تمكن برشلونة من معاقبة إشبيلية ومدربه سامباولي وأنهى المباراة على الورق منذ الشوط الأول بعد أداء كارثي من الضيوف وخيالي من ثلاثي الـmsn الذي بدا سعيداً بالتوليفة الجديدة التي وضعها إنريكي.
حل برشلونة مشكلة غياب الجهة اليمنى هجومياً من خلال إعطاء سيرجي روبيرتو دوراً فعلياً كجناح وليس كلاعب وسط على الجهة اليمنى حيث تولى راكيتيتش وإنييستا مسؤولية حماية الوسط مستغلين كثرة اعتماد إشبيلية على سمير نصري والمحور من أجل بناء اللعب.
ببداية اللقاء اعتمد برشلونة على الفارق الواضح بالسرعة بين ثلاثي هجوم المضيف ودفاع الخصم وبالتالي بات الفريق يعتمد على استغلال الانطلاقات من دون كرة ومن ثم تقديم البينيات الطويلة بعد أن يكون اللاعب قد تجاوز خصمه بنجاح مما سمح للبلاوغرانا بفرض خطورة استثنائية.
إشبيلية لم يلعب للدفاع وأظهر عيب برشلونة بسوء تنفيذ أسلوب دفاع المنطقة حيث كان المدافعون متباعدون عن بعضهم البعض مما كان يساعد إشبيلية على الاختراق فكل تفوق على لاعب يعني الانفراد تقريباً بالحارس فتباعد المدافعين كان يعني استحالة تغطية لاعب خلف زميله لكن رغم هذا لم يتمكن إشبيلية من التسجيل وأضاع نزونزي لقطة يُسأل عنها كثيراً ثلاثي الوسط عن سبب ابتعادهم عن اللاعب.
مشكلة إشبيلية باتت بتكرار ذات الأسلوب وذات المفاتيح وحتى ذات المشاكل فمرة أخرى حين يتقدم الفريق للأمام يترك لاعبين بطيئين للدفاع أمام المرتدات وأمام ثلاثي مثل الـ”msn” كان من الاستحالة أن تتمكن من مقاومة الشهية التهديفية في حين رحب برشلونة بخطأ سامباولي بالمبالغة بالتقدم فعاد الفريق للتحصين بالخلف وانتظر التقدم بهجمات تُظهر الفارق الواضح بالسرعة بين الطرفين لينتهي الشوط الأول على عقوبة كبيرة بثلاثية.
في الثاني حاول برشلونة اقتصاد الجهد قدر الإمكان ومع عودة اللاعبين لإظهار التماسك بالمناطق الخلفية بدا برشلونة بصورة أفضل دفاعياً خاصة من حيث الانتشار كما بات يهاجم الفريق بحوالي 4-5 لاعبين فقط وبإيقاع بطيء باغلب الأوقات.
إشبيلية انتعش بعد مشاركة سارابيا لكن استمرار الاعتماد على العمق المغلق لم يكُن خياراً جيداً لسامباولي ورغم التفوق الواضح من حيث الاستحواذ والخطورة إلا أن إشبيلية لم ينجح بهز شباك برشلونة وهو ما يٌحسب أيضاً لخط الدفاع الكاتالوني.
إنريكي أخيراً حل المشكلة:
طوال الوقت الذي كان فيه المدرب يعتمد على ميسي كجناح كنا نرى ضفعاً عددياً على الجهة اليمنى بسبب انتقال ميسي الدائم للعمق واليوم قرر المدرب أخيراً التدخل لحل هذه المشكلة وإيجاد مكان لميسي بالعمق خلف سواريز ليتحرر روبيرتو من أدواره الدفاعية ويصبح واحداً من ثلاثي المقدمة على الورق وهنا أُعيدت الحياة لهذه الجهة حيث تحرر راكيتيتش من مهامه الهجومية بالعمق وبدأ بالانتقال للجبهة اليمنى ليشكل ثنائياً مهماً مع روبيرتو حيث تناوب الاثنين على الانلطاق نحو العمق بصورة حيّرت مدافعي إشبيلية.
سامباولي أين أنت؟
بموسمه الأوروبي الأول يبدو أن المدرب الأرجنتيني لم يعتاد بعد على الفارق بالعمل بين الأندية والمنتخبات حيث عليك أن تجد الحلول والتغييرات لتسعة أسابيع وبكل أسبوع لذا بتنا نشاهد إشبيلية بصورة مكررة بالجولات الماضية من خلال استمرار الاعتماد على تحضير الكرة بالعمق وانكشاف بطء الدفاع من دون أي تصحيح للمشكلة.
أمام تركيز برشلونة على تغطية العمق وفق طريقة 4-1-2-1-3 كان لابد لسامباولي أن يفكر باستغلال المساحات الموجودة خلف الأجنحة وترك الوسط المشبع باللاعبين لكنه لم يملك حتى الأسلحة اللازمة للتفكير بهذا الأمر وهو ما يُحسب لإنريكي الذي تفوق على خصمه بقراءة نقاط ضعفه وقوته.
هل ينجح الفريق بالاستمرار بهذا الشكل؟
شاهدنا بالشهرين الأخيرين العديد من التعديلات على الرسم التكتيكي لبرشلونة وها نحن اليوم نجد تعديلاً جديداً مهماً بتحويل ميسي للعمق ورفع روبيرتو لمركز الجناح وفك قيود ميسي والجهة اليمنى من بعضهما البعض لكن هل سينجح هذا الأسلوب أمام الفرق التي تتمتع بقوة كبيرة على الأطراف قادرة على استغلال الفراغات التي ستتخلف خلف روبيرتو ونيمار؟ كما ماذا عن سوء تطبيق دفاع المنطقة؟ يبدو أنه من الأفضل ألا نشاهد هذا الأسلوب إلا أمام الفرق التي تركّز بلعبها على العمق أكثر من الأطراف لكن بكل الأحوال وبحسب مباراة اليوم وُفق إنريكي بخياره هذا.