رياضة

ما هي أسرار العدائية الشديدة بين بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند

تستعد ألمانيا لاستقبال كلاسيكير جديد بعد ساعات قليلة حين يحل بوروسيا دورتموند ضيفاً على بايرن ميونيخ في مباراة تخرج حساباتها عن حسابات التتويج والبطولات فبكل عام يضع الفريقان كل تركيزهما بهذا اللقاء بغض النظر عن وضعية جدول الترتيب فحساسية الكلاسيكير ربما تفوق أهمية لقب بطولة أو تمثل بطولة بحد ذاتها على أقل تقدير.

في ألمانيا نعرف دائماً أن التنافس على بطولة الدوري قد يتغير فعلى سبيل المثال بقي دورتموند بعيداً عن المنافسة لحد ما منذ 2003 حتى 2011 لكن رغم ذلك بقيت هذه المواجهة تحتفظ برونق خاص من جهة كونها تجمع النادي الأكثر تتويجاً بالألقاب بالنادي الأكثر جماهيرية ولأنها أيضاً تحمل بطيّاتها ذكريات كثيرة من جهة أخرى. 

النتيجة الأكبر:

 من يتابع نتائج دورتموند بالستينيات والسبعينيات من القرن الماضي يعرف أن ذات الفريق الذي كان ينافس أوروبياً كان يتلقَ أحياناً هزائم غريبة بالدوري من بينها سقوطه بنتيجة 11-1 عام 1971 وهي النتيجة الأكبر بتاريخ مباريات بايرن بالبوندسليغا.

 حقبة هيتسفيلد “الأولى”:

 استمر دورتموند بالتذبذب من حيث النتائج حتى قدوم المدرب التاريخي أوتمار هيتسفيلد الذي تسلم الفريق مطلع التسعينيات وفي موسمي 1994\1995 و1995\1996 توّج دورتموند بلقبي دوري متتاليين وقمع بايرن وحرمه من المنافسة حين فاز عليه بـ4 مباريات متتالية بالدوري كانت سبباً أساسياً بالتتويج وبالموسم التالي وعوضاً عن أن يسعى بايرن لتحقيق لقبه الأول بدوري الأبطال منذ 21 عام خطف دورتموند مقعد التأهل للبطولة كونه بطل الدوري وتوّج بها بعد فوزه على يوفنتوس بالنهائي بقلب ميونيخ وأمام عيون الجماهير البافارية.

 ماتيوس يشعلها:

 بلقاء الفريقين بالدوري عام 1997 أشعل قائد بايرن لوتار ماتيوس نيران الحرب حين اصطدم بزميله بالمنتخب أندرياس مولر وهنا سخر ماتيوس من لاعب دورتموند حين اتهمه بالبكاء كالأطفال واضعاً يديه على وجهه ليأتي الرد عنيفاً من مولر ويشتعل الملعب بمعركة جديدة بين الألمان.

 الانتقال لأوروبا:

 بعد أن كان كايزرسلاوترن يسير بطريق مفتوح نحو لقب الدوري عام 1998 كان على بايرن ودورتموند تصفية حساباتهما أوروبياً من خلال ربع نهائي دوري الأبطال وبعد التعادل ذهاباً وإياباً بدون أهداف سجل تشابويسات هدف التأهل لدورتموند بالوقت الإضافي ليقضي الفيستفالي على آمال البافاري أوروبياً للموسم الثاني على التوالي.

 كان الوحش:

 مثّلت شخصية أوليفر كان العنيفة أحد أهم أسباب اشتعال العداوة بأواخر التسعينيات فبلقاء بين الفريقين بالدوري موسم 1998\1999 تقدم دورتموند المنقوص بهدفين نظيفين وهنا لعب كان دوراً مجنوناً بتحفيز فريقه حتى أنه كاد أن يركل تشابويسات لكن لسوء الحظ أخطأت قدم الحارس الطريق قبل أن يعض أذن هيرليش بلقطة لم يراها الحكم لينجح بعدها البافاري بالعودة للتعادل في لقاء أُثار الكثير من الحبر بسبب سلوك حارس بايرن.

 عهد هيتسفيلد الثاني:

 بعد انتقاله من تدريب دورتموند لبايرن خلق هيتسفيلد فترة ذهبية بفوزه بثلاثة ألقاب متتالية بالدوري ما بين 1999 و2001 لكن الجولة 28 من موسم 2000\2001 شهدت المباراة الأكثر حصداً للإنذارات بتاريخ البوندسليغا على الإطلاق حين اضطر الحكم لإشهار 13 بطاقة بوجه لاعبي بايرن ودورتموند، بالموسم التالي أوقف دورتموند هيمنة بايرن وفاز باللقب بفارق نقطة عن ليفركوزن ونقطتين عن البافاري.

 أخلاق الألمان:

بالفترة التالية خف وهج الصدامات بين الغريمين لكن ظهر المعدن الألماني الحقيقي حين ديّنت إدارة بايرن مبلغ مليوني يورو لإدارة الخصم من أجل منع هبوطه للدرجة الثانية بسبب مشاكل بنكية بوقت كاد النادي فيه أن يعلن إفلاسه وهو ما ساهم بتقليل التوتر بين الناديين بشكل مؤقت.

 كلوب يعيد التوتر:

 في موسمي 2010\2011 و2011\2012 أعاد كلوب دورتموند للمسار الصحيح وحرم بايرن من التتويج بأي بطولة خاصة بالموسم الثاني الذي شهد على انتصارين للفيستفالي خلال فترة شهر واحد بالدوري بلقاء أضاع فيه روبن ركلة جزاء والثاني بنهائي الكاس الذي شهد فوز دورتموند بخمسة أهداف لهدفين.

 موسم الثلاثية:

 صدمة دورتموند أثرت كثيراً بالبافاري الذي انطلق بالموسم التالي لحصد الأخضر واليابس فالتقى الفريقان بنهائي دوري أبطال أوروبا وهي المواجهة التي انتقم فيها روبن لنفسه وسجل هدف الفوز بالوقت القاتل بعد أن كان أيضاً قد أقصى دورتموند من الكاس بهدف من توقيعه.

 انتقال غوتزة:

 أشعل انتقال ماريو غوتزة من دورتموند لبايرن فتيل الحرب من جديد بسبب قيام إدارة البافاري بدفع الشرط الجزائي دون التفاوض مع إدارة الخصم وبأول كلاسيكير لغوتزة نجح اللاعب بتسجيل هدف التقدم بآخر نصف ساعة قبل أن يفوز فريقه بثلاثية جعلت من غوتزينيو العدو الأول بالنسبة لجمهور دورتموند.

 عهد غوارديولا:

 بعهد بيب تنوعت النتائج لكن بقيت العدائية بالقمة ففاز دورتموند بركلات الترجيح على بايرن بنصف نهائي الكأس موسم 2014\2015 كما حرمه مرتين من لقب السوبر لكنه خسر بنهائي الكاس مرتين من بايرن وابتعد عن المنافسة بالدوري.

 أما مع أنشيلوتي وبعد فوز الإيطالي باللقاء الأول رد توخيل الصاع وانتصر بالمباراة الثانية محققاً فوزه الأول كمدرب لدورتموند على بايرن ومساء السبت سنعرف من منهما سيحقق الأفضلية على الآخر بانتظار كلاسيكير قريب أيضاً بنصف نهائي الكاس قبل نهاية هذا الشهر.

المصدر: يوروسبورت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى