توصلت دراسة حديثة إلى أن حالات إنتان الدم sepsis تكون أكثر شيوعاً بين المدخنين الذين يعانون من البدانة ولا يمارسون ما يكفي من النشاطات الرياضية.
وإنتان الدم sepsis هو حالة مرضية مهددة للحياة تنجم عن استجابة الجسم تجاه عدوى بكتيرية في نسج وأعضاء الجسم ومن ثم انتقال العدوى إلى الدم. ويواجه المرضى المصابون بإنتان الدم زيادةً في خطر الوفاة بنسبة 20 في المائة. وتشير الإحصائيات إلى أن تجرثم الدم مسؤول عن 6 ملايين حالة وفاة سنوياً حول العالم.
قام الباحثون بمراجعة سجلات حوالي 2000 مريض نرويجي أُصيبوا بتجرثم الدم. وقد أظهرت النتائج بأن التدخين والبدانة المفرطة وقلة النشاطات الجسدية كانت عوامل رئيسية لزيادة خطر تجرثم الدم. حيث إن الأشخاص الذين تجتمع لديهم العوامل الثلاثة السابقة يواجهون خطراً أكبر بخمسة أضعاف للإصابة بتجرثم الدم.
وقد قصد الباحثون بالبدانة المفرطة زيادة مؤشر كتلة الجسم عن 35. ويقيس مؤشر كتلة الجسم مدى بدانة الشخص عن طريق حساب وزنه وطوله. تُعد القيم التي تتراوح بين 19-25 مؤشراً على وزن طبيعي، أما القيم التي تتراوح بين 26-30 فتشير إلى زيادة الوزن، وتشير القيم التي تزيد عن 30 إلى البدانة، وتشير القيم التي تقل عن 19 إلى انخفاض الوزن.
وبحسب الباحثين، فإن البدانة بمفردها (قيمة مؤشر كتلة الجسم تتراوح بين 30-35) تزيد من خطر إنتان الدم بنسبة 30 في المائة. أما تجاوز مؤشر كتلة الجسم للقيمة 40 فيزيد من خطر إنتان الدم بنسبة 300 في المائة (ثلاثة أضعاف)، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص من ذوي الوزن الطبيعي.
أما التدخين بمفرده فيرتبط مع زيادة خطر إنتان الدم بنسبة 50 في المائة، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص غير المدخنين.
أما الخمول الجسدي بمفرده فيرتبط مع زيادة خطر إنتان الدم بنسبة 200 في المائة، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين يمارسون النشاطات الرياضية المجهدة بمعدل ساعة واحدة أسبوعياً على الأقل.
كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن البدانة ترتبط بزيادة خطر الوفاة بسبب إنتان الدم. حيث إن مرضى تجرثم الدم الذين تزيد قيمة مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 40 يواجهون خطراً أعلى للوفاة بنسبة ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع المرضى من ذوي الوزن الطبيعي.
من الجدير ذكره بأن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين العوامل الثلاثة تلك وزيادة خطر الإصابة بإنتان الدم أو الوفاة بسببه، وإنما هو مجرد ارتباط يحتاج تفسيره لإجراء المزيد من الدراسات.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في المجلة الدولية لوبائيات الصحة International Journal of Epidemilogy.