نشرت منصة التواصل الإجتماعي فيس بوك تحديثاً جديداً فيما يخص جهودها لحماية الانتخابات الاتحادية الألمانية لعام 2017، وأوضحت انها قامت في الفترة التي تسبق الانتخابات بإزالة عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية في ألمانيا، وذلك ضمن جهودها لمكافحة الأخبار الوهمية خلال الانتخابات في ألمانيا.
وقال ريتشارد ألان نائب رئيس فيس بوك للسياسة العامة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أن الشركة التي تتخذ من وادي السيليكون مقرا لهاً بذلت مجموعة من الجهود لضمان عدم استعمال شبكة التواصل الاجتماعي كمنصة للتلاعب بالرأي العام، وأن حماية سلامة منصتنا خلال الانتخابات هو أولوية كبيرة لنا وشيء نلتزم به خاصة في مواجهة التدخلات المعادية والمنسقة.
وأضاف المسؤول التنفيذي في الشركة عبر بيان “ان هذه الاجراءات لم تزيل المعلومات الخاطئة تماماً في هذه الانتخابات لكنها جعلت من الصعب نشرها وظهورها بين الأخبار الشعبية، كما أن البقاء في انتظار أولئك الذين يحاولون إساءة استعمال خدمتنا هو جهد مستمر بقيادة فرق الأمن والسلامة لدينا”.
ويأتي الخبر بعد مرور ستة أيام على ظهور مارك زوكربيرج مؤسس المنصة عبر فيديو بث مباشر بالدفاع عن منصته ونشر خطة لتحديد كيفية مكافحة الشركة لانتشار الأخبار الوهمية، وتأتي هذه الشفافية بعدما كشفت التحقيقات أن الحكومة الروسية قد تدخلت بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 من خلال تلاعبها بالشبكات الإجتماعية.
وأوضحت فيس بوك وجود عدد من المبادرات التي تعهدت من خلالها الشبكة الإجتماعية بمراقبة المنشورات المتعلقة بالانتخابات في ألمانيا ضمن منصتها، حيث أدت عمليات بحث الشركة عن أنماط مشبوهة من النشاط إلى إزالة أكثر من 20 ألف حساب وهمي، كما اختبرت ميزة المقالات ذات الصلة، والتي توفر وجهات نظر مختلفة حول القضايا التي أثارتها الأخبار التي نشرها المستخدمين.
وتستعمل منصة فيس بوك أيضاً تقنيات تعلم الآلة للتقليل من عدد النقرات والرسائل غير المرغوب بها من الوصول إلى تغذية أخبار المستخدمين، والتي تعتبر الميزة المركزية فيما يخص الحسابات الشخصية للمستخدمين والتي تسمح لهم بالاطلاع على التحديثات الواردة من الأشخاص الذين يتابعونهم.
وعمدت المنصة إلى إزالة الحسابات المزورة عندما لاحظت نشاطاً مشبوهاً عقب تدخلات أجنبية واسعة الانتشار في الانتخابات الرئاسية الفرنسية والأمريكية خلال العام الماضي، وعملت بشكل وثيق مع السلطات، بما في ذلك المكتب الاتحادي لأمن المعلومات، من أجل رصد التهديدات الأمنية خلال الحملة والسعي إلى تشجيع المشاركة المدنية والجهود المتعلقة بتوعية الناخبين.
من جانب آخر هددت روسيا عبر وكالة الاتصالات الروسية بإمكانية حجب منصة التواصل الإجتماعي فيس بوك في البلاد ومنع الوصول إليها إذا رفضت الشركة تخزين بياناتها محلياً، وذلك في أحدث محاولة للسيطرة على كيفية استعمال المواطنين الروس للإنترنت، وقال الكسندر زاروف رئيس وكالة الاتصالات الفيدرالية لوكالة الانباء الروسية يوم أمس الثلاثاء انهم سوف يعملون على “جعل فيس بوك تمتثل للقانون” بشأن البيانات الشخصية التى تلزم الشركات الاجنبية بتخزينها فى روسيا.
وقد انتقد النقاد القانون الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2015، وتحدثوا حول احتمال إمكانية وصول وكالات الاستخبارات الروسية إلى تلك البيانات، وقال زاروف ان الحكومة الروسية تتفهم ان فيس بوك خدمة فريدة الا انه قال ان الحكومة الروسية لن تقدم استثناءات وسوف تضطر الى منعها المنصة من العمل في روسيا خلال العام المقبل اذا لم تمتثل للقوانين المتعلقة بتخزين بيانات المستخدمين داخل روسيا.
وعمدت الحكومة الروسية في العام الماضي إلى حظر الوصول إلى الشبكة الإجتماعية التي تركز على الأعمال لينكيدإن LinkedIn بعدما حكمت المحكمة أن الشبكة انتهكت قانون تخزين البيانات، حيث لا يمكن الوصول إلى شبكة LinkedIn في روسيا إلا من خلال الالتفاف على الشبكة المحلية واستعمال خوادم وكيلة.
وحظر البرلمان الروسي في شهر يوليو/تموز إمكانية استعمال الشبكات الخاصة الافتراضية VPN وغيرها من خدمات وكيل الإنترنت فيما اعتبر أحدث خطوة للقضاء على حرية الإنترنت، واعتمد البرلمان في حظره على مخاوف بشأن انتشار المواد المتطرفة، ويستعمل الروس الشبكات الخاصة الافتراضية VPN من أجل الوصول إلى المحتوى المحظور مثل لينكيدإن عن طريق توجيه الاتصالات عبر خوادم خارج البلاد.
وجرى تطبيق القانون الذي يجبر الشركات على تخزين البيانات الشخصية عن المواطنين الروس في روسيا بشكل انتقائي منذ دخوله حيز التنفيذ قبل عامين، وقد اعتبر على نطاق واسع محاولة من الكرملين لتوسيع السيطرة على شبكة الانترنت، وحث ناشطو حرية الإنترنت الروس شركات التكنولوجيا الدولية على رفض دعوات الحكومة لمنحهم إمكانية الوصول إلى البيانات الشخصية، قائلين ان هذا من شأنه أن يقوض الأمن السيبراني لملايين المستخدمين الروس.
تجدر الإشارة إلى امتثال العديد من الشركات الأجنبية لقانون تخزين البيانات الشخصية للمستخدمين الروس أو العملاء على خوادم موجودة فعلياً في البلاد مثل شركة Alibaba وAliExpress وآبل وBooking.com وجوجل وتويتر وأوبر وeBay، حيث قامت تلك الشركات بنقل بيانات المستخدمين من مراكز البيانات الأجنبية إلى روسيا أو اعلنت عن مشاريع جارية للقيام بذلك.