تحديات كبيرة تواجه ادارات الأندية الكبرى بالعالم، من حيث تسيير الفريق وبقاءه في المنافسة على الألقاب المحلية والقارية، ولكن من بين أكبر تلك التحديات، قرارات الابقاء على النجوم الحالية للفريق، أو اتخاذ قرارا برحيلها.
وبالطبع من بين أكبر تلك الأندية، هو نادي ريال مدريد، الذي دوما ما يسعى نحو القمة ولا شيء دونها، وهو أمر يستلزم من تلك الادارة المزيد من الدراسة والتخطيط لأمور فريقها، سواء في الحاضر أو بالمستقبل.
ولا شك أن أهم وأبرز الأمور التي تقيمها وتدرسها بعناية، هو بقاء واستمرار أسطورة الفريق المدريدي وأيقونته، الجناح والمهاجم البرتغالي الدوليّ، كريستيانو رونالدو.
وسنحاول تقريب الصورة أكثر لعقول الجميع، بشأن وضع رونالدو ومستقبله مع الميرينغي، وكيفية فكر ادارة النادي تجاهه، والتي ستكون مثل حسابات دقيقة بميزان حساس للغاية، لأن أي قرار خاطيء يتعلق بتواجد أفضل لاعب بالعالم 4 مرات، في سانتياغو بيرنابيو أو رحيله، سيكون القرار الأصعب على أي شخص مدريدي وليس من بين ثلة ادارة النادي الملكي، وهو أمر سيجعلنا نحلل وضع رونالدو، من حيث أسباب تدعم بقاءه، أو اسباب قد تدفع لمغادرته الفريق..
أسباب قد تعجل برحيل الدون..
– تقدم عمره.. بالرغم من أن الدون ما زال في صورة لياقة بدنية مميزة، مع أنه تجاوز حاجز الثلاثون عاما، وفي حال استمراره للموسم المقبل، سيكون عمره 33 عاما، الا أن الملاحظ أن هذا الموسم، باتت مشاركة الأسطورة البرتغالية مع ريال مدريد، ليست دائمة مثل سابق، ويفضل زيدان مدربه اراحته في العديد من المباريات، وهو أمر جديد كلية على صاروخ ماديرا، كما أن استمرار مشاركته مع منتخب بلاده، وعدم اعتزاله اللعب الدوليّ، بغرض اراحة جسده ربما يعود عليه بالسلب، خاصة وأنه يرغب بالمشاركة في المونديال المقبل، وهو أمر من المؤكد سيؤثر على عطاءه البدني وسرعاته التي انخفضت مع الفريق الملكي.
– انخفاض مردوده الفني والتهديفي.. هذا الأمر بات جليا وملحوظا بشدة هذا الموسم تحديدا، فالدون المشهور عنه عشقه التهديفي، وولعه بهز شباك المنافسين، انخفض معدل تهديفه هذا الموسم بشكل مؤرق لمحبيه وادارة ناديه، فعلى سبيل المثال في بطولة التشامبيونز، والتي يحمل الدون لقب الهداف التاريخي لها، اصيب بعجز عن التهديف خلال 6 مباريات متتالية مع فريقه بالبطولة!
– الاستفادة من عائد بيعه وهو ما زال مطلوبا.. من المؤكد أن الجميع يتفق معي في نقطة أن ادارة ريال مدريد، هي ادارة ناجحة اقتصاديا بشكل مميز، لكن من بين ملامح هذا النجاح، انها باتت تقيم نجومها من حيث عائد بيعهم والفائدة على النادي من ذلك، فشاهدنا تخليها بسهولة عن البرازيلي رونالدو، والألماني اوزيل، والارجنتيني دي ماريا، والعديد من النجوم السابقين، لمجرد أن كفة ميزان الفائدة من البيع بات أثقل من كفة فائدة استمرار النجم، وهو أمر من المرجح أن ينطبق على رونالدو ولو في المستقبل، خاصة أن اغرءات بيعه تصل الى ارقام فلكية، ولكن ما سيعزز ذلك بالطبع هو النقطة التالية..
