أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستقدم سبعة ملايين يورو لتمويل أبحاث في آفة تشكل “تهديدا خطيرا للغاية” لأشجار الزيتون. وأعلن عن هذه المنحة في ورشة عمل علمية في بروكسل ركزت على الأساليب الأكثر فاعلية لمكافحة بكتيريا “كزيليلا فستديوزا”..
وسجل ظهور هذه الآفة للمرة الأولى في إيطاليا عام 2013، واكتشفت بعد ذلك جنوبي فرنسا. ويصف الخبراء هذه البكتريا بأنها واحدة من “أخطر مسببات الأمراض للنباتات في العالم”.
ويأتي هذا التمويل ضمن ميزانية أبحاث الاتحاد الأوروبي الجديدة، التي تعرف باسم مبادرة “هورايزون أو أفق 2020”. وهي جزء من الجهود المبذولة لمكافحة هذه البكتريا قبل انتشارها بصورة أوسع لمناطق أخرى رئيسية تنتج الزيتون في أنحاء أوروبا.
وتعد أوروبا أكبر منتج ومستهلك لزيت الزيتون على مستوى العالم. ووفقا للمفوضية الأوروبية، فإن الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة ينتج 73 في المئة ويستهلك 66 في المئة من زيت الزيتون في العالم.
سد الفجوات
وتهدف هذه الورشة، التي دعت إليها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية نيابة عن المفوضية، إلى جمع أبرز الخبراء في مجال مكافحة الأمراض للمساعدة في تحديد المجالات التي ينبغي أن تشملها الأبحاث القادمة. وقال متحدث باسم هيئة سلامة الأغذية الأوروبية لبي بي سي: “نتائج هذه الورشة يمكن أن تساعد في تحديد المسارات التي ينبغي أن توجه إليها الأموال من حيث أكثر الجوانب أهمية لهذه المشكلة”.
وفي تصريح له بعد انتهاء ورشة العمل التي استمرت يومين، قال ستيفن بارنل من جامعة سالفورد البريطانية إنه كان هناك تركيز خاص على المراقبة وتحسين أساليب الكشف عن ظهور الآفات الجديدة.
وأضاف في تصريح لبي بي سي: “هذا مجال مهم للباحثين، كيف يمكننا مراقبة الوباء؟”.وأشار إلى أن العوامل المهمة تشمل الأبحاث التي نحتاج إليها لمزيد من الوسائل المتقدمة وكيف يمكننا تحسين قدرتنا على الكشف عن مسببات المرض.
وقال “لأن هذه البكتريا لديها قدرة جيدة على التخفي، فإننا نحتاج إلى وسائل كشف جيدة جدا”.وأردف: “ناقشنا أيضا كيفية إجراء عمليات مراقبة على نطاق أوسع، ولذا فإننا نسير في الاتجاه الصحيح”.
ومنذ اكتشاف المرض للمرة الأولى في أشجار الزيتون جنوبي إيطاليا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2013، سجل اكتشافه أيضا في عدد من الأماكن الأخرى بينها جنوبي فرنسا.
وحتى الآن، لم تكتشف هذه الآفة في أسبانيا، أكبر مستهلك لزيت الزيتون في العالم. وحذر الخبراء من أنه في حال تفشي هذا المرض، الذي لديه العديد من العوائل والناقلات، على نطاق أوسع عالميا، فإنه قد يؤدي إلى تدمير محصول الزيتون في الاتحاد الأوروبي.
تجربة الليمون
وأصدرت لجنة صحة النباتات التابعة لهيئة سلامة الأغذية الأوروبية تقريرا في يناير/كانون الثاني حذرت فيه من أن هناك معلومات تفيد بأن هذا المرض يؤثر على المحاصيل التي لها أهمية تجارية من بينها الليمون والعنب واللوزيات.
وتغزو بكتيريا “كزيليلا فستديوزا” أوعية النبات التي تستخدم في نقل الماء والمواد الغذائية، ما يسبب أعراضا على النباتات المصابة مثل الجفاف الشديد لأوراق الشجر وذبولها، ثم في نهاية المطاف موت النبات.
وقال الدكتور بارنيل، الذي كان عضوا في مجموعة عمل ساهمت في إعداد تقرير هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، إن هذه الآفة تمثل تهديدا للاتحاد الأوروبي بأكمله.
لكنه أضاف: “الأمر الجيد في ورشة العمل هو أنها جمعت الخبراء من كل مكان مثل البرازيل والولايات المتحدة، والذين لديهم الكثير من الخبرات في معالجة الآفات، ومشاركة هؤلاء تعني أنه يمكننا أن نعرف العوامل التي كانت لها نتائج إيجابية وكيف يمكن تطبيقها”.
وأصابت هذه الآفة مزارع الليمون في أمريكا الشمالية والجنوبية على مدى عقود، لكنها ظلت مقصورة هناك حتى منتصف التسعينيات من القرن الماضي حينما سجل اكتشافها في أشجار الكمثرى في تايوان.
وقالت المنظمة الأوروبية والمتوسطية لحماية النباتات إن هذه الآفة اكتشفت من جانب الدول الأعضاء في نباتات قهوة مستوردة من أمريكا الجنوبية، لكن هذه النباتات جرى السيطرة عليها ولم تنتشر البكتريا بشكل أوسع.
المصدر : BBC