منذ خسارة برشلونة أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، والصحافة تتحدث عن إمكانية خلافة يورجن كلوب للويس إنريكي، وبصرف النظر عن حقيقة الأمر، فالسؤال المثير هو: هل ينفع أسلوب المدرب الألماني مع الفريق الكتالوني؟
وتسود برشلونة أجواء حزن منذ خسارة الفريق المهينة “صفر- 4” أمام سان جيرمان، ويبدو أن العلاقة بين اللاعبين وإنريكي يسودها البرود، ولذلك فالصحافة تتحدث عن قرب انتهاء حقبة المدرب الإسباني.
وذكرت صحيفتا “ديلي ميرور” البريطانية، و”إلموندو ديبورتيفو” الإسبانية أن الفريق الكتالوني يضع كلوب، المدير الفني لليفربول على القائمة لخلافة إنريكي بداية من الصيف القادم.
ويتساءل توبياس باخ، الناقد الرياضي بموقع “يورو شبورت” عن مدى إمكانية التوافق بين عقلية وأسلوب لعب المدرب الألماني وطبيعة نجوم برشلونة.
عوامل لنجاح كلوب في برشلونة
ورغم أن كلوب يعيش حاليا أزمة في ليفربول بعدما تلقى 3 هزائم هبط بسببها من المركز الثاني إلى الخامس في الدوري الإنجليزي، إلا أن أيقونة التدريب الألماني لديه قدرة على إحداث التغيير وجلب رياح منعشة في الأندية، “ففي بوروسيا دورتموند وفي بدايته مع ليفربول أيضا أثبت أنه قادر على بناء فريق جديد”، حسب باخ.
آجلا أو عاجلا سيحتاج برشلونة لعملية تغيير دماء، فنجوم مثل أندرياس إنييستا، وخافيير ماسكيرانو، وجيرارد بيكيه، ولويس سواريز يبلغ سنهم 30 عاما أو أكثر.
ويتميز كلوب بقدرته على دعم المواهب الصاعدة ودمجها في الفريق وإعطائها الفرصة لاكتساب الخبرة، ويمكنه في برشلونة أن يخرج مواهب مثلما فعل مع الفتى الذهبي ماريو جوتزه وغيره في دورتموند، وكذلك مع بن وودبيرن، 17 عاما، أصغر لاعب يسجل هدفا في تاريخ ليفربول.
ويلعب كلوب في ليفربول بطرية تعتمد على سلسلة مكونة من 3 مهاجمين هم: ساديو ماني، روبيرتو فيرمينو، وفيليب كوتينيو. ولو انتقل إلى برشلونة لن يتغير الأمر، وإنما الأسماء فقط، حيث سيعتمد على ثلاثي الهجوم: ميسي وسورايز ونيمار.
عوائق
يقول توبياس باخ إن كلوب اندمج في ليفربول بشكل تام، وإن الجماهير استقبلته فاتحة له أذرعها، وإنه من خلال حديثه العفوي ينظر الإنجليز إليه نظرة إيجابية كما أن لغته الإنجليزية القوية تزيد من التعاطف معه. كما أطلق كلوب على نفسه لقب “ذا نورمال ون”، خلافا لجوزيه مورينيو “سبيشال ون”.
وتساءل باخ “في ليفربول يجد كلوب كل ما يحتاجه للعمل في النادي، ويبدو أنه يناسبه تماما، ولن يغير ضعف الفريق في يناير/ كانون الثاني شيئا. فلماذا إذا يترك كلوب كل شيء؟”، مضيفا “علاوة على ذلك فإن النادي لن يتركه يرحل أبدا”.
ويرى باخ أن أسلوب “تيكي تاكا” في برشلونة “ليس عالم كلوب، بينما تقع أكبر نقاط القوة لديه في التحفيز والتعامل مع اللاعبين”. وتابع “لكن هل لذلك أهمية بالنسبة للنجوم العالميين في برشلونة؟”.
ويخلص الناقد الألماني إلى أن “الانفعالات في برشلونة ضعيفة جدا بالنسبة لكلوب”. كما أن طريقة احتفاله ومشاعره عند تسجيل هدف مثلاً ربما “ستنظر إليها جماهير البارسا باستغراب، لأن الأولوية بالنسبة لهم هي جمال الأداء”، وليس الاحتفال والانفعالات.
كما أن كلوب كانت عقليته في ماينز ودورتموند وحتى الآن في ليفربول تتناسب مع إدارة النادي وسواء هنا أو هناك كانت رغباته يتم تلبيتها، لكنه في برشلونة لن تكون لديه هذه الميزة فالفريق له “طبيعة” خاصة في كتالونيا وينظر إليه على أنه “أكثر من مجرد نادٍ رياضي”.
ولذلك يرى باخ أن كلوب لن ينتقل إلى برشلونة “على الأقل في الوقت القريب، فهو يشعر في ليفربول بأكبر ارتياح، كما أن عقده مع النادي ينتهي في 2022”.