طبيب يدعي اكتشاف علاج مرض مميت يهدد الملايين

ادّعى طبيب أنّ خطته العلاجية لحالات الإنتان نجحت بشفاء 149 مريضًا من أصل 150 أشرف على مراقبتهم. وبدأ بعض الأطباء بتجربة هذه الطريقة، ويطالب آخرون بإجراء أبحاث سريرية منضبطة للتأكد من صحة الخبر.

عندما يدّعي طبيب أنه وجد علاجًا فعّالاً لأحد أهم أسباب الوفيّات في المستشفيات، سيلفت ذلك انتباه كثير من الناس. وادّعى طبيب في كليّة فيرجينيا الشرقية للطب البشري في نورفولك في فيرجينيا أنه وصل إلى خطة علاج محسَّنة لحالات الإنتان.

والإنتان، الذي كان يعرف سابقًا بتسمم الدم، هو استجابة الجسم للأخماج «وهي الأمراض التي تسببها الميكروبات كالجراثيم والفيروسات.» ويسبب الإنتان حالة التهابية معمّمة في الجسم ويؤدّي في الحالات الشديدة إلى تضرّر الأنسجة، أو فشل الأعضاء «توقفها عن العمل»، أو حتى الوفاة.

ويترافق الإنتان غالبًا مع أخماج الرئة أو السبيل البولي أو الجلد أو الجهاز الهضمي. ويزداد خطر الإصابة بالإنتان عند المرضى الذين تجاوزت أعمارهم 65 عامًا، وعند الأطفال حديثي الولادة، أو عند المرضى المصابين بأمراض مزمنة «طويلة المدة.» ويصعب توقع الإصابة بهذه الحالة وتشخيصها وتزداد الصعوبة في علاجها، وتؤدي إلى وفاة 300 ألف شخص سنويًّا.

يكتشف الأطباء حالة الإنتان بعد انتباههم لعدد من الأعراض وظهور الخمج في الفحص المخبري. وتركّز خطط العلاج الحاليةّ على دعم الأعضاء الحيويّة في الجسم ومنع هبوط ضغط الدم. لكن نسبة نجاح هذه الطرائق في غرف العناية المشدّدة منخفضة، ولا يتجاوز عدد الناجين من الإنتان 50% من المصابين. لذا فإنّ ادعاء وجود علاج ينقذ 99% من المرضى المصابين بالإنتان سيخطف الأنظار وإن كانت الشكوك ضده كثيرة.

الحل المفترض للإنتان

شكّك أطباء من المجتمع الطبي ادعاء باول ماوريك عن العلاج السحري، بسب أهمية الخبر وقوة تأثيره إعلاميًّا،. وعلى الرغم من سمعة ماوريك الجيدة كطبيب للعناية المشددة، فإن تأكيده شفاء 149 مريضاً من 150 يبدو صعب التصديق حتى بين بعض أقرانه.

تتضمن خطّة ماوريك العلاجية إعطاء الستيروئيدات القشرية والفيتامين ج والفيتامين ب وبعض السوائل الأخرى مع مراعاة الدقة الطبية كي يتعافى المرضى المصابين بالإنتان. وقال روبيرت كليف المفوّض السابق لإدارة الدواء والغذاء في الولايات المتحدة للإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة «من المتوقع ألا تنجح الخطة، لكن بعض الأمور تنجح بين الفينة والأخرى على غير المتوقع.»

يشكّك كليف بخطة ماوريك العلاجية لأنها تفترض النتائج بناء على دليل الملاحظة فقط. ويصرّ كليف وأطباء آخرون على ضرورة إجراء أبحاث سريرية عشوائية منضبطة وموضوعية «لنحصل على أدلة تجريبية غير منحازة». وكما يقول الكوميدي جون أوليفر فإنه من السهل تهويل نتائج الأبحاث العلمية دون التحليل والشواهد الملائمة.

وبينما يرى كليف ومشككون آخرون سهولة فحص ادعاء ماوريك، فإن للمشكلة أبعادًا أخرى. إذ لن تتشجع الشركات الدوائية على دعم البحث مادّيا لإنّ الطريقة الجديدة لا تحتوي على أدوية نوعيّة. ويستغرق معهد الصحة الوطني تسعة أشهر لمراجعة اقتراحات الأبحاث قبل دعمها من خزينته المتواضعة. ويستغرق إجراء البحث سنتين على الأقل، لذا لن ينتظر بعض الأطباء ظهور النتائج النهائية قبل تجريب هذه الطريقة.

لم يصف أحد نتائج بحث ماوريك بأنها معلومات مضللة، لكن أهمية الأبحاث التي توثقها الدراسات المقارنة تزداديومًا بعد يوم. ومع ذلك، فإنّ النتائج مبشّرة، وإذا اجتازت الخطة العلاجية إجراءات التوثيق فإنها ستحفظ حياة مئات الآلاف من المرضى سنويًّا.

[youtube height=”480″ width=”853″ align=”none”]https://www.youtube.com/watch?v=6NdLnHbLZMU[/youtube]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى