دراسة حديثة: الاختبارات الجينية قد تساعد على جعل مميعات الدم أكثر أماناً

توصلت دراسة حديثة إلى أن الاختبارات الجينية قد تحسن من أمان استخدام مميع الدم الوارفارين.

والوارفارين هو دواء شائع، غالباً ما يوصف للوقاية من الجلطات الدموية المميتة عند الأشخاص من ذوي الخطورة العالية. إلا أنه وبحسب الباحثين، يمكن لجينات الشخص أن تؤثر في كيفية تعامل جسمه مع الورافارين. إذ إن الجرعات الضئيلة من الوارفارين لا تقي من الإصابة بالجلطات الدموية، في حين أن الجرعات العالية منه قد تؤدي إلى الإصابة بالنزوف الداخلية.

يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور بريان غاج، الأستاذ بكلية الطب بجامعة واشنطن الأمريكية: “يُستخدم الوارفارين على نطاق واسع كمضاد تخثر، إلا أنه قد يُسبب بعض الاختلاطات الخطيرة. وتشير السجلات الطبية إلى أن آلاف المرضى الذين يتناولون الوارفارين ينتهي المطاف بهم في أقسام الطوارئ بسبب نزف داخلي ناجم عن الدواء. إلا أننا وعلى الرغم من ذلك نستمر في وصفه للمرضى بسبب فعاليته العالية في الوقاية من الجلطات الدموية، وإمكانية عكس مفعوله بسرعة، وتكلفته المنخفضة.”

وقد وجد الباحثون بأنه من الممكن جعل استخدام الوارفارين أكثر أماناً من خلال تحري بعض الضروب الجينية gene variants في جينات محددة.

وبحسب الباحثين، فإن ضُروب أحد الجينات تؤثر في استهلاك الفيتامين ك (الضروري لتخثر الدم). في حين أن ضُروب جينة أخرى تؤثر في حساسية الجسم تجاه الوارفارين. وضروب جينة ثالثة تؤثر في استقلاب الوارفارين في الكبد، مما قد يؤدي إلى أعراض فرط جرعة فيما لو لم تعدل الجرعة بسرعة.

اشتملت الدراسة على حوالي 1600 شخص تبلغ أعمارهم 65 سنة وأكثر، ويواجهون خطر الجلطات الدموية بعد إجراء جراحة استبدال مفصل الركبة. جرى توزيع المشاركين في مجموعتين بشكل عشوائي، جرى وصف جرعات الوارفارين لأفراد المجموعة الأولى بناءً على العوامل السريرية المعيارية، مثل العمر والوزن والطول، في حين جرى وصف جرعات الورافارين لأفراد المجموعة الثانية بناءً على تلك العوامل بالإضافة إلى نتائج التحليل الجيني.

وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن نسبة الاختلاطات غير المرغوبة عند أفراد المجموعة الأولى بلغت 15 في المائة، في حين بلغت نسبة الاختلاطات غير المرغوبة 11 في المائة عند أفراد المجموعة الثانية.

يقول غاج: “بالإضافة إلى الضروب الثلاثة التي جرى تناولها في هذه الدراسة، هناك ضروب جينية أخرى يمكن أن تساعد على ضبط جرعة الوارفارين، نأمل في المستقبل أن نتعرف إليها جميعاً.”

إلا أن التكلفة المادية للاختبار الجيني قد تكون عائقاً في بعض الأحيان، ورغم ذلك يشير غاج إلى أن تلك التكلفة تأخذ بالتناقص شيئاً فشيئاً، وهي حالياً تبلغ حوالي 200 دولار في الولايات المتحدة الأمريكية.

جرى نشر نتائج الدراسة في السادس والعشرين من شهر سبتمبر الحالي في مجلة الرابطة الأمريكية

 

البث المباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى