عبد القادر سيلفي – ماذا بعد نجاح التعديلات الدستورية في تركيا؟! (مترجم)

ظهرت نتائج الإستفتاء واستيقظنا على تركيا جديدة في صباح 17 نيسان، وكانت النتيجة لصالح التعديلات الدستورية ولكن نتائج الاستفتاء أعطت دروس مهمة لاستطلاعات الرأي لدى كل من الحكومة والمعارضة.

وقبل كل شيء يجب علينا توضيح ذلك فقد جعل أردوغان المياه تجري بعكس التيار لأن الدعم الشعبي للنظام الرئاسي لم يكن قد ارتفع أبداً من قبل فوق 35 بالمئة حيث قال الرئيس أردوغان “لم تتجاوز هذه النسبة 30 بالمئة أبداً من قبل”.

وعند النظر في نتائج الاستفتاء فإن أردوغان قد كسب الأصوات في الانتخابات الرئاسية حتى أنه قد قال عند ظهور نتائج الاستفتاء “إني أشكر ثقة هذه الأمة بشخصيتي”.

ومن المؤكد أن لنتائج الاستفتاء عواقب سياسية بسبب ظهور توازن جديد ضمن الاستفتاء الحاصل في 16 نيسان فقبل كل شيء يتوجب على حزب العدالة والتنمية أن يضع هذه النتائج أمامه كي يبدأ بالنقد الذاتي لنفسه.

رسائل أردوغان

وعند النظر إلى الخطاب الذي ألقاه أردوغان مع رئيس الوزراء يلدريم من شرفة قصر “هوبير كوشكو” نلاحظ عدم وجود فرحة لنصرٍ كبير وكانت قد ظهرت النتائج حينها ومع هذا لكي لا يتم خفض معنويات الرئيس دعا لمؤتمر صحفي لأول مرة في قصر ” هوبير كشكو ” ولم يكن قد أعد لذلك من قبل ومن بعدها ألقى خطاباً من شرفة القصر حيث أعطى كل من الرئيس ورئيس الوزراء رسائل كي يتم التخفيف من ضغط الدم.

وكان خطاب الرئيس يتوجب قراءة الرسائل الموجودة ما بين السطور في كلماته حيث قال أنه لن يكون هنالك انتخابات مبكرة وسيستمر عمل الحكومة حتى عام 2019.

وهنا أريد العودة إلى ما يحدث وراء الكواليس في حزب العدالة والتنمية حيث أنه تم كسب نتائج الاستفتاء لكنه لم يحدث النصر المتوقع فلم يسفر الاستفتاء عن “نعم” كبيرة كما أنه يتم الحديث عن ضرورة انتقال الرئيس أردوغان إلى قيادة الحزب بعد ظهور هذه النتائج ويقال أيضاً “سيستلم أردوغان رئاسة الحزب ليتم تثبيت الخسائر التي لحقت به وإعادة تحضيره من أجل خوض انتخابات عام 2019 وعلى الرغم من تطرق الرئيس إلى موضوع انتخابات 2019 إلا أنه لم يتحدث عنه بشكلٍ واضح وإذا ما أصرت المعارضة على إجراء انتخابات مبكرة من الممكن أن يتم سحب تقديم موعد الانتخابات من أجل بناء الثقة.

 زعيم المعارضة “كيلتشدارأوغلو”

لم تكن نتائج الانتخابات كما أراد لها الحزب الجمهوري المعارض أن تكون فمع وجود رئيس حزب الشعب الديمقراطي الكردي في السجن أدى ذلك لأن يستلم كيلتشدار أوغلو رئيس الحزب الجمهوري لزعامة الجبهة التي رفضت التعديلات الدستورية فظهور نتيجة 49 بالمئة في الاستفتاء من قبل حزب كان قد وصل إلى البرلمان بنسبة 25 بالمئة كان بفضل كيلتشدار أوغلو.

ومن الضروري أيضاً تقييم أصوات الأكراد الذين شاركوا بخروج نتائج هذا الاستفتاء فقد أخذ الأكراد لهم مكاناً مرة أخرى بجانب أردوغان في فترة حاسمة أيضاً وتذكرنا هذه النتائج مرة أخرى بالمسؤولية التاريخية لحزب العدالة والتنمية بحل النزاعات في القضية الكردية.

وهناك حقيقة أخرى قد أوضحتها لنا نتائج الاستفتاء إن نتائج الاستفتاءات التي تحصل دائما تكون قريبة من بعضها حيث أنه كان قد ظهرت نتائج مماثلة في الاستفتاء الذي حصل من أجل إزالة المحظورات وكان في ذلك الوقت “ديميرال” و “أوزيل ” في التصويت وظهرت النتائج 50.16 بنعم و 49.54 لا.

وظهور نتائج الاستفتاء بـ 51 و 49 هو تصويت على وجود أردوغان فمحبين أردوغان صوتوا بنعم والذي يكرهونه صوتوا بلا.

ومنذ بداية الحملة الإعلانية للاستفتاء كان حزب العدالة والتنمية قد استخدم لغة خاطئة وحيث أنه سيكون من أهم التقييمات التي ستطرح من بعد هذا الاستفتاء هو تقييم هذه اللغة التي استخدمها الحزب وعلى الرغم من كل ذلك قد ربح أردوغان في هذا الاستفتاء واختار الشعب أن يكون بجانب التغييرات الدستورية.

المصدر : حريات ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى