برهان الدين دوران – محاربة الإرهاب من جسر لندن إلى الدوحة (مترجم)

يوم عن يوم تتحول محاربة الإرهاب في عواصم العالم إلى الأولوية الأولى لهذه الدول ومن الواضح أننا دخلنا في موجة محاربة الإرهاب الجديدة التي كانت قد خلقتها الولايات المتحدة منذ أحداث 11 أيلول / سبتمبر .

وفي اليومين الأخيرين كان أكثر ما يتم تداوله على وسائل الإعلام هو الهجوم الإرهابي على حافلة جسر لندن وبدء عملية الرقة بالإضافة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج وقطر.

وفي الواقع إن هذه الحوادث ليست مرتبطة ببعضها البعض ولكنها تدور حول نقطة واحدة وهي محاربة تنظيم داعش.

ومع هذا الهجوم الإرهابي الذي يعد الثالث من نوعه الذي يحصل في بريطانيا منذ شهر أذار صرحت رئيسة الوزراء “ماي” إنه لا يوجد صلة وصل بين هذا الهجوم والهجمات التي حصلت قبله ومع ذلك فإن الشكوك تدور حول تنظيم داعش.

وأظهرت رئيسة الوزراء عن قناعتها أن دولتها كانت قد أبدت الكثير من التسامح تجاه التطرف ويتوجب اتخاذ تدابير أكثر شدة.

أما عن الرئيس الأميركي وبحسب تعبيره ضمن إطار محاربة الإسلام “الراديكالي” تم بدء المرحلة الأخيرة من معركة الرقة.

وهذا القرار كان متوقعاً ولكنه جاء بعد رحلة ترامب إلى الرياض فوراً وإذا ما تذكرنا أن ترامب كان قد أجرى محادثات مع القادة العرب في الرياض من أجل محاربة التطرف واحتواء إيران التي تدعم المنظمات الإرهابية.

والغريب أنه بعد هذه الزيارة الهامة بعدة أيام تم قطع علاقات سبع دول بقيادة السعودية والإمارات مع دولة قطر بحجة أنها تدعم التنظيمات الإرهابية وهذه التنظيمات هي تتمدد أكثر من داعش والقاعدة وبحجم التنظيمات التي تدعمها إيران.

والموضوع أن وكالة الأنباء القطرية في ليلة 23 مايو / أيار كانت قد نقلت عن الأمير تميم بن حمد آل ثاني تصريحات يهاجم بها الرئيس ترامب ويدعم بها إيران .

وبالرغم من أن حكومة قطر كانت قد صرحت أن وكالة الأنباء قد تعرضت لاختراق عبر الانترنت ولكن التوتر لم يزول وتحولت ردود الأفعال إلى حملة تهدف إلى عزل قطر.

ومع هذه الأحداث الثلاثة التي ذكرتها تبين أن الشرق الأوسط سوف يدخل في مرحلة جديدة تدور حول محاربة التطرف الشيعي أو السني.

فنحن الآن في وضع يتم خلق فترة فوضى تتحرك فيها القوى العظمى والدول الصغيرة والمجموعات الإرهابية.

ولا شك أن مكافحة التطرف داخل المجتمعات الإسلامية تحت صيغة “تدمير الإرهاب ” ليست بالعادة الجديدة.

فقد أصبح ذلك نهج الولايات المتحدة والدول الأوروبية منذ أحداث 11 سبتمبر .

ومنذ عام 2013 دخلت محاربة داعش في نفس السياق فلم تتخلى الولايات المتحدة عن هذه العادة وحتى إنها فتحت الطريق للميليشيات الشيعية ولتنظيم “يي بي كي” من أجل القضاء على تنظيم داعش.

وسمحت لتنظيم إرهابي مثل “بي كي كي ” و “يي بي كي” الذي يعد العدو الأول لحليفتها تركيا أن يدخل الساحة من أجل تصفية داعش.

مع علمها أنها تقوم بصنع الأرضية من أجل خلق صراعات جديدة.

وقد كان سفير الولايات المتحدة السابق لدى دمشق “روبرت فورد” قد أوضح وبشكل صريح مدى خطورة إعطاء السلاح لتنظيم “يي بي كي” حين قال “قد يكون هنالك نتائج جيدة على المدة القصير ولكن النتائج ستكون سيئة جداً على المدة الطويل فتنظيم ” بي يي دي” طموح جداً وهذا قد يساعد على زيادة دعم التنظيمات السنية الراديكالية قد نتمكن من أخذ الرقة من داعش ولكن ذلك من شأنه أن يضعنا أمام إصدار رابع من تنظيم القاعدة “.

الهيمنة الغربية على النظام الدولي في مكافحة الإرهاب “وتجفيف أصوله” وتحويلها إلى سياسة شاملة جعل ذلك شعوب الشرق الأوسط تدفع التكلفة الأكبر مع البحث عن منابع الإرهاب وتجاهل الفظائع التي ارتكبت في الصراع الفلسطيني والتي ارتكبتها الأنظمة الاستبدادية المدعومة من الدول الغربية.

جعلت الولايات المتحدة التي أهملت التركيبة السكانية لكل من أفغانستان والعراق والدول المجاورة لهما من بعد أن احتلتهما مستنقعاً للإرهاب.

وتم التغاضي عن تحويل دول الخليج ثورات الربيع العربي إلى حروب أهلية داخلية، أما المعركة مع تنظيم داعش فهي كل يوم تذهب باتجاه تقسيم كل من سوريا والعراق.

واليوم أيضاً لا تملك إدارة ترامب في نهجها إلا القوة العسكرية من أجل محاربة الإرهاب مع إضافة التطرف الشيعي والذي يستهدف من خلاله إيران.

والخطأ الذي ورثه ترامب عن أوباما في محاربة التنظيمات الإرهابية هو دفع بلدان المنطقة للدخول في حرب بالوكالة.

وهذا أدى إلى خلق نهج بين الدول يقوم على “أن التنظيم الإرهابي الذي ادعمه جيد والذي تدعمه أنت سيء”.

والآن وفي مقاطعة دولة قطر رأت الجهات الفاعلة وجود فرصة مناسبة من أجل التضييق على دولة قطر من أجل التخلي عن التنظيمات الذين يعتبرونها هم “تنظيمات إرهابية”.

صباح التركية ، ترجمة وتحرير وطن اف ام 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى