يورو، وهو العرض الذي رفضه النجم البرتغالي وفقا لما أكده مدير أعماله.

ويرى متابعون أن حجم الإنفاق الصيني في سوق انتقالات اللاعبين لا يستند لقواعد اقتصادية، فأسعار تذاكر الدخول لمباريات الدوري المحلي متدنية، كما أن حقوق البث التلفزيوني لا توفر مداخيل كبيرة للفرق.

وفي المقابل، تبرز الإرادة السياسية للنظام الحاكم كحافز أول للاستمرار في الإنفاق ببذخ على استقطاب اللاعبين.

فقد عبر الرئيس الصيني شي جين بينغ عن رغبته في العمل على استضافة إحدى نسخ كأس العالم والفوز بها.

ويبدو هذا الهدف بعيد المنال في الوقت الحالي لأن الصين التي لم تشارك سوى مرة واحدة في المونديال (نسخة 2002) تحتل حاليا المركز الـ 82 في ترتيب الفيفا، كما أن المنتخب الذي يدربه الإيطالي المخضرم مارشيلو ليبي يحتل المركز الأخير في مجموعته وابتعد بشكل كبير عن بلوغ مونديال روسيا 2018.

ويرى الإعلامي مارك دراير أن الأندية الصينية تفضل الإنفاق على أجور اللاعبين الأجانب بدلا من الاهتمام بمراكز التكوين.

وفي مسعى منها لتصحيح الأوضاع، قررت اتحاد كرة القدم بالصين وبدءا من 2017 تقليص عدد اللاعبين الأجانب في كل فريق من خمسة إلى أربعة، والسماح بوجود ثلاثة منهم فقط فوق أرضية الملعب وذلك بهدف فسح المجال بشكل أكبر أمام اللاعبين المحليين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى