من مدينة دورتموند الألمانية إلى مدينة باستيا الفرنسية مرورا بباريس، تنقل العنف الذي يستهدف لعبة كرة القدم ويهدف إلى تشويه متنفس الناس في ظل بحر الدماء الذين يغرق فيه العالم من أقصاه إلى أقصاه.
البداية كانت الثلاثاء الماضي، بعدما استهدفت ثلاثة انفجارات حافلة فريق دورتموند التي كانت في طريقها من الفندق إلى ملعب النادي الألماني استعدادا لمباراته مع موناكو بربع نهائي أبطال أوروبا، مما أدى إلى إصابة المدافع الإسباني مارك بارترا وشرطي وإرجاء المباراة إلى اليوم التالي.
وأعلن المحققون الألمان توقيف مشتبه به وأن التحقيق يبحث في فرضية “رابط إرهابي”.
هذه التفجيرات ألقت بظلالها على نهائي المسابقة القارية الأم، ودفعت الشرطة في مدينة كارديف عاصمة ويلز إلى إعلان تقييد حركة السيارات في بعض أنحاء المدينة لدى استضافتها نهائي دوري الأبطال في الثالث من يونيو/حزيران.
وبعدها بيومين كان دور جماهير الكرة ليفسدوا اللعبة الشعبية الأولى في العالم، إذ ألقت الشرطة الفرنسية القبض على 12 شخصا إثر الاشتباكات وأعمال الفوضى التي أثيرت على هامش مباراة ليون وبشكتاش التركي الخميس الماضي في ذهاب دور الثمانية لمسابقة الدوري الأوروبي.
ونقل شخصان إلى المستشفى للعلاج من جروح طفيفة، في حين أجريت الإسعافات لعدد من المشجعين في موقع الأحداث.
وكان مئات المشجعين اجتاحوا الملعب عقب انتهاء المباراة هربا من الألعاب النارية والمقذوفات التي ألقاها أنصار الفريق التركي على مشجعي الفريق الفرنسي الذي فاز بالمباراة 2-1، علما بأن مباراة الإياب ستقام الخميس المقبل في إسطنبول.
ويُنتظر أن يفرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عقوبات نتيجة هذه الاشتباكات.
ويعتقد أن عدد المشجعين الأتراك الذين حضروا إلى ليون تراوح بين 15 ألف وعشرين ألف مشجع، بينما بلغ عدد أفراد الشرطة المكلفين بتأمين المباراة 750.
وفي فرنسا أيضا، أعلنت الرابطة الفرنسية لكرة القدم إلغاء مباراة باستيا وليون بنهاية الشوط الأول من مباراة الأحد في المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري الفرنسي، بسبب شغب الجماهير.
وكانت مجموعة من مشجعي باستيا اعتدت على لاعبي ليون خلال فترة الإحماء قبل المباراة، وهو ما أدى إلى تأخير انطلاقها قرابة ساعة كاملة.
غير أن حارس ليون أنتوني لوبيز تعرض للإهانة من جانب الجماهير بعد انتهاء الشوط الأول لدى توجه لاعبي الفريق إلى غرف الملابس، حسبما ذكر النادي في تغريدة له على موقع تويتر.
وبعد هذا السلوك من جانب عدد من المشجعين بملعب أرمند سيزار الذي استضاف المباراة، طالبت الرابطة الفرنسية لكرة القدم من فريق باستيا ضمان اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية بحرمان الأشخاص المسؤولين عن تلك الحوادث من حضور المباريات، إضافة إلى اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لتأمين المباريات التي تقام على ملعبهم.
وستنظر لجنة التأديب بالرابطة الفرنسية لكرة القدم الخميس المقبل في الملف المتعلق بالحوادث التي شهدتها المباراة.