البدانةُ تُضاعِف خطرَ إصابة الأطفال بالسكَّري أربعَ مرَّات

هناك نحو 415 مليون شخصٍ حولَ العالم مصابون بالسكَّري، وهذا ما يُلقِي بأعباء مالية كبيرة على المجتمعات، رغم أنَّه يمكن الوقايةُ من ذلك.

هناك قرابة 13 مليون من الأطفال والمراهقين في أمريكا مصابون بالبدانة؛ وقد أظهرَ بحثٌ جديد أنَّهم قد يكونون أكثرَ عُرضةً بأربعة أضعاف للإصابة بالسكَّري من النوع الثاني، وهم بعمر 25 سنة، بالمقارنة مع أقرانهم من ذوي الوزن الصحِّي. وقد أظهرت دراسةٌ بريطانيَّة كبيرة نتائجَ مشابهةً للمعطياتِ الأمريكيَّة، مثلما قال الباحثون.

قال علي عبَّاسي من كلية الملك بلندن، وهو باحثٌ مشارك في الدراسة البريطانية: “مع الانتشار السريع للبدانة وزيادة الوزن، زادت أعدادُ الأطفال والشباب المصابين بالسكَّري في المملكة المتَّحدة منذ بدايات تسعينيَّات القرن الماضي”.

قام الباحثون بمراجعةِ 375 سِجلًّا من السجلَّاتِ الصحِّية في الممارسة الطبية العامَّة في المملكة المتَّحدة؛ وقارنوا بين حالة الإصابة بالسكَّري ومؤشِّر كتلة الجسم لدى نحو 370 ألف من الأطفال بعمر 2-15 سنة؛ حيث يدلُّ مؤشِّرُ كتلة الجسم على مدى الزيادة في الوزن نسبةً إلى الوزن الصحِّي.

وجدت الدراسةُ أنَّ 654 من أولئك الأطفال شُخِّصَت إصابتُهم بمرض السكَّري من النوع الثاني، و 1319 شُخِّصَت إصابتُهم بمرض السكَّري من النوع الأوَّل بين عامي 1994 و 2013. وكانَ ما يَقرُب من نصف المصابين بالسكَّري من النوع الثاني يعانون من السمنة المفرطَة أو البدانة. ولكن، لم يكن هناك أيُّ ارتباطٍ بين البدانة ومعدَّلات السكَّري من النوع الأوَّل، وهو أحدُ أمراض المناعة الذاتيَّة autoimmune diseases.

قال عبَّاسي “إنَّ مرضَ السكَّري يُلقِي بعبءٍ ثقيل على المجتمع، لأنَّه حالةٌ شائعة ومكلفة للعلاج؛ حيث تشير التقديراتُ إلى أنَّ واحدًا من بين كلِّ 11 شخصًا مصابٌ بالسكَّري من النوع الثاني، أو ما يعادل نحوَ 415 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

ونظرًا إلى أنَّه يمكن الوقايةُ من السكَّري والبدانة في مرحلةٍ مبكِّرة من الحياة، لذلك فإنَّ النتائجَ التي توصَّلنا إليها والبحوث الأخرى ستحفِّز الناسَ وصُنَّاع القرار على الاستثمار والمشاركة في جهود الوقاية من هذا المرض السكري”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى