عندما لا يحتفل ليونيل ميسي بهدف حاسم، وتعج مدرجات ملعب “كامب نو” بصافرات الاستهجان على اللاعبين، وتتنامى الشائعات حول رحيل المدرب لويس إنريكي نهاية الموسم الجاري، ويهاجم داني ألفيش إدارة فريقه السابق؛ فإن هذا يعني أن برشلونة دخل نفق الإحباط وخيبة الأمل.
وقد وقعت كل هذه الأحداث في الوقت الذي حقق فيه برشلونة فوزا معنويا مهما الأحد على ضيفه ليغانيس في الدوري، ولكن لسان الحال يغني عن المقال.
فقد بات برشلونة مطالبا بالظهور بشكل إيجابي على الأقل من الناحية المعنوية عقب هزيمته المذلة برباعية نظيفة أمام باريس سان جيرمان في بطولة دوري الأبطال، ولكن ما حدث في مباراته أمام ليغانيس في الليغا والتي انتهت بفوز البرسا 2-1، جاء عكس المنتظر.
وفي واقع الأمر ظهر ليغانيس -الفريق المتواضع الذي صعد هذا الموسم إلى دوري الأضواء، ووجد نفسه غارقا في صراع الإفلات من الهبوط- بشكل أفضل من برشلونة على ملعب “كامب نو”، وسنحت له فرص أكثر خطورة من تلك التي سنحت لأصحاب الأرض، الذين أفلتوا من السقوط في فخ التعادل بركلة جزاء سجلها ميسي في الوقت القاتل.
ولم يظهر اللاعب الأرجنتيني أي فرحة باقتناص نقاط المباراة الثلاث، وهي نفسها حال المدافع جيرارد بيكيه الذي اعتاد في مواقف مشابهة إظهار فرحة عارمة.
وأزالت تلك المباراة النقاب عن الوضع الحالي للفريق الكتالوني الذي بات لا يحكم سيطرته على مجريات اللعب في المباريات، وأصبح دون فاعلية، إضافة لغياب التواصل بين الخطوط وتهديد المنافسين لمرماه بكل سهولة؛ ليبقى طوق نجاته الوحيد مربوطا بما قد يتفتق عن ذهن مهاجميه للقيام به.
وحضر اللقاء 63 ألفا و378 مشجعا، وهو أقل عدد هذا الموسم يحضر مباراة لبرشلونة في “كامب نو” الذي يتسع لمئة ألف شخص.
وشن الحاضرون طوال المباراة هجوما كبيرا على البرتغالي أندريه غوميز، ولم يتركوا فرصة إلا أطلقوا في مواجهته وابلا من صافرات الاستهجان، وهو ما طال المدرب إنريكي أيضا.
وتزامنت كل هذه التوترات مع المقابلة الصادمة لألفيش، والتي قال خلالها إن “من يقودون برشلونة حاليا ليست لديهم أي فكرة عن كيفية التعامل مع لاعبيهم”.
وجاء الدور على خوان لا بورتا -الرئيس السابق للبرسا والعدو اللدود للإدارة الحالية- ليصطاد في الماء العكر، مستغلا الفترة السيئة التي يمر بها النادي، حيث قال عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن “الفريق يعاني والجماهير منقسمة ولاماسيا (قطاع الناشئين ببرشلونة) مفكك”.
وفي الوقت نفسه تتحدث العديد من وسائل الإعلام عن تدهور العلاقة بين إنريكي ولاعبي الفريق، كما ادعوا أيضا أن النادي يبحث عن مدرب يخلفه، بل رشحوا بعض المدربين أيضا لهذه المهمة كالأرجنتيني خورخي سامباولي مدرب إشبيلية، وأرنستو فالفيردي مدرب أتلتيكو بلباو.
ويضاف كل ما سبق إلى المشكلات الأخرى التي تعاني منها إدارة النادي، فقد أصبح لزاما على برشلونة رسميا أن يقف بين صفوف المتهمين في قضية صفقة ضمّ نيمار، إلى جانب قضية شركة “دي أي أس” البرازيلية التي كانت تمتلك حقوق رعاية اللاعب، والتي اتهمت النادي الكتالوني بتزوير القيمة المالية للصفقة.
وتحت وطأة هذه الظروف، يستعد برشلونة لمباراته المقبلة في الدوري أمام أتلتيكو مدريد، إضافة إلى حاجاته لإعادة شحن معنوياته من أجل عودة “إعجازية” أمام سان جيرمان في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال.