شاهدنا في الأفلام المستقبلية القديمة بعض الابتكارات الخيالية أشبه بالمستشار الصحي أو الطبيب، وشاهدنا هذه التقنية الخيالية في عدة أفلام شهيرة مثل: Iron Man و Big Hero 6 تتناول ابتكارات تعمل على فحص صحة الأشخاص ومتابعة أموره الصحية بشكل مستمر، استطاعت بعض الشركات الكبرى إضافة بعض التقنيات المفيدة مثل قياس نبضات القلب وغيرها عن طريق الجوالات الذكية، وربما أصبحت متوفرة أكثر في ساعات المعصم الجديدة، ولكن هل بإمكان الجوالات أن تتطور أكثر وتقوم بدور المستشار الطبي وهل هذا ممكن؟ نعم لقد اقتربنا من ذلك والحلم أصبح حقيقة.
الباحثون في معهد ماساشوستش للتقنية (MIT) يعملون حالياً على مشروع جديد يسمى Biophone أو الجوال الحيوي، الذي سيتمكن من استقبال المؤشرات الحيوية من الأشخاص مثل: نبضات القلب – معدل التنفس – حركات أطراف الجسد – علو وهبوط الصدر، والذي من المقرر عرض أوراق المشروع في أغسطس من العام القادم.
خواص ومزايا فريدة من نوعها
يقول خافيير هيرنانديز الباحث في أحد مختبرات MIT والقائم على المشروع إن هذا المشروع قد يرى النور في السنوات القادمة، وسيعمل الفريق البحثي على إضافة بعض الخواص الفريدة مثل: إعطاء بعض النصائح الصحية او اتخاذ أوضاع معينة في حالة وجود مشكلة، أو إجراء اتصال بأحد الأشخاص المقربين لك عند وجود تدهور في الحالة الصحية!
يضيف أيضاً خافيير هيرنانديز أن المشكلة التي تواجهم الآن هو صعوبة إجراء هذه العمليات خاصة مع الأوضاع المختلفة مثل النوم والجلوس أو أثناء المشي أو الجري، فسوف تكون هناك صعوبة بالغة في ذلك والذي قد يتطلب من الشخص أن يكون ساكناً حتى تستطيع هذه التقنيات أن تعمل بشكل أكثر دقة، وهذا ما تعمل عليه من خلال بعض المتطوعين مستخدمين جوالاتهم الشخصية ومحاولة وضعها في أماكن مختلفة مثل الجيب الخلفي أو الجانبي، واتخاذ أوضاع مختلفة لقياس كل حالة على حدة.
مشاكل وصعوبات مختلفة
بالرغم من أن هذا المشروع قد يحدث ثورة في عالم الطب والجوالات الذكية، إلا أن المشروع لا تزال تواجهه بعض الصعوبات والتحديات، يقول إميل جافنوف الأستاذ المساعد بجامعة ألاباما والذي يعمل أيضاً في هذا المشروع إن نظام متابعة المؤشرات الحيوية يواجه صعوبة في عمليات الفحص لدى بعض الأشخاص نظراً للاختلافات الفسيولوجية، كما أن المشروع كي يعمل بنجاح يجب أن يعمل على الفحص بصفة مستمرة بطريقة real-time والتي سيعملون على التوسع فيها أكثر، ولكن هذه الصعوبات قد يستطيعون التغلب عليها في المستقبل.
من المتوقع أيضاً أن يعمل الباحثون على رصد الإشارات والنبضات من مواضع مختلفة من الجسم مثل العظام أو معصم اليد، كذلك ستكون الجوالات مزودة بأجهزة رصد حساسة ومتطورة كي تستطيع رصد الإشارات سواء من الجيب أو الحقيبة، ربما قد يكون هذا الأمر صعبا للغاية ولكن من المحتمل التوصل إلى تقنيات أفضل في المستقبل.
من المشاكل أيضاً التي قد تواجه هذه التقنية وجود الكثير من النتائج السلبية للتطبيقات الصحية المستخدمة حاليا، ففي تقرير مجلة “كمبيوتر بيلد” -وهي أكبر مجلة تهتم بالتكنولوجيا في ألمانيا- نشر في أبريل الماضي أن بعض المحفزات التكنولوجية يمكن أن تساعد الشخص في تحسين صحته، لكن هناك بعض الخطوات يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية.
فبحسب المجلة فإنها أجرت اختبارات لعدد من التطبيقات المستخدمة في الجوالات الذكية والأجهزة الرقمية التي يتم ارتداؤها، واكتشفت أن هذه التطبيقات تضع معدلات تدريب عالية للغاية بالنسبة للشخص البالغ ولا تهتم كثيرا بالفروق الفردية بين المستخدمين، وأن التطبيقات تتجاهل تماما المشكلات الصحية للمستخدمين، ولذلك فهي قد تلحق بالمستخدم ضررا كبيرا.
تقنيات يابانية أخرى
استطاعت بعض الشركات اليابانية خلال هذا العام من تطوير تقنيات تساعد الناس على مراقبة حالتهم الصحية باستخدام الجوالات الذكية.
حيث أعلن مسؤولون بشركة كيوسيرا عن تطبيق جديد يدعى “ديلي سوبورت”، وهو يتيح قياس نسبة دهون الأمعاء بمجسات مركبة على هواتفهم الذكية، وتقول الشركة إنه يمكن للمستخدم أن يرى صورة قطاع عرضي للدهون المعوية، من خلال تدوير الجوال نصف دورة حول منطقة المعدة.
وأطلقت شركة سوني العملاقة أجهزة معصمية تتفقد مؤشرات الضغط النفسي للشخص مثل معدل نبض القلب وجودة النوم والسعرات الحرارية المستهلكة وتظهر هذه النتائج على الجوالات الذكية، كما تمكن معهد أبحاث ياباني تابع للحكومة من تطوير تطبيق يكتشف السرطان عبر تحليل الجزيئات في هواء التنفس أثناء تحدث المستخدم بالجوال.
المصدر : موقع ارقام ديجيتال