يجمع خبراء التحكيم في عالم المستديرة الساحرة على عدم توفيق طاقم الحكام الهنغاري بقيادة فيكتور كاساي في إدارة موقعة ريال مدريد وبايرن ميونيخ في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي انتهت بفوز الملكي 4-2 وتأهله بنتيجة مجموع المباراتين (6-3) إلى المربع الذهبي.
ورغم أن كاساي (41 عاما) مصنف دوليا منذ 2003 وأدار نهائي دوري الأبطال عام 2011 بين برشلونة ومانشستر يونايتد (3-1) فإنه ارتكب أخطاء تحكيمية قتلت إحدى أفضل المباريات في تاريخ المسابقة القارية الأم.
ووقع الحكم الهنغاري في أخطاء غيّرت مسار المباراة في أوقات صعبة للفريقين، ويشير حكام دوليون سابقون – كخبير التحكيم في قناة “بي إن” جمال الشريف وآخرين تحدثوا لوسائل الإعلام الإسبانية- إلى بعض هذه الأخطاء:
– تسلل خاطئ احتسبه على المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي عندما كان يتجه نحو الانفراد بحارس الريال كيلور نافاس
– هدف البايرن الثاني الذي سجله قائد الملكي سيرجيو راموس خطأ في مرماه، إذ كان ليفاندوفسكي -الذي كان مشاركا باللعبة- في موقع تسلل بعد تمريرة من زميله توماس مولر.
– طرد لاعب خط وسط البافاري أرتور فيدال بعد تلقيه البطاقة الصفراء الثانية بالدقيقة الـ 85 بعدما كان البايرن متقدما 2-1، وهو ما قال عنه مدربه كارلو أنشيلوتي إنه غير صحيح، وأظهرت الإعادة أن فيدال لعب على الكرة.
– عدم طرد البرازيلي كاسميرو لاعب الريال الذي كان يملك بطاقة صفراء وتدخل بقوة أكثر من مرة على لاعبي البافاري، ولكن الحكم لم يشهر البطاقة الصفراء الثانية في وجهه.
– هدف البرتغالي كريستيانو رونالدو الثاني والذي ضمن عمليا التأهل للريال، كان الدون في موقع المتسلل لحظة تمرير الكرة من راموس.
– هدف رونالدو الثالث جاء أيضا من حالة تسلل بعد تمريرة من البرازيلي مارسيلو.
هذه الأخطاء التحكيمية دفعت بعض لاعبي بايرن ميونيخ (كتياغو ألكنتارا وليفاندوفسكي وفيدال) للذهاب لغرفة ملابس الحكم كاساي وشرح وجهة نظرهم، والحديث عن الأخطاء.
وأكثر من ذلك، ألقى أنشيلوتي باللوم على كاساي في خسارة فريقه واعتبره السبب الرئيسي في الخروج من البطولة، وتابع أن الحكم ارتكب العديد من الأخطاء التحكيمية في أوقات مهمة كانوا مسيطرين فيها على مجريات اللقاء، لكن طرد فيدال غير الصحيح منح الريال فرصة الفوز.
وأضاف “هدف رونالدو الثاني من تسلل واضح.. يجب تعيين حكام مستواهم أفضل من هذا خلال هذا الدور، أو أن يطبق الاستعانة بتقنيات الفيديو (الإعادة التلفزيونية)”.
أما نجم منتخب تشيلي فكان أكثر حدة ووجه كلمات قاسية لكاساي. وقال -عقب المباراة- إنه “عندما تقدمنا بنتيجة المباراة 2-1، بدأ الحكم في القيام باستعراضه الخاص، وعندما أصبحنا أقل عددا زادت الأمور صعوبة، الفارق كان كبيرا، هذه السرقة لا يمكن أن تحدث في دوري الأبطال”.
وأشار فيدال -الذي طرد قبل نهاية المباراة بخمس دقائق- إلى أن خروجه من الملعب لم يكن عادلا، كما انتقد “تسجيل ريال مدريد هدفين من تسلل في الوقت الإضافي”.
وختم لاعب النادي البافاري أنه “عندما يلعب فريقان من الفئة الأولى لا يمكن أن يقوم الحكم بدور المهرج ليقدم عرضا في المباراة ويمنح الأفضلية للريال”.
وهي ليست المرة الأولى التي تتصاعد فيها الاحتجاجات حول أداء الحكام بالبطولات الأوروبية، إذ رفع باريس سان جيرمان احتجاجا رسميا للاتحاد الأوروبي للعبة بحق الألماني دنيس أيتكين الذي أدار مباراة إياب ثمن النهائي لأبطال أوروبا أمام برشلونة والمتهم بارتكاب أخطاء أثرت في النتيجة النهائية.
واستعان سان جيرمان بعدد من الخبراء -بينهم حكام دوليون سابقون- لمراجعة أداء الحكم الألماني، وخلص هؤلاء إلى إدانة أيتكين. وفصل الفريق الباريسي الحديث بشأن ثمانية أخطاء ارتكبها الحكم، بينها ثلاثة قرارات متعلقة بضربات جزاء.