الوضع السوري يزداد سوءاً واصبحت مشاركة كل من الولايات المتحدة واسرائيل بشكل مباشر في الحرب السورية امراً لا مفر منه وتعمدت ادارة ترامب الهروب من الدخول للصراع بشكلٍ مباشر مع داعمي نظام الاسد ايران وروسيا وايضاً حاولت اسرائيل الجارة لسوريا العمل على ان تبقى محايدة في الصراع.
وتشكل الان سوريا امتحاناً صعباً للسياسة الخارجية لادارة الرئيس ترامب الذي استلم السلطة منذ 20 كانون الثاني وفي حال عمل نظام الاسد على افتعال هجوم كيميائي مرة اخرى سيتوجب عندها اعادة تقييم الولايات المتحدة لسياستها في سوريا.
ان التحليل الذي نشرته صحيفة واشنطن تايمز تحت عنوان “اكثر حرب واسعة النطاق في سوريا” ليس من المؤكد ان يكون قطعياً ولكن يتوجب علينا ان نفهم من اين تم الوصول اليه لأن الاماكن التي سيؤدي اليها من الممكن ان تكون غير مفيدة.
ومع العلم ان اسرائيل التي كانت تتعامل مع الحرب في سوريا وكأنها سمكة كتومة اغارت على قوات النظام المتواجدة عن حدود الجولان في الايام العشرة الماضية اربع مرات.
ومن دون شكوك هنالك نتائج جديدة ستظهر من الموقف الجديد الذي ستتخذه اسرائيل مع الولايات المتحدة.
وهذا لم يعد مجرد شائعة فقد اصبح لدى الجميع علماً ان من الممكن ان يصل تأثير النفوذ الاسرائيلي الى حدود تركيا وايران واذا ما امكنهم سيقومون بتقسيم سوريا من اجل اقامة دولة كردية غنية بالبترول وتصل الى البحر المتوسط..واعلان السيادة الاسرائيلية على لبنان وغزة..واضفاء الشرعية على مرتفعات الجولان وضمها للاراضي الإسرائيلية.
فما هو الوضع اذا؟
الى البارحة فقط كانت اسرائيل تقف منتظرة خروج المنهزم من الحرب الدائرة في الجنوب السوري.
والان ان الولايات المتحدة قد تدخلت وبدأت باستخدام قوتها وبالمثل ايضاً اسرائيل فالذي تريده تل ابيب هو ان تتم سيطرة البنتاغون على منطقة تخفيف التصعيد في الجنوب السوري من اجل تشكيل خط احمر عند مرتفعات الجولان لكي يتم تحويل منطقة الجولان الى منطقة عازلة تحضيرا لضمها الى اراضيها فعلياً.
والولايات المتحدة ترافق اسرائيل في خططها في الشرق الاوسط وهنالك اسمان يظهران من اجل حمايتها الاول منهما هي السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة “نيكي هالي” اما الاسم الثاني فهو “الصهر” وهذين الاسمين يستحقان ان نكرس لهما الزمان والمكان والنقطة الاساسية ان هذين الاسمين هما اهم اسمين لاسرائيل في البيت الابيض ووزارة الخارجية.
المنطقة الان لا تمر من دون انشطة وتشمل هذه التحركات ايضاً كل من اميركا واسرائيل فسلوكهم يمكننا ان نفسره على انه تحضيرات ولأول مرة منذ 14 عام رست حاملة الطائرات الضخمة جورج واشنطن في ميناء حيفا لمدة اربعة ايام وقام رئيس الوزراء الاسرائيلي بزيارة حاملة الطائرات وقال “انا احيي رمزاً للحرية والنصر واتشكر البحارة الذين قدموا الدعم لنا في الحروب السيئة والجيدة”.
وهناك خطوات اخرى مختلفة ومثيرة للاهتمام فقد تم تسليم ثالث اقوى نوع طائرات تجسس في الخزينة الاميركية مع الغواصات مهاماً في الساحل السوري وبالطبع هنالك تحركات اخرى ايضاً فبحسب صحيفة شبيغل الالمانية فإن المانيا اتخذت قرار بيع ثلاث غواصات حاملة للرؤوس النووية لاسرائيل وعندما نضيف كل ذلك الى ما ذكرته قبل قليل عن العمليات في مرتفعات الجولان نستطيع ان نفهم ان كل من الولايات المتحدة التي تساعد اسرائيل واسرائيل يتوضعان داخل حركة دائمة.
واحد اهم النقاط المشتركة بين ازمة الخليج والملف السوري هي رغبة اسرائيل من الخروج عن كونها صاحبة”ملفات سرية” وانتقال ما تريد ان تفعله الى الحالة المرئية اكثر وكلا التطورين هما تطورات استراتيجية بالنسبة لتركيا ولكن بالنسبة لانقرة فإن التطور القادم من سوريا وبنفس الوقت يحمل معه معنى انشاء ممر في الشمال السوري يحمل خصوصية اكبر لانقرة.
في يوم الاثنين كانت قد كتبت السيدة “بيريل ديدي اوغلو” في صحيفة ستار “مع محاولة تركيا اقامة عمليات لإبعاد قوات “ي ب ك” من سوريا مع اخذها داعماً خارجياً من اجل ذلك وبسبب استهداف حزب “ب ك ك” للجيش فإن تركيا تشجع من اجل العمل معها في سوريا.
وعلى الرغم من وجود صلات ربط بين “ب ك ك” و “ي ب ك” فيجب علينا عدم تجاهل احتمالية وقوع صدام بين هذيت التشكيلين بسبب اختلاف اللاعبين والمديرين لهما.
وكان قد ذكر الكاتب “ميهمت اجيت” عن ما مدى امكانية قطع المساعدات العلنية لتنظيم “ي ب ك” من بعد الاماكن التي وصلت اليها “كان الرئيس اردوغان قد قال “عليكم ان تعلموا ان الجمهوية التركية لن تسمح باقامة دولة للاكراد في الشمال السوري بكل ما لديها من موارد وقوة عسكرية ” وكانت هذه الكلمات هي عبارة عن بداية للتحضير لعملية مشابهة لعملية درع الفرات ولكن في منطقة عفرين وكان قد حصل بعد تصريحات اردوغان انه تم حدوث تطور لم نشهد مثله من قبل فبخصوص قطع اشارة نظام تحديد المواقع العالمي ” ج ب س ” في المناطق التي تسيطر عليها انقرة في شرق تركيا تم نشر اخبار تتهم اميركا باستخدام اقمارها الصناعية من اجل حدوث ذلك وحركت الولايات المتحدة اجهزة التشويش التابعة لها في الاجواء مما حد من قابلية حركة الطيران في المنطقة”.
وهذا شيء مدهش والان اصبحنا نفهم ما وراء تحريك الولايات المتحدة لطائرات التجسس والغواصات كما ذكرنا سابقاً.
المصدر : يني شفق ، ترجمة وتحرير وطن اف ام