توصلت دراسة حديثة إلى أنه ليس من الضروري دائماً استئصال المرارة عند مرضى التهاب البنكرياس الناجم عن الحصيات المرارية.
وبحسب الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، فإن التهاب البنكرياس الناجم عن الحصيات المرارية يحدث عندما تعلق واحدة من الحصيات المرارية أو أكثر ضمن إحدى الأقنية البنكرياسية، مما يؤدي إلى إعاقة المفرزات البنكرياسية من الخروج إلى الأمعاء الدقيقة والمساعدة في عملية الهضم. ويؤدي احتجاز هذه المفرزات ضمن البنكرياس إلى التهاب البنكرياس وحدوث ألم فيه.
ويقول الباحثون إن العلاج المعياري لهذه الحالة هو الاستئصال الجراحي للحصيات المرارية في غضون 30 يوماً لمنع نكس الالتهاب.
اشتملت الدراسة على بيانات أكثر من 17 ألف مصاب بالتهاب البنكرياس الناجم عن الحصيات المرارية في الولايات المتحدة الأمريكية. جرى تسجيل جميع تلك الحالات بين العامين 2010 و2013. كان جميع المرضى دون الخامسة والستين من العمر.
وجد الباحثون بأن ما نسبته 78 في المائة من المرضى خضعوا لاستئصال المرارية ضمن الفترة المحددة بثلاثين يوماً من تاريخ دخولهم للمستشفى. وأشارت البيانات إلى أن ما نسبته 10 في المائة من هؤلاء المرضى عادوا إلى المستشفى لاحقاً بسبب التهاب البنكرياس.
كما وجد الباحثون أنه من بين المرضى الذين لم يستأصلوا المرارة في غضون فترة 30 يوم، والبالغ عددهم 3700 مريض، فإن حوالي 1200 مريض خضعوا لعملية استئصال المرارة لديهم في غضون ستة أشهر لاحقة. كما يوجد حوالي 2500 مريض لم يخضعوا لاستئصال المرارة في غضون 30 يوم، واستمروا على ذلك لمدة أربع سنوات بعد تشخيص الإصابة.
وبحسب مُعدي الدراسة، فمن غير المعروف لماذا يتعرض بعض الأشخاص الذين خضعوا لاستئصال المرارة لنكس حالة التهاب البنكرياس، في حين أن بعض المرضى الذين لم يخضعوا لتلك العملية نهائياً لم يعانوا من نكس التهاب البنكرياس.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة سوزان هاتفليس، الأستاذة المساعدة بكلية الطب بجامعة جون هوبكنز الأمريكية: “تشير نتائج الدراسة إلى احتمال وجود طريقة يمكن من خلالها أن نعرف متى يمكن تجنب استئصال المرارة. وإن تطور أدوية جديدة يجعل من الضروري إعادة تقييم الخطط العلاجية المعيارية بهدف تحسين خيارات المرضى”.
ويؤكد الباحثون على أن نتائج هذه الدراسة لا تزال أولية، ولا يمكن رسم استنتاجات أو خيارات علاجية بناءً عليها.