بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ إنقاصَ كميَّةٍ كبيرةٍ من وزنِ البدَن يُبطئ من تآكل غضروف الركبة عندَ الأشخاصِ البدينين. تُعدُّ البَدانةُ من عوامِل الخطر الرَّئيسيَّة للفُصال العظميّ (خشونة المفصل) في الرّكبة osteoarthritis، وهو مرضٌ تنكُّسيّ يُصيب المفاصِلَ، ويُؤدِّي إلى جِراحة استِبدال المفصل عادةً.
اشتَملت الدِّراسةُ على أكثر من 500 شخصٍ من أصحاب الوزنِ الزَّائِد والبدينين، كانوا إمَّا يُعانُونَ من خشونة المفصل الخفيفة أو المُتوسِّطة، أو لديهم عوامِل خطر لهذا المرض. وضعَ الباحِثون المُشارِكين ضمن 3 مجموعاتٍ بهدَف المُقارنة، اشتملت المجموعةُ الأولى على أشخاصٍ لم يفقدوا شيئاً من وزن البدن، واشتملت المجموعةُ الثانية على أشخاصٍ فقدوا القليلَ من وزن البدن، بينما اشتملت المجموعةُ الثالثة على أشخاصٍ فقدوا أكثر من 10 في المائة من وزنِ البدَن.
وجدَ الباحِثون، من بعد مُرور 4 سنواتٍ من المُتابَعة، أنَّ إنقاصَ وزن البدَن بشكلٍ ملحُوظٍ أدَّى إلى الوِقاية من تنكُّس الغضروف، وأنَّ هذه الوِقايةَ ازدادت مع إنقاص كميَّاتٍ كبيرةٍ من وزن البدَن.
يجب اعتِبارُ الدِّراسات التي تُقدَّم في اللقاءات العلميَّة أوليَّةً، إلى غاية نشرها في مجلاتٍ طبيةٍ مُحكَمةٍ.
قالَت مُعِدَّةُ الدِّراسة الدكتورة أليكسندرا غريسنغ، من قسم الطبّ الإشعاعيّ والتصوير الطبِّي الحيويّ لدى جامعة كاليفورنيا/سان فرانسيسكو: “وجدنا أنَّ تنكُّسَ الغضروف كان أبطأ بكثيرٍ عند مجموعة الأشخاص الذين فقدوا أكثر من 10 في المائة من وزنِ البدَن، خصوصاً في المناطق التي تتحمَّل الوزن في الرُّكبة”.
“ومن جِهةٍ أخرى، وجدنا أنَّ الأشخاصَ الذين فقدوا ما يتراوَح بين 5 إلى 10 في المائة من وزن البدَن لم تظهر لديهم تقريباً اختِلافات في تنكُّس الغضروف، بالمُقارنة مع الذين لم يفقِدوا شيئاً من وزن البدن”.
“أعتقِد أنَّ إنقاصَ وزن البدن بشكلٍ كبيرٍ لا يعملُ فقط على إبطاء تنكُّس غضروف مفصل الرُّكبة، بل يُقلِّلُ من خطر خشونة المفاصل أيضاً؛ وإذا ترافق إنقاصُ الوزن مع مُمارسة التمارين مُتوسِّطة الشدَّة، فسيحصل الإنسانُ على أفضل وِقايةٍ من هذا المرض، وستكون المنفعةُ كبيرةً في حال قام الإنسان بهذا في سنٍّ مُبكِّرة قدر الإمكان”.هيلث داي نيوز، روبرت بريدت