– التعاقد مع نجم آخر مثل هازارد.. عند قدوم رونالدو نفسه الى بيرنابيو، كان نجم الفريق الأول هو راؤول، لكن بزوغ نجم الدون، وقدرته على حمل لواء الفريق بمفرده، جعلت الفريق الملكي يضحي بأسطورته التاريخية راؤول، وهو أمر من المحتمل أن نشاهده يحدث مع البرتغالي المميز، في حال نجاح الادارة المدريدية في جلب نجم كبير القدرات، على غرار هازارد، أو ديبالا، فعندها ستقل أسهم استمراره مع اللوس بلانكوس.
أسباب ترجح استمرار رونالدو لفترة قادمة..
– العلاقة الوثيقة بين الجماهير والدون.. لعل العلاقة التي تربط رونالدو مع الجماهير، هي واحدة من أكثر العلاقات قوة للاعب مدريدي حالي، فبالرغم من أن احيانا يشوبها بعض المنغصات، لكن ما زال الدون هو المعشوق الأول للجماهير المدريدية في كافة انحاء العالم، وهو أمر يجعل فكرة التخلي عنه، غير قائمة ولا قابلة للتحقق.
– تواجد ميسي في برشلونة! قد يستغرب البعض من دخل ميسي في أمر بقاء الدون مع الميرنغي، لكن ادارة وجماهير الفريق المدريدي، ترغب بشدة في تواجد أيقونة كبيرة يلتف الجميع حولها، من لاعبين وجماهير وادارة، تواجه سطوة ونجومية ميسي في اللا ليغا، فالبرسا مع ميسي أكثر شعبية وقوة من ريال مدريد بدون رونالدو، وهو كفكرة الرمز لأي كيان، فأي كيان يلزمه تواجد رمز ما حتى يتجمع حوله الجميع، وبدونه يظهر هذا الكيان بلا قوة.
– الاستفادة الاقتصادية الهائلة من شعبية الدون.. بلا شك أن رونالدو هو الطائر الذهبي الذي يدر ذهبا على خزائن الفريق الملكي، فالدخل الذي يجنيه اللوس بلانكوس من عائدات بيع قمصان، واعلانات، وقيمة الدون، هي من بين أبرز الامور التي تمنع أي أحدٍ من ادارة النادي في التفكير حتى الآن في فكرة رحيله عن الفريق.
– عدم تواجد نجم وهداف للفريق غيره.. على الرغم من أن الدون بات معدل تهديفه في تناقص هذا الموسم، الا انه بالرغم من ذلك ما زال هو الهداف الأكبر للفريق هذا الموسم، فهو هداف الميرينغي في اللا ليغا حتى الآن، وذلك بسبب عدم تواجد مهاجمين أكفاء يستطيعون شغر وملء الفراغ الذي قد يحدثه رحيل النجم البرتغالي، وهو أمر يدعم بقاءه لفترات أطول، حتى يجد زيدان حلا لمشكلة قلة أهداف الفريق، وعدم تواجد هداف على قدر وقيمة الفريق المدريدي العظيم.
الخلاصة.. رحيل الدون أو أي لاعب عن فريقه، هو أمر آتٍ.. لا مناص منه، قد تزيد الفترة أو تقل، لكن على ادارة الأندية أن تخطط لمستقبل فريقها، وتحافظ على حظوظه في البقاء بنفس الصورة الكبيرة لدى الجميع، واحيانا تفرض بعض ظروف التعاقدات، امر التخلي عن نجمٍ ما للفريق، من أجل استغلال فرصة سانحة للتعاقد مع نجمٍ آخر شاب، وهو أمر لا يشين ادارة النادي أو اللاعب.. بل هي سنة الحياة.