رياضة

غوارديولا والسيتي.. الداء والدواء

طرح إقصاء فريق مانشستر سيتي من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا العديد من علامات الاستفهام حول مدى تناغم أسلوب المدرب بيب غوارديولا مع نادي “السيتيزين”، وما إذا كان “الفيلسوف” قادرا على النجاح مع هذا الفريق الإنجليزي.

خسارة سيتي أمام موناكو في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا وإقصاؤه من المسابقة، أظهرت أن هناك خللا ما في الطريقة التي يفضل المدير الفني بيب غوارديولا اللعب بها وما يقدمه فريق مانشستر سيتي على أرض الملعب. وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول ما إذا كانت فلسفة غوارديولا في اللعب تتناسب مع فريق “السيتيزين”.

من المعروف عن غوارديولا أنه يفضل أسلوب “التيكي تاكا” والاستحواذ وترك فريق الخصم يركض وراء الكرة.

لكن ما حدث في مباراة موناكو هو عكس ذلك تماما، فالفريق لجأ للدفاع وترك المبادرة لفريق موناكو، ولم تتعدَ نسبة استحواذ مانشستر سيتي على الكرة 48%، كما أن النادي الإنجليزي لم يسدد ولو كرة واحدة خلال 45 دقيقة من خارج منطقة الجزاء.

فشل غوارديولا في تطبيق أسلوبه المفضل مع مانشستر سيتي قد يعود إلى غياب لاعب محوري في خط الوسط له القدرة على الربط ونقل الكرة بسرعة وبذكاء بين خطي الدفاع والهجوم، على غرار ما كان يفعل تياغو ألكانتارا في بايرن ميونيخ أو تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا في برشلونة عندما كان غوارديولا مدربا للفريق الكتالوني.

ومن سوء حظ غوارديولا أيضا افتقاده للاعب خط وسط من قيمة غوندوغان الذي اضطرته الإصابة للغياب عن الملاعب فترة طويلة.

وسيزيد إقصاء مانشستر سيتي من دوري أبطال أوروبا على يد فريق ليس بالكبير، من صعوبة مهمة بيب غوارديولا مع “السيتيزين”، فهذه هي المرة الأولى منذ سبعة مواسم التي يفشل فيها غوارديولا في التأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

صعوبة المهمة في إنجلترا

وقد سبق للبعض أن تنبأ بصعوبة مهمة غوارديولا في الدوري الإنجليزي لاختلافه عن الدوريات الأوروبية الأخرى التي درب فيها “الفيلسوف”.

وفي وقت سابق، قال مارك هيوز مدرب ستوك سيتي -الذي أشرف على السيتيزين بين عامي 2008 و2009- إن مهمة غوارديولا لن تكون سهلة مع مانشستر سيتي.

كما أكد الدانماركي بيتر شمايكل الحارس السابق لمانشستر سيتي ويونايتد، أنّ بيب غوارديولا لم ينجح حتى الآن مع مانشستر سيتي.

وقال شمايكل في تصريحات نشرتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية في وقت سابق “أعتقد أن غوارديولا لم ينجح مع مانشستر سيتي، بكل تأكيد هو يملك فريقا معقدا ولكن هناك لاعبين رائعين”، وأضاف “أنت تتوقع من مدرب يمتلك عقلية غوارديولا أن يصحح الأمر، ولكني لا اعتقد أن هذا سيحدث”.

هل فشل؟

لكن وإن كان غوارديولا قد عجز مع مانشستر سيتي في بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، فإن الفريق يحقق نتائج يمكن وصفها بالجيدة على الصعيد المحلي.

ففريق السيتيزين يحتل المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أنه تأهل للدور نصف النهائي من كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث تنتظره مباراة قوية أمام أرسنال في 24 من الشهر المقبل، وهي حصيلة تبقى جيدة إذا اعتبرنا أن فريق مانشستر سيتي ليس من حجم الأندية العملاقة الأخرى التي دربها غوارديولا وهي برشلونة وبايرن ميونيخ.

كما أن الحكم على فشل غوارديولا في مانشستر سيتي يبقى سابقا لأوانه، علما بأن هذا هو الموسم الأول لغوارديولا في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا شك أنه أيضا بحاجة لمزيد من الوقت حتى يتأقلم مع ناديه الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى